Dawladda Umawiyiinta ee Shaam
الدولة الأموية في الشام
Noocyada
10
فلما ولي معاوية بن أبي سفيان أراد تأديبهم، فأرسل مصقلة بن هبيرة على رأس جيش يبلغ عدده عشرة آلاف، فتوغل مصقلة بجيشه في بلادهم، فأخذ العدو عليه المضايق ورموا جنده بالصخور من أعالي الجبال، فهلكت الحملة عن بكرة أبيها وهلك مصقلة، فضرب الناس به المثل، فقالوا: حتى يرجع «مصقلة من طبرستان»،
11
فحذر قادة العرب من التوغل في البلاد الجبلية ذات المجاهل قبل التأكد من دراستها ومعرفة أحوالها معرفة تضمن لهم السلامة.
يزيد بن المهلب بن أبي صفرة
لم تزل طبرستان ثائرة حتى قدمها يزيد بن المهلب في جند كثيف من أهل المصرين وأهل الشام، فأقام عليها وحاصر أهلها حصارا شديدا وقطع عنهم المادة والذخيرة، فكانوا يخرجون إلى يزيد ويقاتلونه قتال المستميت إلى أن عيل صبرهم فخضع دهقانهم المعروف «بصول» على أن يؤمنه على نفسه وأهل بيته وماله ويدفع إليه المدينة وما فيها وأهلها، فصالحه وقبل منه ووفى له، وقد أراد يزيد أن لا يقوم لسكانها الأتراك بعد هذا اليوم قائمة، فقتل منهم أربعة عشر ألفا دفعة واحدة،
12
وغنم جميع أموالها وكنوزها وسبيها.
ثم أتى جرجان فاستقبله سكانها بالأتاوة التي كان سعيد بن العاص صالحهم عليها، فقبلها وهابوه وأظهروا له الطاعة والخضوع، وكان من رأي يزيد أن يضرب أهل طبرستان وجرجان ضربة قاضية، فجعل يمهد فيها الطرق ويصلحها ويقطع الأدغال التي تعيق سير جنده ويتوغل في داخلها، فوثب به الجرجانيون ونقضوا عهودهم وغدروا به واستجاشوا بالديلم وحالفوا طبرستان فقطعوا عليه جميعهم مادته وطرق المواصلات بينه وبين العرب، فخرج منها وأصحابه كأنهم فل حسبما يذكر الطبري،
13
Bog aan la aqoon