David Copperfield
ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون
Noocyada
قال ديفيد: «أنا فقير جدا، وليس معي مال.»
قال السمكري، وهو ينظر له بتجهم شديد، لدرجة أن ديفيد كاد يخشى أن يكون قد رأى المال في جيبه: «ماذا! ماذا تقصد؟»
قال الصبي متلعثما: «سيدي.»
قال السمكري: «ماذا تقصد بارتداء منديل أخي الحريري؟ هاته الآن!» وخلعه من على رقبة ديفيد في الحال، ورمى به إلى المرأة.
أخذت المرأة نوبة من الضحك، وكأنها حسبت أن هذه مزحة، وقذفت المنديل مرة أخرى إلى ديفيد، وأومأت برأسها إيماءة خفيفة، مثلما فعلت من قبل، وحركت شفتيها من دون صوت بكلمة «اذهب.»
لكن السمكري جذب المنديل من يد الصبي، وأرخاه على رقبته هو، والتفت إلى المرأة وسبها، وضربها.
أرعبت هذه المغامرة ديفيد كثيرا، لدرجة أنه عندما كان يرى أيا من هؤلاء الناس قادما فيما بعد، كان يرتد راجعا إلى أن يجد مخبأ، فيختبئ فيه حتى يغيبوا عن نظره.
ظل ديفيد يواصل السفر سيرا على قدميه، لكن، رغم كل الصعوبات التي واجهها في رحلته، فقد كان يريحه ويحدوه إلى المواصلة الصورة التي تخيلها لعمته الصارمة وهي تلين تحت تأثير جمال والدته الشابة الفاتنة، وتضع يدها برفق على شعرها الجميل.
كانت تلك الصورة ترافقه عندما استلقى لينام بين نباتات الجنجل؛ وحتى عندما استيقظ في الصباح؛ وظلت أمامه طوال اليوم.
الفصل السادس عشر
Bog aan la aqoon