Darsat fi alsirah
دراسة في السيرة
Daabacaha
دار النفائس
Lambarka Daabacaadda
الثانية
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٥ هـ
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
موسى الأشعري وقاتلهم حتى فتح عليه وتمكن من هزيمتهم «١» .
وبعد أن أمر الرسول بحبس سبايا معركة حنين وأموالها الكثيرة في مكان يدعى (الجعرانة) مجمّدا التصرف بها، انطلق صوب الطائف حيث اعتصم المنهزمون بحصونها المنيعة وأعدوا العدة للقتال، ونزل قريبا منها حيث عسكر هناك. وجرت مناوشات بين الطرفين ذهب ضحيتها نفر من المسلمين بنبال العدو، الأمر الذي دفع الرسول إلى إبعاد معسكره عن مدى النبال التي كانت تنطلق من حصون ثقيف. وظل يحاصرهم بضعا وعشرين ليلة، قدمت خلالها وفود المناطق المجاورة معلنة إسلامها. واستمر القتال، عنيفا حينا ومتقطعا أحيانا، استعمل فيه المسلمون آلات الحصار لأول مرة كالمنجنيق والدبابة وقد تمكنت قوة من المسلمين من الزحف بدبابتهم إلى جدار الطائف وبدأوا بخرقه لولا أن أرسلت عليهم ثقيف قطعا من حديد محمية بالنار اضطرتهم إلى الانسحاب بعد أن سقط عدد منهم. وردا على المقاومة العنيفة التي أبداها المشركون، أمر الرسول بتقطيع كروم ثقيف المنتشرة في البساتين المجاورة لإرغامهم على التسليم، وتسلل إلى معسكر المسلمين من الطائف، آنذاك، نفر من عبيدها أعلنوا إسلامهم، فأعتقهم الرسول ﷺ «٢» .
لم ير الرسول ﷺ ضرورة للاستمرار في الحصار، وأدرك أن الطائف ستجد نفسها في يوم قريب أشبه بجزيرة منقطعة يحيط بها بحر طام من كل مكان، وستسعى إليه حينذاك طالبة الانتماء إلى الدين الجديد، رغبة وإيمانا لا حقدا وخوفا. وبدلا من أن تكون هذه المدينة ذات الطاقات البشرية المعروفة، على المسلمين في مستقبل الأيام، فإنها ستكون لهم. ولقد كانت رحلة تبوك الكبرى بعد ذلك بقليل مما يسوغ القول إن النبي ﷺ لم ير خطرا من ترك الطائف إلى فرصة أخرى ورأى العودة والتعجيل برحلة تبوك «٣» . لذلك كله لم يشأ الرسول ﷺ
(١) ابن هشام ص ٣٠٥ الطبري ٣٣/ ٧٨- ٨٠ ابن سعد ٢/ ١/ ١٠٩ الواقدي ٣/ ٩١٥- ٩١٦ البلاذري: فتوح ١/ ٦٥ أنساب ١/ ٣٦٥ البخاري: تجريد ٢/ ٩١- ٩٢. (٢) ابن هشام ص ٣٠٧- ٣١٠ الطبري ٣/ ٨٣- ٨٥ ابن سعد ٢/ ١/ ١١٤ الواقدي ٣/ ٩٢٣- ٩٣٧ البلاذري: فتوح ١/ ٦٥ أنساب ١/ ٣٦٧ خليفة بن خياط: تاريخ ١/ ٥٣. (٣) دروزة: سيرة الرسول ٢/ ٣٦٩- ٣٧٠.
1 / 211