Dawladda Umawiyiinta ee Shaam
الدولة الأموية في الشام
Noocyada
كانت هذه العوامل كلها تعمل للقضاء على الحركة الزبيرية، فبعث عبد الملك الحجاج بن يوسف قائدا للحملة الحجازية وعددها سبعة آلاف، فسار من العراق حتى نزل بالطائف. وكانت رحى المعارك تدور على جبل عرفة بين الفريقين إلى أن تم للحجاج حصر ابن الزبير في الكعبة، ثم تحصن الأمويون في جبل أبي قبيس ورموا منه الكعبة بالمنجنيق، وجعلوا يدخلون عليه المسجد فيشد عليهم إلى أن قتل سنة 73ه/692م، وكان حصر الحجاج لابن الزبير نحوا من ثمانية أشهر.
وأظهر عبد الله بن الزبير من ضروب الشجاعة في ثباته على القتال ما ظل حديث العرب بعد مماته زمنا طويلا. وأثبت المؤرخون موقفه في ساعاته الأخيرة واجتماعه بأمه أسماء بنت أبي بكر وتحريضها إياه على الثبات في سبيل المبادئ التي قضى لأجلها أتباعه، وتدلنا الأحاديث المؤثرة التي جرت بين الأم وولدها على البطولة النسوية المشبعة بروح العروبة وحرارة الإسلام، وهاك حديثهما:
عبد الله بن الزبير :
خذلني الناس حتى ولدي وأهلي، فلم يبق معي إلا اليسير ممن ليس عنده من الدفع أكثر من صبر ساعة، والقوم يعطونني ما أردت من الدنيا، فما رأيك؟
أسماء بنت أبي بكر :
أنت والله يا بني أعلم بنفسك، إن كنت تعلم أنك على حق وإليه تدعو فامض له فقد قتل عليه أصحابك، ولا تمكن من رقبتك يتلعب بها غلمان بني أمية، وإن كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت، أهلكت نفسك وأهلكت من قتل معك، وإن قلت: كنت على حق؛ فلما وهن أصحابي ضعفت. فهذا ليس فعل الأحرار ولا أهل الدين، وكم خلودك في الدنيا! القتل أحسن.
عبد الله بن الزبير :
هذا والله رأيي والذي قمت به داعيا إلى يومي هذا، ما ركنت إلى الدنيا ولا أحببت الحياة فيها، وما دعاني إلى الخروج إلا الغضب لله أن يستحل حرمه، ولكنني أحببت أن أعلم رأيك فزدتني بصيرة مع بصيرتي، فأنظري يا أمه فإني مقتول من يومي هذا، فلا يشتد حزنك وسلمي لأمر الله، فإن ابنك لم يتعمد إتيان منكر ولا عملا بفاحشة، ولم يجره في حكم الله ولم يغدر في أمان، ولم يتعمد ظلم مسلم ولا معاهد، ولم يبلغني ظلم عن عمالي فرضيت به، بل أنكرته، ولم يكن شيء آثر عندي من رضا ربي، اللهم إني لا أقول هذا تزكية مني لنفسي، أنت أعلم بي، ولكن أقوله تعزية لأمي لتسلو عني.
أسماء :
إني لأرجو من الله أن يكون عزائي فيك حسنا إن تقدمتني، وإن تقدمتك ففي نفسي أخرج حتى أنظر إلى ما يصير أمرك.
Bog aan la aqoon