فدهش هنري وقال: ماذا تريد بذاك؟ - أريد أن تجلسني في مكانك وتجلس في مكاني.
فأطاعه هنري وقد بدأ يفهم المراد، فلما صار شيكو في سرير الملك عاد الصوت إلى الحديث فقال: ما بالك لا تجيب أيها الخاطئ؟ أرأيت كيف أن قلبك لم يطهر بعد من الذنوب؟
فأجاب شيكو مقلدا صوت الملك: عفوك اللهم، واسبل علي ستر مراحمك، فأنت تواب رحيم.
ثم أكب على أذن هنري يقول: أرأيت كيف أنه لم يميز بين الملك وبين نديمه؟
فاحتدم هنري غيظا وقال: من أين أتى هذا الصوت؟ - تأن واصبر قليلا، فسترى أمورا أخرى.
ثم عقب الصوت فقال: لقد أقررت أيها الخاطئ التعيس بأنك مجرم أثيم، فاعترف الآن بجميع آثامك.
فقال شيكو: نعم، إني معترف بجميع ما ارتكبته من الآثام، وأول ما أقر به من ذنوبي وأستغفرك عنه هو خيانتي لابن عمي البرنس دي كوندي وإغوائي لامرأته، وإني نادم أشد الندامة.
فقال الصوت: تكلم! - إني أعترف بأني اغتصبت أخي تاج بولونيا، واستبددت بالملك دونه، وهو حقه الصريح.
فأجفل هنري وقال: ما شأنك وهذه الأحاديث القديمة؟ - هذا لا بد منه لإغوائه ... وليوقن بأن الذي يحدثه هو الملك بعينه.
فقال الصوت: ليس هذا كل شيء، فاعترف بجميع الذنوب. - وأعترف أيضا بأني اعتصبت مع والدتي كاترين دي ميديسيس على طرد صهري هنري دي نافار بعد أن غيرت عليه أصحابه وامرأته أختي بعد أن فرقت عنها عشاقها.
Bog aan la aqoon