48

Darsat Fi Al-Baqiyat Al-Salihat

دراسات في الباقيات الصالحات

Daabacaha

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Lambarka Daabacaadda

السنة ٣٣-العدد ١١٣

Sanadka Daabacaadda

١٤٢١هـ/٢٠٠٠م

Noocyada

الأزهري في تهذيب اللغة: "ومعنى تنزيه الله من السوء تبعيده منه، وكذلك تسبيحه تبعيده، من قولك: سبحتُ في الأرض إذا أبعدتَ فيها، ومنه قوله جلّ وعزّ: ﴿وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ ١، وكذلك قوله: ﴿وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا﴾ ٢"٣.
فالتسبيح هو إبعادُ صفات النقص من أن تُضافَ إلى الله، وتنزيهُ الربِّ سبحانه عن السوء وعمَّا لا يليقُ به، "وأصلُ التسبيح لله عند العرب التنزيه له من إضافة ما ليس من صفاته إليه، والتبرئة له من ذلك"٤.
وقد ورد هذا المعنى في تفسير التسبيح في حديث يُرفع إلى النبيِّ ﷺ إلاَّ أنَّ في إسناده كلامًا، فقد روى الحاكمُ في المستدرك عن عبد الرحمن ابن حمّاد، ثنا حفص ابن سليمان، ثنا طلحة بن يحيى بن طلحة، عن أبيه، عن طلحة بن عبيد الله ﵁ قال: سألتُ رسولَ الله ﷺ عن تفسير سبحان الله، فقال: "هو تنزيه الله عن كلِّ سوءٍ". قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وتعقّبه الذهبي في تلخيصه للمستدرك بقوله: "بل لم يصح فإن طلحة منكر الحديث، قاله البخاري، وحفصٌ واهي الحديث، وعبد الرحمن، قال أبو حاتم: منكر"٥.
ورُويَ الحديثُ من وجه آخر مرسلًا.
وورد في هذا المعنى آثارٌ عديدةٌ عن السلف ﵏، روى جملةً منها الطبريُّ في تفسيره والطبرانيُّ في كتابه الدعاء في باب: تفسير سبحان الله٦،

١ سورة: يس، الآية: (٤٠) .
٢ سورة: النازعات، الآية: (٣) .
٣ تهذيب اللغة (٤/٣٣٨) .
٤ جامع البيان لابن جرير (١/٢١١) .
٥ المستدرك (١/٥٠٢) .
٦ الدعاء للطبراني (٣/١٥٩١ وما بعدها) .

1 / 56