39

David Copperfield

ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون

Noocyada

بينما ديفيد يستمتع بوجبته قالت السيدة العجوز: «هل أحضرت مزمار الفلوت معك؟»

أجابها المدرس: «نعم.»

قالت السيدة العجوز، بنبرة ملاطفة: «فلتعزف به، هيا.»

وهكذا أخرج المدرس مزماره المكون من ثلاث قطع، وربط بعضها ببعض، وبدأ العزف في الحال.

أحس ديفيد أن اللحن الذي عزفه كان كئيبا وسوداويا إلى أبعد الحدود، وفي الحقيقة، لقد أحس أنه مغرق في السوداوية، لدرجة أنه جعله يذرف الدموع في البداية، ثم بعد ذلك ألقى على عينيه أغشية النوم. وبينما ديفيد ينعس خيل إليه أن السيدة العجوز راحت تقترب ببطء من المدرس حتى أصبحت قريبة بما يكفي لتطويق عنقه بذراعيها في حنان.

لكنه استيقظ بعد قليل، وحل المدرس مزماره وأعاد القطع إلى مكانها؛ وقال لديفيد إنه قد حان وقت الذهاب إلى عربة السفر.

لم تكن العربة بعيدة، وركب الاثنان فوق السطح؛ لكن النعاس كان متمكنا جدا من ديفيد حتى إنهم عندما توقفوا في الطريق لاصطحاب شخص آخر، وضعوه داخل العربة التي كانت خالية من الركاب، ونام نوما عميقا.

توقفت العربة بعد قليل، وأخرجه المدرس منها، ثم سارا لمسافة قصيرة حتى وصلا إلى مكان كئيب المنظر يحيط به سور قرميدي عال من جميع الجهات، وكان مكتوبا على رقعة خشبية وضعت فوق باب في الحائط «مدرسة سيلم هاوس»؛ وعندما دقا الجرس راح وجه مكفهر يحدق فيهما عبر نافذة شبكية في الباب، ثم فتح لهما الباب رجل قصير القامة ذو رقبة غليظة قصيرة، ورجل خشبية، وشعر قصير.

قال المدرس: «الصبي الجديد.»

حدق الرجل ذو الرجل الخشبية في ديفيد، وأغلق البوابة خلفهما، وصاح قائلا: «مرحبا!» بينما اتجها نحو مبنى المدرسة.

Bog aan la aqoon