89

David Copperfield

ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون

Noocyada

شكل 13-1: تناول ديفيد الغداء مع السيد ميكوبر في السجن.

وفي يوم الأحد التالي، ذهب ديفيد لتناول الغداء معه (حيث كان مسموحا لأصدقاء المدينين بزيارتهم). وقد قابله السيد ميكوبر عند البوابة، وصحبه إلى غرفته الصغيرة، وناشده في جدية أن يعتبر من مصيره؛ وقال له: «لو أن دخل رجل ما عشرون جنيها في السنة، وأنفق منها تسعة عشر جنيها وتسعة عشر شلنا وستة بنسات، فسيكون سعيدا، لكنه إذا أنفق واحدا وعشرين جنيها، فسيقع في التعاسة.»

ثم طلب من ديفيد أن يقرضه شلنا، اشترى به إبريقا من مشروب البرتر الثقيل، وأعطى ديفيد أمرا كتابيا يسلمه للسيدة ميكوبر كي تسدد له المبلغ، ثم جفف دموعه، وأعاد منديله إلى مكانه.

وجلس ديفيد والسيد ميكوبر يتحدثان أمام مدفأة صغيرة داخل شبكة صغيرة صدئة، إلى أن عاد مدين آخر، كان مسجونا مع السيد ميكوبر في حجرته، من الفرن ومعه خاصرة من لحم الضأن تناولها الثلاثة على الغداء؛ وفي بداية فترة بعد الظهر، عاد ديفيد إلى البيت ليخبر السيدة ميكوبر عن أخبار زوجها.

أغمي على السيدة ميكوبر في غمرة قلقها عندما رأت ديفيد قادما؛ وما إن أفاقت من إغمائها حتى صنعت ملء إبريق صغير من العصير ليلطف عنهما أثناء مناقشتهما أحوال السيد ميكوبر.

ثم بيع الأثاث كله تدريجيا؛ إلى أن قررت السيدة ميكوبر في النهاية أن تنتقل، هي وأولادها، إلى السجن، حيث كان السيد ميكوبر قد حصل على حجرة لنفسه الآن؛ وأخذ ديفيد مفتاح البيت إلى صاحب البيت الذي سعد غاية السعادة بالحصول عليه.

لقد اعتاد ديفيد على أسرة ميكوبر بدرجة كبيرة حتى إنه لم يحب أن يبتعد عنهم؛ لذا استؤجرت له غرفة صغيرة خارج أسوار السجن، وكان يتناول إفطاره معهم كل صباح، ويدخل إلى السجن كل ليلة، ويسير في الفناء مع السيد ميكوبر.

وقد عاشت أسرة ميكوبر داخل السجن في راحة أكبر من التي كانت تعيشها خارجه؛ حيث جاء بعض أقاربهم من أجل مساعدتهم في هذا الوقت، وقد ساعدوهم كثيرا؛ بحيث ارتاح ديفيد الآن هو الآخر من قدر كبير من ثقل هموم الأسرة.

لم يسأل السيد ميردستون قط كيف كان ديفيد يقضي وقته، ولم يخبر الصبي قط أي أحد في المستودع. حيث ظل يعيش نفس الحياة في سرية وتعاسة، بينما ثيابه تزداد فقرا في المظهر كل يوم.

ولم يرسل السيد ميردستون له أي رسالة. أما الآنسة ميردستون فأرسلت له مرة أو مرتين، عن طريق السيد كوينين، طردا به ملابس قديمة، وكانت تضع معها قصاصة ورق مكتوب فيها بخط يدها ما معناه: «ترجو ج. م. أن يكون د. ك. مهتما ببذل جهده في العمل، والعناية التامة بمسئولياته.» لا شيء سوى هذا! ولا كلمة واحدة عن أي شيء آخر! ربما لو أصبح الولد مفقودا لما اهتما مطلقا.

Bog aan la aqoon