شهدت بنو حسن لحسن مقام إنه لا يسعنا النظر في أمر دون أمر، وإن الأخطار الجليلة لابد لها من حصر، فحين لمع الكوكب النبوي برحبنا، وطلع الهلال المهدي في أفقنا، ورتعت سوائم التوفيق في روضنا، وكرعت جوامس البركات في حوضنا، وانتشر أمر هذه الدعوةالصادقة، ومشت إلى الزعامة هذه القدم السابقة، لم تنسنا الرغبة مواقع الإستبصار وعزائمه وأركان التثبيت ودعائمه، وعلمنا أن الإمامة لها أعلام لابد أن نقتفيها، والخلافة لها شروط لابد أن نستقصيها، فكان ذلك دأبنا حتى رأينا الحق يقينا، ووضح لنا المهدي مستبينا، وعلمنا ان المهدي لدين الله -عليه السلام- مستحق إمرة المؤمنين وانه خلف السادة الطاهرين، فرأينا أن نوضح لكم أيها المسلمون جلية ما جلوناه، وبصيرة ما قفوناه، وإنا لم نأخذ في هذا الأمر بخبط عشواء، ولم نكن فيه كحاطب الظلماء، ونحن ندعوكم إلى طاعة أمير المؤمنين، والإعتصام بحبل الله المتين، وإخلاص السرائر للملك القاهر، وإمتثال أوامر العدل للآمر، ونعلمكم أنا قد تحملنا عهدة الولاية العامة فيكم رضا الله وتحنانه(1)عليكم لأن نربي النعمة التي غرسناها، ونشيد معالم الدين التي أسسناها، ونفوز بنصرة إمام الحق الذي كنا نرتقب أوانه ... إلى آخر الكتاب.](2).
Bogga 274