82

David Copperfield

ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون

Noocyada

وفي الثانية عشرة والنصف نهض الأولاد ليتناولوا غداءهم، ونقر السيد كوينين على نافذة مكتب المحاسبة، وأشار إلى ديفيد كي يدخل إلى حجرته حيث وجده ديفيد جالسا وراء مكتب.

فدخل ديفيد الحجرة ووجد فيها رجلا بدينا في خريف العمر، يرتدي معطفا طويلا بني اللون وبنطلونا ضيقا أسود اللون وحذاء، ولم يكن يعلو رأسه (الذي كان ضخما وشديد اللمعان) من الشعر أكثر مما يعلو بيضة. كانت ملابسه رثة، لكنه يرتدي ياقة قميص مهيبة المنظر؛ ويحمل عصا أنيقة نوعا ما، وشرابتين بلون الصدأ من أجل العصا؛ بينما تتدلى من معطفه عدسة مكبرة.

قال السيد كوينين، قاصدا ديفيد: «هذا هو.»

قال الرجل الغريب بصوت عال يتصنع اللطف: «هذا هو السيد كوبرفيلد. أرجو أن تكون بخير يا سيدي؟»

قال ديفيد، الذي كان يشعر بارتباك شديد، إنه على ما يرام، وتمنى للرجل أن يكون بخير كذلك.

قال الرجل الغريب: «أنا، بفضل الله، على خير ما يرام.» وأردف يقول إنه تلقى رسالة من السيد ميردستون يطلب منه فيها أن يستقبل ديفيد في منزله.

قال السيد كوينين: «هذا هو السيد ميكوبر، وقد أرسل له السيد ميردستون بشأن إقامتك، وسوف تقيم عنده في غرفة مفروشة من بيته.»

قال السيد ميكوبر: «عنواني في شارع وندسور تيراس، من طريق سيتي روود.» ثم أضاف بنبرة بدت مهذبة: «إنني، باختصار، أسكن هناك.» وانحنى له ديفيد احتراما.

قال السيد ميكوبر: «لدي انطباع بأنك لم تتجول في هذه العاصمة كثيرا حتى الآن، وأنك ربما تواجه بعض الصعوبة في كشف أسرار مدينة بابليون الحديثة تلك الواقعة في طريق سيتي روود باختصار» قال السيد ميكوبر وقد اعترته ثقة مفاجئة: «إنك ربما تضل طريقك؛ لذا فإنه من دواعي سروري أن أصحبك هذه الليلة، وأدلك على أقصر الطرق المؤدية إلى المنزل.»

رأى ديفيد أن تكبده مثل هذا العناء كان أمرا في غاية اللطف منه، وشكره من صميم قلبه.

Bog aan la aqoon