فامتثلت الخادمة وخرجت.
ووضع الكونت عينه على قفل الباب، فنظر من ثقبه فرأى تلك الفتاة التي أخذت بمجامع قلبه مستوية على كرسي، وعلائم الرعب بادية بين ثنايا وجهها الفتان.
فخفق فؤاده وهاجت مكامن قلبه، فكاد أن يكسر الباب ويدخل إليها فيزيل أثر ذلك الرعب من قلبها.
ثم نظر إلى ذلك الرجل الجالس بجانبها، فرأى أنه المسيو دي مونسورو، فذكر للحال ما سمعه من صديقه عن حديث الغابة وخطف الفتاة، وقال في نفسه: إني سأقف على حقيقة هذا السر.
وعند ذلك رجع فوضع أذنه على القفل.
وسمع مونسورو يقول: لا تطمعي يا سيدتي أن يطول اضطهادك لي، فإنك الآن في باريس، بل إنك الآن الكونتس دي مونسورو أي امرأتي. - إذا كنت امرأتك كما تقول فلماذا لا تذهب بي إلى أبي، بل لماذا تخفيني عن العيون؟ - ألعلك نسيت يا سيدتي الدوق دانجو؟ - وأنت ألعلك نسيت ما طالما قرعت به سمعي من أني غدوت امرأتك فلا أخشى من شيء؟ - لا أنكر ذلك، ولكن بقي علي بعض احتياطات يجب أن أتخذها. - خذ ما تشاء من الاحتياطات، ولكن لا ترجع إلي قبل أن تكون قد اتخذتها.
فاحتدم غيظا وقال: إني أنصح لك يا ديانا أن لا تعبثي برباط زواجنا، فإنما هو مقدس. - وأنا من رأيك يا سيدي، فإني أحترم ذلك الزواج، ولكني غير واثقة من هذا الزوج. - ذلك عجيب منك، فإن كل ما كان مني إلى الآن يحمل على الثقة الشديدة ولا يدعو إلى شيء من الريب. - ذلك ما تراه أنت يا سيدي، ولكني أرى عكس ما تراه.
فبرقت عيناه بشرر الغضب وقال: لقد نفد الصبر ، فلك أن تقولي ما تشائين، غير أني لا أعبأ بشيء من هذه الأقوال، وما أنت إلا امرأتي، وستكونين لي هذه الليلة بالرغم منك ...
فوضع الكونت دي باسي يده على حسامه وحاول الهجوم، ثم توقف عندما سمع الفتاة تقول وقد جردت خنجرا: كن واثقا أيها الشريف من أني سأجيبك بهذا الخنجر خير جواب.
ثم نهضت مذعورة وهي تقول: احذر أن تتبعني، فإني أقتل نفسي لا محالة.
Bog aan la aqoon