"وقال: ﴿وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله﴾. كيف يجُوز ذلك، وقد مَنَعَ خَلقَه مِن طاعتِه! ".
قال: "والقوم يُنازِعون في المشيئةِ. وإِنما شاء اللهُ تعالى الخيرَ قَبلَ أن نَشاءه. وقال: [يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر﴾.
وقال في وَلَدِ الزنا:
"إِنّه مِن خَلقِ. وإِنما الزاني وَضَعَ نُطفتَه في غير حَقِّها؛ فتَعَدَّى أمرَ اللهِ؛ واللهُ يِخلق من ذلك ما يشاء. وكذلك صاحب البذرِ، إِذا وَضَعَه في غيرِ حَقِّه".
وقال في الرسالة:
"إِنّ الله تعالى أَعدَلُ وأرحم مِن أن يعمي عبدًا، ثمّ يقول له: "أَبصِر، وإِلاّ عَذَّبتُك! " فكيف يُضِلُّه، ثمّ يقول له: "اهتَدِ، وإِلاّ عَذَّبتُكّ" وإِذا خَلَقَ اللهُ الشقيَ شقيًّا، ولم يجعل له سبيلًا إِلى السعادة، فكيف يُعَذِّبه!
"وقال اللهُ لآدم وحوّاء: ﴿فكُلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة﴾.فغَلَبَه الشيطانُ على هَواه. ثمّ قال: ﴿يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة﴾؛ وليس للشيطانِ عليهم سلطانٌ، ﴿إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك﴾.
"وَبعَثَ الرسولَ نورَا ورحمةً. فقال: ﴿استجيبوا لله وللرسول﴾؛ وقال: ﴿استجيبوا لربكم﴾؛ وقال: ﴿أجيبوا داعى الله﴾؛ ﴿وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعون﴾.