Dawladda Umawiyiinta ee Shaam
الدولة الأموية في الشام
Noocyada
نسومهم المذلة والنكالا
ونوردهم حياض الخسف ذلا
وما نألوهم إلا خبالا
شددنا ملكنا ببني نزار
وقومنا بهم من كان مالا
47 (4-3) يزيد الثالث يتغلب عليه ويعرف بالناقص
قام على رأس اليمانية وغيرهم من المعارضين يزيد بن الوليد بن عبد الملك (يزيد الثالث)، وأظهر النسك والتواضع والزهد في الحياة، وقال بوجوب الإصلاح في دواوين الحكومة، ووعد بالعدل ونادى بالسلام والنهوض باقتصاديات البلاد، فحاصروا الوليد الثاني في قصره وقتلوه ثم احتزوا رأسه ونصبوه على رمح وطافوا به في دمشق، وكان ذلك سنة 125ه/742م، ولا يغرب عن بالنا أن الوليد كان قد زاد أهل الشام في أعطياتهم وأجرى على فقرائهم الرزق وأخرج لعيالاتهم الكسوة، ومع ذلك فقد ناصروا الأحزاب المعارضة له ليتخلصوا من الفوضى التي سادت في البلاد.
وأعلن يزيد الثالث منهج سياسته حينما اعتلى عرش الخلافة وأخذ يبرر الوسائل التي اتخذها في قتله للوليد بن يزيد بن عبد الملك، قال من خطبة العرش: أيها الناس ... والله ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا حرصا على الدنيا ولا رغبة في الملك، وما بي إطراء نفسي وإني لظلوم لها، ولقد خسرت إن لم يرحمني ربي، ولكني خرجت غضبا لله ودينه، وداعيا إلى الله وسنة نبيه، لما هدمت معالم الهدى، وأطفئ نور التقوى، وظهر الجبار العنيد المستحل لكل حرمة والراكب لكل بدعة، مع أنه والله ما كان يؤمن بيوم الحساب، ولا يصدق بالثواب والعقاب، وإنه لابن عمي في النسب، وكفئي في الحسب، فلما رأيت ذلك استخرت الله في أمره، وسألته أن لا يكلني إلى نفسي، ودعوت إلى ذلك من أجابني من أهل ولايتي، حتى أراح الله منه العباد، وطهر منه البلاد، بحول الله وقوته، لا بحولي وقوتي.
أيها الناس إن لكم علي أن لا أضع حجرا على حجر، ولا لبنة على لبنة، ولا أكري نهرا ولا أكنز مالا، ولا أعطيه زوجا ولا ولدا ، ولا أنقل مالا من بلد إلى بلد حتى أسد فقر ذلك البلد وخصاصة أهله بما يغنيهم، فإن فضل فضل نقلته إلى البلد الذي يليه ممن هو أحوج إليه منه.
وإني لا أجمركم - الحبس - في ثغوركم فأفتنكم وأفتن أهاليكم، ولا أغلق بابي دونكم فيأكل قويكم ضعيفكم، ولا أحمل على أهل جزيتكم ما أجلبهم به عن بلادهم وأقطع نسلهم، ولكن عندي أعطياتكم في كل سنة، وأرزاقكم في كل شهر، حتى تستدر المعيشة بين المسلمين فيكون أقصاهم كأدناهم، فإذا أنا وفيت لكم فعليكم السمع والطاعة وحسن المؤازرة والمكاتفة، وإن أنا لم أوف لكم فلكم أن تخلعوني، إلا أن تستتيبوني فإن أنا تبت قبلتم مني، وإن عرفتم أحدا يقوم مقامي ممن يعرف بالصلاح يعطيكم من نفسه مثل ما أعطيتكم فأردتم أن تبايعوه فأنا أول من بايعه ودخل في طاعته، أيها الناس لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
Bog aan la aqoon