Dawladda Umawiyiinta ee Shaam
الدولة الأموية في الشام
Noocyada
فبدلت قومي غلظة بليان
16
التقى الجيش الأموي بثوار المدينة في الحرة، وهو مكان بظاهر يثرب، وقد استقتل أنصار ابن الغسيل واستماتوا في الدفاع عن حصونهم وأموالهم وأهلهم حتى كادوا يهزمون جيوش مسلم مرارا، فقام مسلم خطيبا يهز أوتار قلوبهم ببلاغته ويحضهم على القتال واكتساب أجر الشهادة وجزاء أمير المؤمنين، والغريب أنه كلما كانت تشد عليه خيول الأعداء تراه يغضب فتتردد على لسانه كلمات الإهانة أيضا شأن الكثيرين من القواد العسكريين، فهم يمدحون ويذمون في آن واحد، قال من خطاب له مرة: «يا أهل الشام إنكم لستم بأفضل العرب في أحسابها ولا أنسابها، ولا أكثرها عددا ولا أوسعها بلدا، ولم يخصصكم الله بالذي خصكم به من النصر على عدوكم وحسن المنزلة عند أئمتكم إلا بطاعتكم واستقامتكم ... فتموا على أحسن ما كنتم عليه يتمم الله لكم حسن ما ينيلكم من النصر ... إنكم أهل البصيرة ودار الهجرة، والله ما أظن ربكم أصبح عن أهل بلد من بلدان المسلمين بأرضى منه عنكم ... إن لكل امرئ منكم ميتة هو ميت بها، والله ما من ميتة بأفضل من ميتة الشهادة وقد ساقها إليكم فاغتنموها، فوالله ما كلما أردتموها وجدتموها»،
17
وقال يؤنب جيشه لما حمل عليه أهل المدينة حملات منكرة: «يا أهل الشام، أهذا القتال قتال قوم يريدون أن يدفعوا به عن دينهم ويعزوا به نصر إمامهم، إن قبح الله قتالكم منذ اليوم ما أوجعه لقلبي وأغيظه لنفسي، أما والله ما جزاؤكم عليه إلا أن تحرموا العطاء وأن تجمروا في أقاصي الثغور، شدوا مع هذه الراية ترح الله وجوهكم.»
18
هزم مسلم الثوار وأباح المدينة ثلاثا، فأرهب القوم وجعل الرعب يسود في قلوبهم، وقد قتل نحو من سبعمائة رجل من المهاجرين والأنصار وأبنائهم ومواليهم وخلفائهم، وعدد غير قليل من الأهلين بينهم النساء والأطفال، ويقدره بعضهم بعشرة آلاف،
19
وصالحهم على أنهم خول وقن ليزيد بن معاوية يحكم في دمائهم وأموالهم وأهليهم ما شاء.
20
Bog aan la aqoon