وتفقه على الشيخ برهان الدين الفزاري١ وكمال الدين ابن قاضي شهبة ثم صاهر الحافظ أبا الحجاج المزي ولازمه وأخذ عنه وأقبل على العلم أي علم الدين وأخذ الكثير عن ابن تيمية وقرأ الأصول على الشيخ الأصفهاني٢ وولي مشيخة أم الصالح بعد موت الذهبي ومشيخة دار الحديث مدة يسيرة ثم اخدت منه قال الحافظ ابن حجي٣ السعدي كان أحفظ من أدركناه لمتون الأحاديث وأعرفهم بتخريجها ورجالها وصحيحها وسقيمها وكان أقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك وكان يستحضر شيئا كثيرا من التفسير والتاريخ قليل النسيان وكان فقيها جيد الفهم صحيح الدين ويحفظ التنبيه إلى آخر وقت ويشارك في العربية مشاركة جيدة ونظم الشعر وما أعرف أني اجتمعت به على كثرة ترددي إليه إلا وأخذت منه توفي رحمة الله تعالى في شعبان سنة أربع وسبعين وسبعمائة ودفن بمقبرة الصوفية عند شيخه ابن تيمية ومنهم العلامة قاضي القضاة تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب ابن الشيخ الإمام شيخ الإسلام تقي الدين أبي الحسن الأنصاري الخزرجي السبكي ميلاده بالقاهرة سنة سبع بتقديم السين وقيل ثمان وعشرين وسبعمائة وحضر وسمع بمصر من جماعة ثم قدم دمشق مع والده في جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين وسمع بها من جماعة واشتغل على والده وعلى غيره وقرأ على الحافظ المزي ولازم الذهبي وتخرج به وطلب بنفسه ودأب قال الحافظ شهاب الدين: أخبرني أن الشيخ شمس الدين ابن النقيب أجازه بالإفتاء والتدريس ولما مات ابن النقيب٤ كان عمر القاضي تاج الدين ثماني عشرة سنة وأفتى ودرس وحدث وصنف وناب عن أبيه بعد وفاة أخيه القاضي حسين٥ ثم اشتغل بالقضاء بسؤال والده في شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين ثم عزل مدة لطيفة
_________
١ إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم توفي سنة ٧٢٩هـ. شذرات الذهب ٦: ٨٨.
٢ أبو الثناء محمود بن عبد الرحمن توفي سنة ٧٤٩هـ. شذرات الذهب ٦: ١٦٥.
٣ حجي بن موسي بن أحمد السعدي الحسباني توفي سنة ٧٨٢هـ. شذرات الذهب ٦: ٢٧٤.
٤ محمد بن أبي بكر بن إبراهيم بن عبد الرحمن توفي سنة ٧٤٥هـ. شذرات الذهب ٦: ١٤٤.
٥ أبو الطيب الحسين بن علي بن عبد الكافي توفي ٧٥٥هـ. شذرات الذهب ٦: ١٧٧.
1 / 28