Dawladda Umawiyiinta ee Shaam
الدولة الأموية في الشام
Noocyada
من رسائل أهل المدائن للتوابين ... نجيبهم ونقاتل معهم ورأينا في ذلك مثل رأيهم ... نحن جادون مجدون معدون مسرجون ملجمون، سننتظر الأمر ونستمع الداعي فإذا جاء الصريخ أقبلنا.
50
انتشرت دعوة التوابين انتشارا عظيما بعد وفاة يزيد الأول، فأصبحوا عددا رهيبا يخاف الناس جانبهم، وأخذت الدولة في دمشق تعد عدتها لمنازلتهم وإخماد ثورتهم، والناظر بعين بصيرة نقادة إلى حركتهم من أولها إلى منتهاها يرى أنها صارت إلى الانحلال لأسباب خمسة هي كما يأتي:
السبب الأول: «الدعوة تتطلب إعدام أشراف الكوفة لقتلهم الحسين، خوف التوابين من إعدامهم»: قرأنا فيما سبق أن أشراف الكوفة كانوا الساعد الأقوى في إعدام الحسين، ومع ذلك فقد تردد سليمان وأتباعه في قتالهم لأن بينهم إخوانهم وبني عمومتهم وأعز أقاربهم، ولأنهم إن علموا بنوايا التوابين نحوهم صمدوا لهم وقاتلوهم قتالا شديدا، ولا ريب أن التوابين ارتكبوا غلطا فادحا في استعدادهم لمنازلة الأمويين الأقوياء قبل اقتصاصهم من الزعماء الأشراف القتلة الذين كانوا يرتعون في بحبوحة من العيش بين ظهرانيهم، والذين كانوا على اتصال تام مع الحكومة الأموية، فمنحوا أعداءهم الأشراف بذلك فرصة الاستعداد لكيدهم والتدبير عليهم.
نستشهد على صحة هذه الفكرة من الأقوال التي صدرت من زعماء التوابين بذا الخصوص، قال أحد زعمائهم: «إنما خرجنا نطلب بدم الحسين، وقتلة الحسين كلهم بالكوفة، منهم عمر بن سعد بن أبي وقاص ورءوس الأرباع وأشراف القبائل، فأنى نذهب ها هنا وندع الأقتال والأوتار.»
51
وقال سليمان بن صرد: «والله لو قاتلتم غدا أهل مصركم ما عدم رجل أن يرى رجلا قد قتل أخاه وأباه وحميمه أو رجلا لم يكن يريد قتله»،
52
وروى لنا الطبري: «جاء إلى سليمان أصحابه من الشيعة فقالوا: قد مات هذا الطاغية - يزيد الأول - والأمر الآن ضعيف، فإن شئت وثبنا على عمرو بن حريث - نائب عبيد الله بن زياد على الكوفة - فأخرجناه من القصر، ثم أظهرنا الطلب بدم الحسين وتتبعنا قتلته ودعونا الناس إلى هذا البيت المستأثر عليهم المدفوعين عن حقهم، فقالوا في ذلك فأكثروا فقال لهم سليمان بن صرد: رويدا لا تعجلوا، إني قد نظرت فيما تذكرون فرأيت أن قتلة الحسين هم أشراف أهل مكة وفرسان العرب، وهم المطالبون بدمه، ومتى علموا ما تريدون وعلموا أنهم المطلوبون كانوا أشد عليكم.»
53
Bog aan la aqoon