141

Dame De Monsoreau

لا دام دي مونسورو

Noocyada

فبرقت أسرة الدوق من الفرح وقال: هل الفرصة مناسبة الآن؟ - ذلك مناط بحكمتك وحسن تعقلك، وها أنا مفصح لك عن جميع ذلك بالكلام الموجز، فأقول إن عيد الرب قريب، وإن الملك سيخرج حسب عادته في كل عام فيزور جميع الأديرة.

وعندما يبلغ إلى دير جنفياف، يدخل إليه فلا يخرج منه إلا وأنت في مكانه على العرش.

هذه هي الخطة التي سيجرون عليها.

هل تعترض في شيء؟

فوجم الدوق ولم يفه بحرف.

فقال الكونت: ما بال مولاي لا يجيب؟ - ذلك لأني أفتكر ... - بماذا؟ - أفتكر أن أخي لم يولد له ولي للعهد إلى الآن، ولن يولد له لما هو عليه من الهزال وضعف البنية.

فإذا صبرت فإني أبلغ إلى ما أتوق إليه من غير أن أعرض نفسي للأخطار؛ لأنه لا يوجد لعرش فرنسا وريث غيري من بعده. - أنت مخطئ يا مولاي؛ لأن أمراء دي كيز إذا كانوا لا يستطيعون أن يكونوا ملوكا، فهم قادرون على تنصيب الملوك، فإذا خرجت عن رأيهم فإنهم يجدون وريثا سواك.

فقطب الدوق جبينه وقال: من يجسر أن يتولى مكاني على عرش شارلمان؟ - إن أسرة البوربون هي مساوية لأسرتكم في حقوق التاج. - أتريد بذلك أنهم يولون ملك النافار؟ - هو ذاك يا سيدي، فإنه شجاع مقدام. - نعم، لكنه بروتستانتي. - ألم يعتنق المذهب الكاثوليكي في مذبحة برتلماوس؟ - نعم، لكنه عاد إلى سابق اعتقاده بعدما أمن الخطر. - وما الذي يمنعه أن يصنع لوقاية تاجه ما صنع لوقاية حياته؟ - وهل كان ما تظن؟ ... أتخال أني أدع حقوقي تضيع من غير دفاع؟ - إن أعداءك من رجال الحرب أيضا. - لكني أترأس الحزب الديني. - وهم حياته التي يحيا بها. - إني أنضم إلى أخي. - لكنه يكون قد مات. - إني أدعو إلى نصرتي ملوك أوروبا. - إن الملوك تساعد الملوك، ولكنها لا تثير الحروب على الشعوب. - كيف ذلك؟ - إن أسرة دي كيز مستعدة لكل خطب يا سيدي، حتى إلى قلب الملكية نفسها، وتأسيس جمهورية كسويسرا وجينوه وفينيسيا. - لكن حزبي لا يأذن بمثل هذا الانقلاب. - هذا إذا كان لك أحزاب يا سيدي، أما أحزابك اليوم فهي أنا وباسي، وليس لك نصير سوى هذين الرجلين. - إذا فأنا ضعيف خامل، وماذا عسى أن ينتفع دي كيز من ضعفي وخمولي؟ - ذلك أنك لا تستطيع أن تقدم على أمر إذا كنت فردا، أما إذا كنت يدا واحدة، فأنت تصبح قادرا على كل شيء، فقل يا سيدي كلمة واحدة تغدو ملكا من غير بد.

فنهض الدوق مضطربا مذعورا، وجعل يمشي في الغرفة بخطوات قلقة، ثم وقف أمام مونسورو وقال: لقد أصبت أيها الكونت، فلم يعد لي من أحزابي غير أنت وباسي.

فبرقت أسرة مونسورو من الفرح وقال: إذا لقد علمت أني صادق فيما أقول. - نعم، قل الآن ما تشاء. - ليس لي ما أقوله بعد ما أوضحته لك، سوى أن تصادق على مقتل الملك في الدير. - إني أصادق. - لا يكفي القول وحده في مثل هذا المقام يا مولاي، بل ينبغي أن تخط بيدك ما قلته بلسانك. - إنهم يريدون أن يتسلحوا بتوقيعي! - هو ذاك يا مولاي. - إذا فإني لا أكتب ولا أصادق. - كلا بل تصادق يا مولاي؛ لأن الرفض خيانة تضر بك، وفوق ذلك فإني أخشى عليك العاقبة. - أية عاقبة تخشى؟ - عاقبة الموت. - أيجسرون أن يمدوا يدا أثيمة إلى أمير من الأسرة المالكة؟ - نعم يا مولاي؛ لأن تلك اليد ستمد إلى الملك نفسه.

Bog aan la aqoon