154

Darair Shicr

ضرائر الشعر

Tifaftire

السيد إبراهيم محمد

Daabacaha

دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٩٨٠ م

قعدت له وصحبتي بين ضارج ... وبين تلاع بثلثِ فالعرض
يريد: تلاع يثلث، فحذف المضاف الذي هو (تلاع) لدلالة (تلاع) المتقدم الذكر عليه. وإنما لم يكن بد من تقدير حذف المضاف، لأنه لا يمكن إبدال (يثلث) و(العريض) من (تلاع)، لأنهما أعم منه. ألا ترى أن التلاع بعضهما، وقوله:
يا نُعْمَها ليلةً حتى تَخوّنَها ... داعٍ دعا في فُرُوع الصّبح شحَّاج
يريد: دعاء شحاج، فحذف المضاف الذي هو (دعاء) لدلالة (داع) عليه. ألا ترى أنه لا يمكن أن يكون (شحاج) صفة ل (داع)، لأنه مخفوض و(داع) مرفوع.
ومثل ذلك في مثل قول أبي دؤاد:
أكل امرئ تحسبين امرءًا ... ونارِ تَوَقّدُ بالليلِ نارا
يريد: وكل نار، فحذف (كلا) لدلالة (كل) المتقدم عليه. وأما الأخفش فيجعل (نارًا) المخفوض معطوفًا على (امرئ) المخفوض، و(نارًا) المنصوب معطوفًا على امرئ المنصوب، ولا يتكلف إضمار (كل) لأنه يجيز العطف على عاملين.
وإن جاء شيء من هذا النوع في الكلام حفظ ولا يقاس عليه، نحو ما حكاه الفراء عن بعض العرب أنه قال: (أما والله لو تعلمون العلم الكبيرة

1 / 166