David Copperfield
ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون
Noocyada
ثم نظر الاثنان خلفهما، إذ قال الرجل، الذي كان واقفا عند باب كوخ بواب صغير وفي يده حذاء طويل: «تفضل! لقد جاء الإسكافي، بعد أن غادرت، يا سيد ميل، ويقول لك إنه لا يستطيع إصلاحه بعد الآن. كما يقول إنه لم يعد يوجد فيه حتى ولو جزءا صغيرا من الحذاء الأصلي، وهو يعجب من تمسكك به.» ثم ألقى الحذاء إلى السيد ميل، فالتقطه وراح ينظر فيه بخيبة أمل شديدة. وعندئذ لاحظ ديفيد للمرة الأولى أن الحذاء الذي كان يرتديه أسوأ بكثير من أن يرتديه أحد.
لم يكن هناك أي صوت في المكان. كان هادئا جدا لدرجة أن ديفيد تساءل إن كان الأولاد جميعهم قد خرجوا.
عندئذ أوضح له السيد ميل أنهم كانوا في وقت الإجازة، وجميع الأولاد في بيوتهم، كما أن السيد كريكل، مالك المدرسة، ذهب إلى شاطئ البحر مع السيدة والآنسة كريكل؛ وأن ديفيد أرسل إلى المدرسة في وقت الإجازة عقوبة له بسبب عضه ليد السيد ميردستون.
كانت حجرة الدرس أكثر مكان موحش رآه ديفيد في حياته؛ فهي حجرة مستطيلة بها ثلاثة صفوف طويلة من المكاتب، وستة مقاعد طويلة ملطخة تماما بالحبر.
تركه السيد ميل هناك ريثما يحمل حذاءه إلى الطابق العلوي، وبينما ديفيد يستكشف الحجرة، لمح فجأة لافتة من الورق المقوى موضوعة على المكتب، وكان مكتوبا عليها بخط جميل: «احترسوا منه. إنه يعض.»
عندئذ صعد فوق المكتب في الحال وراح يبحث بعينين قلقتين عن الكلب، لكنه لم يجده؛ وفي تلك اللحظة دخل السيد ميل، وسأله عما يفعله فوق المكتب.
قال ديفيد: «معذرة يا سيدي، لو سمحت، إنني أبحث عن الكلب.»
قال السيد ميل: «كلب؟ أي كلب ؟» «أليس هذا كلبا يا سيدي؟» «عن أي شيء تتحدث؟» «ذاك الذي ينبغي الاحتراس منه يا سيدي؛ ذاك الذي يعض.»
قال السيد ميل بوقار يشوبه الحزن: «لا، يا كوبرفيلد، ليس هذا كلبا. إنه ولد. إن التعليمات التي لدي، يا كوبرفيلد، أن أعلق هذه اللافتة على ظهرك. أنا حزين أن أبدأ علاقتي معك بمثل هذه البداية، لكنني مضطر لفعلها.»
بعد ذلك مباشرة أنزل ديفيد من على المكتب، وربط اللافتة في كتفيه مثل حقيبة الظهر. هنا موضع صورة، مكتوب تحتها:
Bog aan la aqoon