Dawladda Umawiyiinta ee Shaam
الدولة الأموية في الشام
Noocyada
33
وما زالوا يلاحقونهم حتى نالهم ضر عظيم، فهلك بعضهم جوعا وعطشا، وشاهد من بقي منهم أنواع الشدائد وصنوف الإحن. (4) تهتك الخلفاء الأمويين واستهتارهم وإهمالهم واجباتهم تجاه الأمة
أغرق الخلفاء الأمويون المتأخرون في مجونهم واستهتارهم وتهتكهم، وأسرفوا إسرافا زائدا في اتباعهم سبل الشهوات والملاذ، فأهملوا واجباتهم تجاه الأمة التي اعتمدت عليهم في تدبير أمورها والاعتناء بمقدراتها، إنهم لم ينسجوا على منوال معاوية الأول وعبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز فيوطدون دعائم الأمن والسلام، ويضربون أصحاب القلاقل وأهل الفتن بيد حديدية، ويسنون القوانين التي تصلح حال السكان وتنمي تجارتهم وتنشط صناعتهم وتحيي زراعتهم، بل أخذوا يقربون الندماء والفساق والمأمورين الذين لا يعرفون من المنصب إلا إرضاء ساداتهم، ولا يفهمون من روح المسئولية سوى تعداد الأيام والشهور لقبض رواتبهم. (4-1) يزيد الثاني الوالد المغرم
جاء يزيد بن عبد الملك (يزيد الثاني) سنة 101ه/719م بعد عمر بن عبد العزيز، فكان شديد الفخر ظاهر الكبر، يحب اللهو والأنس والطرب، ولو أمعنا النظر في أحواله الخاصة وسلوكه الشخصي لحكمنا أنه قضى عمره مغرما عاشقا لا يجد في الحياة إلا عبادة الحب والجمال، وقد تولع يزيد بحبابة وسلامة الغانيتين الحجازيتين ولعا شديدا ملك عليه لبه وأنساه سياسة الدولة وإدارتها، فترك زمام الأمور بيد أصدقائه ومريديه، وهما من مولدات المدينة وكانتا أديبتين ترويان الأشعار وتضربان على العود ضربا حسنا، وفتن بهما الشعراء المعاصرون لهما فقالوا فيهما القصائد العامرة، ويذكر «الأغاني» أن الناس في الحجاز كانت تتناقل أبياتهما في الأندية الخاصة والعامة.
34
وبلغ من حب يزيد لهاتين الغانيتين الفتانتين أنه جعل لهما مطلق التصرف في شئون الدولة، حتى قال المؤرخون: «وعمل ابن هبيرة في ولاية العراق من قبل حبابة ... ولم تزل حبابة تعمل له في العراق حتى وليها.»
35
فترى أنه كان لبعض المحظيات الكلمة النافذة في إسناد الوظائف للولاة، وحكى الرواة أن حبابة غنت يزيد بن عبد الملك يوما:
بين التراقي واللهاة حرارة
ما تطمئن وما تسوغ فتبرد
Bog aan la aqoon