Dawladda Umawiyiinta ee Shaam
الدولة الأموية في الشام
Noocyada
فطلب ابن زياد من هانئ تسليم مسلم فأبى عملا بحرمة الشهامة العربية، واعتذر قائلا: «ما دعوته إلى منزلي ولكنه جاء فطرح نفسه علي»، فشدد عليه وهدده فأجابه: «أنا أدفع جاري وضيفي وأنا حي صحيح أسمع وأرى، شديد الساعد كثير الأعوان ... والله لو لم أكن واحدا ليس لي ناصر لم أرفعه حتى أموت دونه ... والله لو كان تحت قدمي ما رفعتهما عنه.»
29
فأمر به فحبس في جانب القصر.
تألم مسلم تألما عميقا لهذه المعاملة وتأثر تأثرا بليغا، فاندفع مع أصحابه - ويقدرون بأربعة آلاف - ونادى بشعاره، وقدم مقدمته وعبأ ميمنته وميسرته، وسار في القلب، وهاجم قصر عبيد الله بن زياد، فكاد ينتصر لولا أشراف الكوفة الذين غرهم المال فأخذوا يرهبونهم تارة ويمنونهم الخير تارة أخرى إلى أن تسلل عنه جنده، وظل شريدا طريدا لا مأوى يأوي إليه، ولا قلب يعطف عليه سوى قلب امرأة عجوز فأدخلته إلى دارها، لكن ابنا لها وشى به، فأحاطت الشرطة البيت وقبضت عليه بعد أن أعمل فيها سيفه ودافع دفاعا مجيدا، أما وقد وقع مسلم وهانئ في قبضة عبيد الله فما كان منه إلا أن أمر بإعدامهما، فأصعد مسلم إلى أعلى القصر حيث ضربت عنقه وألقيت جثته إلى الناس، وأخذ هانئ إلى سوق الكوفة فصلب فيه، وهكذا ختم الفصل الأول من هذه المأساة.
فرثاهما الشعراء، وأبلغ ما قرأت الأبيات المنسوبة إلى عبد الرحمن بن الزبير، وهي:
فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري
إلى هانئ في السوق وابن عقيل
إلى بطل قد هشم السيف أنفه
وآخر يهوى من طمار قتيل
أصابهما ريب الزمان فأصبحا
Bog aan la aqoon