203

Dawladda Umawiyiinta ee Shaam

الدولة الأموية في الشام

Noocyada

قال ابن قتيبة: «وجعل أبو مسلم يكتب الكتب ثم يقول للرسل مروا بها على اليمانية فإنهم يتعرضون لكم ويأخذون كتبكم، فإذا رأوا فيها أني رأيت المضرية لا وفاء لهم ولا خير فيهم ... فلا تثق بهم ولا تطمئن إليهم، فإني أرجو أن يريك الله في اليمانية ما تحب، ويرسل رسولا آخر بمثل ذلك على اليمانية فيقول مر على المضرية فكان الفريقان جميعا معه.»

18

فمال الكرماني إليه لأن حبل الثقة كان قد انقطع بينه وبين نصر، خصوصا بعد أن أذاقه الأخير عذاب السجن، نتأكد من هذا لأن عقلاء العرب حينما اشتد الخلاف بين اليمانية والمضرية وبدأ أبو مسلم يضيق الخناق على كل عربي أموي، سعوا لعقد الصلح بين الزعيمين، فأبى الكرماني وصرح أنه لا يثق بحسن نوايا نصر نحوه. قال الطبري: «قال عقيل: إني أرى أمرا أخاف أن يذهب فيه العقول، قال الكرماني: إن نصرا يريد أن آتيه ولا آمنه ونريد أن يعتزل ونعتزل ونختار رجلا من بكر بن وائل نرضاه جميعا، فيلي أمرنا جميعا حتى يأتي أمر من الخليفة وهو يأبى هذا، قال يا أبا علي - الكرماني - إني أخاف أن يهلك أهل هذا الثغر، فإن أميرك - وقل ما شئت - تجاب إليه، ولا تطمع سفهاء قومك، فقال الكرماني: إني لا أتهمك في نصيحة ولا عقل، ولكني لا أثق بنصر، فليحمل من مال خراسان ما شاء ويشخص، قال: فهل لك في أمر يجمع الأمر بينكما، تتزوج إليه ويتزوج إليك، قال لا آمنه على حال.»

19 (و) العرب في الديار الفارسية يقتتلون

مكث العرب يقتتلون في خراسان نحوا من عشرين شهرا، وأبو مسلم لا يهدأ عن إيقاد نيران الفتنة ليوهن قواهم ويشل سواعدهم، وليكون له الوقت الكافي لضربهم ضربة قاسية لا تقوم لهم من بعدها قائمة.

وقد تألم نصر بن سياب الليثي لما أصاب القوم من عوامل التفرقة والخذلان، فاستنجد الحكومة في دمشق - وكان على رأسها مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية - ليدرأ خطر العباسيين ولينازلهم في عقر دارهم قبل أن يهاجموه ويجبروه على الانسحاب إلى العراق، أو ليشاغل أبا مسلم على الأقل قبل أن يشتد ركنه ويعلو شأنه. وكان يرجو أن يجمع كلمة العرب ويستعين على مخالفيه منهم بالقوة، فأرسل إلى الخليفة رسالة قال منها: «قد بايعه - بايع أبا مسلم - مائتا ألف رجل من أقطار خراسان، فتدارك يا أمير المؤمنين أمرك وابعث إلي بجنود من قبلك يقو بهم ركني وأستعن بهم على محاربة من خالفني - يعني الكرماني.»

20

وذكر في آخر رسالته الأبيات المشهورة:

أرى بين الرماد وميض نار

ويوشك أن يكون لها ضرام

Bog aan la aqoon