فعقب جلالته قائلا: نعم إنه خير مشروع؛ لأننا تحت مظاهر التحالف الديني نجهز فرنسا من حدود كاليس إلى لانكيدوس، ومن بريطانيا إلى بورغونيا، بحيث يكون لنا جيش عرمرم، نزحف به إلى إنكلترا وفلامندا وإسبانيا من غير أن يقع لأولئك الشعوب أقل ريبة بنا.
ومثل هذا الفكر العظيم يستحق كل عناية واهتمام، بل يستحق مبتكره أن يجازى خير الجزاء، فهل تظن بأن الدوق دي كيز هو الذي ابتكره؟
فهز الدوق رأسه وقال : أنت تعلم علمي يا صاحب الجلالة، أن الكردينال دي لورين هو أول من اقترح هذا المشروع، وذاك منذ عشرين عاما، أي من عهد مذبحة برتيلماوس.
وهذه المذبحة وحدها هي التي منعت نفاذه. - إذا فأنا مدين بهذا الرأي الثاقب للكردينال دي لورين. - كلا. - الدوق دي ماين؟ - كلا. - إذا فلمن؟ - لي أنا يا مولاي.
فتكلف هنري هيئة الدهش وقال: أنت أيها الأخ الأمين المخلص واضع هذا الفكر العجيب، وأنت الذي تسهر على نجاح المملكة بينما أنا أتيه في غياهب الخمول، وأخيرا أنت ذلك المخلص الصدوق الذي كنت أحسبه في مصاف أعدائي، وإني أعد نفسي مجرما بعدها، ولا أبرئك أيضا من تبعة ذاك الذنب.
فأنت تكتم عني مثل هذا الإخلاص، والآن فقد خطر لي خاطر. - ما هو؟ - إن هذا الحزب يحتاج إلى رئيس كما ذكرنا اليوم. - ذاك لا ريب فيه. - وهذا الرئيس ينبغي أن يكون شجاع القلب، ولكني لا أجد بين المحيطين بي المخلصين لي من يصلح لهذه الرئاسة.
فإن كاليس شجاع، ولكنه لا يهتم بغير الغرام.
وموجيرون شجاع، ولكنه أنوف فخور.
وأبرنون شجاع، ولكنه مدلس كذاب.
وهكذا جميع أصحابي، فإن لكل واحد منهم عيبا يبعده عن مثل هذا المنصب؛ ولذا فقد خطر لي أن أعين الدوق دي كيز لأني لا أجد أخلق منه لهذا المنصب.
Bog aan la aqoon