David Copperfield
ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون
Noocyada
لم يعلم ديفيد قط إن كان لعمته أي حق قانوني في المرور دون الآخرين في تلك الأرض؛ لكنها قررت أنها تمتلك ذلك الحق، وكانت تنفق ساعات من وقتها في إبعاد الحمير. وقد تكرر هجوم الحمير المباغت ثلاث مرات قبل أن يجهز الحمام، وتكرر إسراع الآنسة بيتسي وجانيت بالخروج من المنزل لإبعاد الحمير.
وقد أراح الاغتسال ديفيد للغاية، لأن عظامه كانت تؤلمه بسبب النوم في عراء الحقول؛ وبعدما اغتسل، ألبسته الآنسة بيتسي وجانيت قميصا وبنطالا من ملابس السيد دك، ووضعتا حول جسده شالين كبيرين أو ثلاثة؛ وقدمتا له بعض الحساء ليشربه، وأجلستاه على الأريكة، حيث غرق في النوم سريعا. وبينما هو نائم رأى في حلمه فيما يبدو أن الآنسة بيتسي جاءت وانحنت فوقه، وأبعدت شعره عن وجهه، ووضعت رأسه في وضع مريح أكثر، وهمست تقول: «الفتى الجميل!» و«الفتى المسكين!» وهي تنظر إليه.
استيقظ ديفيد أخيرا، وعندئذ جلسوا يتناولون ديكا مشويا وحلوى البودينج على الغداء، حيث جلس ديفيد على المائدة وقد بدا هو نفسه وكأنه ديك مكتف، وهو ملفوف في بنطال وقميص السيد دك، وشيلان الآنسة بيتسي.
كان ديفيد متلهفا جدا لمعرفة ما ستفعله معه الآنسة تروتوود؛ لكنها تناولت غداءها في صمت، ولم تزد على أن ظلت تهتف بقولها «ارحمنا يا الله!» كلما وقعت عيناها عليه.
كانت الآنسة بيتسي امرأة طويلة القامة قاسية الملامح، لكنها جميلة أيضا، رغم ما كانت تبدو عليه من تجهم شديد. ولها عينان متألقتان للغاية وشعرها أشيب اللون، وهي ترتدي فستانا بلون نبتة اللافندر شديد الأناقة، مثل كل شيء آخر في المنزل.
وكان رأس السيد دك الأشيب منحنيا بطريقة لافتة للنظر، وعيناه الواسعتان تنظران نظرات بلهاء حولهما، بينما هو يخشخش بنقوده في جيبيه، وكأنما يفتخر جدا بذلك. فاعتقد ديفيد أنه يبدو مخبولا بعض الشيء.
وفي النهاية أزيل غطاء المائدة، ووضع عليها بعض عصير الكريز، الذي شرب منه ديفيد كأسا؛ ثم بعد ذلك جعلته الآنسة بيتسي يقص عليها كل ما حدث له، وراحت تسأله أسئلة كثيرة، وتأمر السيد دك بالإنصات لردوده جيدا.
فقالت الآنسة بيتسي، بعدما انتهى ديفيد من سرد قصته: «ما الذي دفع تلك الطفلة المسكينة التعيسة كي تتزوج من جديد! لست أدري.»
قال السيد دك: «ربما وقعت في غرام زوجها الثاني.»
كررت الآنسة بيتسي العبارة: «وقعت في غرامه! ماذا تقصد؟ بأي حق فعلت هذا؟»
Bog aan la aqoon