29

David Copperfield

ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون

Noocyada

هل كان ما فعله جريمة؟ وهل سيأتي شرطي ليأخذه إلى السجن؟ لم يدر.

في صباح اليوم التالي وقبل نهوض ديفيد من فراشه ظهرت الآنسة ميردستون من جديد، وقالت له بفتور إن بإمكانه أن يتمشى مدة نصف ساعة في الحديقة. بعد ذلك كان عليه أن يعود إلى غرفته مرة أخرى؛ وفي المساء جاءت إليه ورافقته إلى الردهة بالأسفل للمشاركة في صلوات العائلة، حيث كان عليه أن يجثو على ركبتيه من أجل الصلاة بعيدا عن الآخرين، بقرب الباب. ولم يسمح لأمه بالحديث معه؛ بينما كانت يد السيد ميردستون ملفوفة في ضمادة كبيرة من الكتان.

لو أنه رأى أمه بمفردها لكان جثا على ركبتيه راجيا عفوها؛ لكنه لم يرها بمفردها مطلقا. وقد ظل حبيس غرفته طيلة خمسة أيام، وفي الليلة الخامسة، بعدما ذهب إلى النوم، استيقظ على صوت شخص ما يهمس باسمه. فانتفض ديفيد من مكانه، وتلمس طريقه إلى الباب ووضع فمه على ثقب المفتاح، وهمس قائلا: «هل هذه أنت يا عزيزتي بيجوتي؟»

ردت بيجوتي: «نعم يا حبيبي الغالي ديفي. أبق صوتك خفيضا كصوت الفأر وإلا فستسمعنا القطة.»

عرف ديفيد أنها تقصد الآنسة ميردستون.

وقال: «كيف حال أمي، يا عزيزتي بيجوتي؟ هل هي غاضبة علي كثيرا؟»

كانت بيجوتي تتكلم بصوت خفيض على الجانب الآخر من ثقب المفتاح، وقالت: «لا. ليس كثيرا.» «ماذا سيحدث لي يا بيجوتي، هل تعلمين؟»

جاءت همسة بيجوتي من ثقب المفتاح قائلة: «مدرسة. بقرب لندن.» «متى يا بيجوتي؟» «غدا.» «ألن أرى أمي؟»

همست بيجوتي: «بلى ستراها، في الصباح» ثم قربت فمها من ثقب الباب، وقالت في جمل مفككة: «ديفي، عزيزي. إذا كنت لم أتعامل معك بود. مؤخرا، كما كنت من قبل. هذا ليس لأنني لا أحبك. كما كنت من قبل وأكثر، يا حبيبي الجميل. لكن لأنني ظننت أن هذا أفضل لك. ولشخص آخر كذلك. ديفي، حبيبي، هل تسمعني؟ هل تستطيع سماعي؟»

قال ديفيد وهو يبكي: «نع... نع... نعم يا بيجوتي.»

Bog aan la aqoon