41

David Copperfield

ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون

Noocyada

شكل 5-1: كل من جاءوا إلى المدرسة ذات صباح، قد قرءوا أنه ينبغي الاحتراس منه لأنه يعض.

مسكين ديفيد! إن ما عاناه من تلك اللافتة لا يستطيع مخلوق أن يتخيله. لقد كان يعلم أن الخدم قرءوها، وأن الجزار قرأها؛ لأن كل من جاءوا إلى المدرسة ذات صباح كان هو قد أمر أن يمشي فيه في ملعب المدرسة - وهو عبارة عن فناء مكشوف مكسو بالحصى في الجزء الخلفي من المدرسة - قد قرءوا أنه ينبغي الاحتراس منه لأنه يعض. وكان الرجل ذو الرجل الخشبية كلما رآه يستند على الحائط ليخفي اللافتة، يصيح عاليا بصوت قاس: «أنت أيها السيد! أنت يا كوبرفيلد! أظهر هذا الشعار وإلا أبلغت عنك!»

وكان ديفيد يستذكر واجبات دراسية طويلة كل يوم مع السيد ميل؛ لكن، نظرا لعدم وجود السيد والآنسة ميردستون معه كي يوترا أعصابه، أصبح يستذكر واجباته دون أن يشعر بأي خزي.

كان هو والسيد ميل يتغديان معا في طرف غرفة طعام مستطيلة خالية من التجهيزات. وبعدها يستذكر المزيد من الواجبات المدرسية حتى موعد تناول شاي الخامسة عصرا، ثم يسير بعد ذلك في ملعب المدرسة، والرجل ذو الرجل الخشبية يراقبه.

لم يكثر السيد ميل من الكلام مع ديفيد مطلقا، لكنه كذلك لم يقس عليه مطلقا. وعندما كان ديفيد يذهب إلى النوم في الغرف الشاغرة المليئة بالأسرة الخالية، لم يكن يستطيع أن يمنع نفسه من البكاء أحيانا شوقا إلى سماع كلمة مواساة من بيجوتي.

وكان في ملعب المدرسة باب قديم تعود الأولاد أن يحفروا أسماءهم عليه. وهو مغطى بالكامل بأسمائهم. وعندما قرأ ديفيد الأسماء لم يملك إلا أن يتساءل كيف سيقرأ كل ولد اللافتة المعلقة على ظهره: «احترسوا منه، إنه يعض.»

فهناك ولد - يدعى جيه. ستيرفورث - وقد حفر اسمه عميقا جدا، فتخيل ديفيد أن يقرأ اللافتة بصوت جهوري نوعا ما، ثم بعد ذلك يجذبه من شعره. وهناك آخر، يدعى تومي ترادلز، وقد خشي ديفيد أن يجعل منه أضحوكة، ويتظاهر بأنه يرتعد خوفا منه.

كان عدد الأولاد خمسة وأربعين ولدا في المجمل، كما أخبره السيد ميل، ورغم أن نفسه كانت تتوق في أحوال كثيرة لرفقتهم، فقد خشي مما سيحدث عندما يقرءون: «احترسوا منه، إنه يعض.»

الفصل السادس

جيه ستيرفورث وترادلز

Bog aan la aqoon