81

David Copperfield

ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون

Noocyada

قالت الآنسة ميردستون: «وهو ما سيخضع لتقديري أنا.» «وهكذا فإنك الآن ذاهب إلى لندن يا ديفيد، مع السيد كوينين، لتبدأ الحياة على مسئوليتك الخاصة.»

قالت الآنسة ميردستون: «باختصار، إننا نعيلك، وسيكون عليك، من فضلك، أن تقوم بواجبك.»

لم يستطع ديفيد أن يميز أكان مسرورا أم خائفا. لقد كان بالكاد في العاشرة من عمره، ومن الطبيعي أن اضطراره لبدء الحياة على مسئوليته الخاصة في هذه السن المبكرة كان أمرا مروعا نوعا ما.

لكنه لم يحظ بالكثير من الوقت للتفكير في الأمر؛ ففي صباح اليوم التالي مباشرة حزمت حقيبة ملابسه الصغيرة، ووجد نفسه جالسا في عربة البريد التي كانت تحمل السيد كوينين إلى مدينة يارمث حيث العربة المتجهة إلى لندن؛ فأحس بأنه «إنسان بائس وحيد» في الحقيقة، كما كان من الممكن أن تقول السيدة جوميدج.

كان مستودع ميردستون وجرينبي قريبا من الشاطئ، بجوار منطقة بلاكفرايرز. وهو منزل عتيق للغاية له رصيف خاص به، تمتلئ أقبيته بالجرذان الرمادية الكبيرة. حيث سمع ديفيد أصواتها وهي تتشاجر وتنبش هنا وهناك، عندما ذهب إلى المستودع للمرة الأولى، ويده ترتعش في يد السيد كوينين.

وفي هذا المكان وضعه السيد كوينين في عهدة فتى يرتدي مريلة بالية وقبعة ورقية، يدعى مك ووكر، وأمره بتعليم ديفيد عمله.

وكان عمله هو أن يغسل ويشطف الزجاجات المعدة لأن تملأ بالخمر، وأن يرفعها في الضوء، ويستبعد المكسورة أو التالفة منها. كما توجد سدادات من الفلين تحتاج أن توضع على مقاسها، أو شمع يوضع على السدادات، ولصاقات تعريف تلصق على الزجاجات بعدما تملأ بالخمر، ثم بعد ذلك تعبأ تلك الزجاجات في براميل خشبية.

وقد أخبره مك ووكر أن أباه يعمل على مركب لنقل البضائع؛ وأن الصبي الآخر الذي سيعمل معهما يدعى ميلي بوتيتوز، وهو لقب أطلقه عليه العاملون في المستودع بسبب بشرته الشاحبة.

وكان والد ميلي يعمل سقاء، وإطفائيا أيضا، حسبما قال؛ وكانت أخت ميلي الصغيرة تلعب دور عفريتة صغيرة في المسرحيات الإيمائية، ويبدو أنهم كانوا فخورين جدا بهذا.

فتذكر ديفيد زميليه ستيرفورث وترادلز، وبقية طلاب مدرسة سيلم هاوس؛ وكان كلما خرج مك من الحجرة لإحضار أي شيء، تنحدر الدموع على وجنتي ديفيد، وتمتزج بالماء الذي يغسل فيه الزجاجات، ويبكي وكأنما سينفطر قلبه.

Bog aan la aqoon