210

Darj Durar

درج الدرر في تفسير الآي والسور

Tifaftire

(الفاتحة والبقرة) وَليد بِن أحمد بن صَالِح الحُسَيْن، (وشاركه في بقية الأجزاء)

Daabacaha

مجلة الحكمة

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Goobta Daabacaadda

بريطانيا

Noocyada

وقوله: ﴿أَفَتَطْمَعُونَ﴾ نزلت في شأن المؤمنين (١) حيث طمعوا في شهادة اليهود لهم ورَجَوْا نصرهم إياهم على مشركي العرب. والطمعُ قريبٌ من الرَّجاء والتوقع، قال إبراهيم: ﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي﴾ (٢) وهذا يقتضي تفخيم الطمع وتبعيد [ما طمعوا فيه ثم بيّن جهة التفخيم والتبعيد] (٣) فقال: ﴿وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ﴾ أي: طائفةٌ وقطعةٌ منهم وهم الأحبار (٤) يسمعون كلام الله من رسلهم.
﴿ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ﴾ يعوجونه باللحن، كقولهم: هطا (٥) مكان حطة أو التأويل كتوجيههم الخطاب في التوراة بقوله: تمسَّكوا بهذه الشريعة أبدًا ما دامت رؤوسكم على أبدانكم أو ما دامتِ السماوات والأرضُ، إلى المكلفين بشريعة صاحب الحمار وصاحب الجمل المذكورين في التوراة المرسلين بالإعجاز وهما: عيسى ابن مريم، ومحمد خاتم النبيين صلوات الله عليهما وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، فهذا ونحوه (٦) تحريفهم.
﴿مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ﴾ أي: فهموهُ. ﴿وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ معناه: وقت التفهُّم أو يعلمون أنَّهم محرفون. ويُروى أن المراد بالفريق: مَنْ حَرَّفَ كلام الله من جملة السبعين الذين كانوا مع موسى ﵇ وذلك أنهم سمعوا كلام الله (أنا الله ربكم لا إله إلَّا أنا الحيُّ القيُّوم) (٧) فلا تعبدوا إلهًا غيري

(١) الخطاب موجه إلى النبي محمد ﷺ وأصحابه يواسيهم في ذلك، وهذا قول ابن عباس ﵄، أخرجه ابن أبي حاتم (١/ ١٤٨).
(٢) سورة الشعراء: ٨٢.
(٣) ما بين [...] ليست في "أ".
(٤) أي أن أحبارهم وعلماءهم هم الذين يقومون بالتحريف أي تحريف التوراة، هكذا قال مجاهد فيما رواه ابن أبي حاتم عنه في تفسيره (١/ ١٤٩) وعزاه السيوطي في الدر المنثور إلى عبد بن حميد. وأخرجه الطبري أيضًا عن مجاهد في تفسيره (٢/ ١٤١).
(٥) في "ب": (حطا).
(٦) في "ب": (نحوهم).
(٧) قال القرطبي: هذا حديث باطل لا يصح، رواه ابن مروان عن الكلبي وكلاهما ضعيف لا يحتج به، وإنما الكلام شيء خُصَّ به موسى من بين جميع ولد آدم. اهـ.
[تفسير القرطبي (٢/ ٢)].

1 / 210