David Copperfield
ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون
Noocyada
بعد قليل جاء الأولاد الذين في الشوارع يناوشون البائع عند المحل، وراحوا يصيحون قائلين إن الرجل العجوز قد باع روحه للشيطان، ويزعقون قائلين: «إنك لست فقيرا، يا تشارلي، كما تدعي. أخرج ذهبك. هيا! إنه في بطانة الفراش، يا تشارلي. هيا مزقه ودعنا نأخذ بعض الذهب.»
ثم أرادوا أن يعطوه سكينا ليفعل ما طلبوه منه، لكن هذا أسخطه كثيرا لدرجة أنه خرج من المحل مسرعا يجري خلفهم، وجعلهم يهربون بعيدا.
ظل الأولاد طوال اليوم يضايقونه حينا بعد حين، وظل هو طوال اليوم يهجم عليهم هجمات مفاجئة مسعورة.
حاول الرجل العجوز مرارا أن يقنع ديفيد بالموافقة على المقايضة، وخرج ذات مرة بقصبة صيد، لكن ديفيد رفضها، وتوسل إليه والدموع في عينيه أن يعطيه المال أو السترة؛ بعد ذلك خرج بآلة كمان، ثم بقبعة مرفوعة الحافة، ثم بمزمار؛ لكن ديفيد رفضها جميعا، وجلس في يأس.
في النهاية، وكي يتخلص منه الرجل العجوز، بدأ يدفع له نصف بنس بنصف بنس، حتى وصل المبلغ إلى شلن كامل خلال ساعتين.
شكل 15-1: كان يندفع خارج المحل ويجري خلفهم ويجعلهم يفرون.
وبعد فترة صمت طويلة، راح يختلس النظر خارج المحل وقد بدا منظره بشعا، وصاح قائلا: «آه يا عيناي، آه يا أطرافي! هل ستقبل ببنسين إضافيين؟»
قال ديفيد: «لا أستطيع، لو فعلت هذا فسأتضور جوعا.» «آه يا رئتاي آه يا كبدي! هل ستقبل بثلاثة بنسات؟»
قال ديفيد: «لو كان أستطيع لرضيت من دون أي شيء، لكنني في أشد الحاجة إلى المال.» «يا إلهي، كه ... كح! هل ستقبل بأربعة عشر بنسا؟»
كان ديفيد خائر القوى ومنهكا للغاية؛ فقد جلس هناك طيلة اليوم، لذا قبل بهذا العرض؛ وأخذ المال من مخلبه بيد لم تخل من ارتجاف، وانصرف وهو يشعر بجوع وعطش لم يشعر بمثلهما قبل ذلك قط، وأنفق ثلاثة بنسات على الشاي؛ وعندما أحس بتحسن مزاجه بعد ذلك، راح يسير وهو يعرج حتى قطع سبعة أميال من طريقه، إلى أن وصل إلى جدول ماء صغير غسل فيه قدميه اللتين تؤلمانه، ثم رقد تحت كومة تبن كبيرة ليقضي تلك الليلة.
Bog aan la aqoon