95

Dhiig iyo Caddaalad

الدم والعدالة: قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر

Noocyada

بدا صباح يوم 20 يونيو 1667 كغيره من الأيام. كان أولدنبرج قد قضى الأيام السابقة يعمل في مقر الجمعية الملكية، حيث كان يكتب بعض الخطابات لأشخاص في الهند الشرقية، وكان يستعد هذا الصباح ليذهب إلى عمله كالمعتاد، عندها دق الباب، وما إن فتح الباب حتى دلف ضابط في سرعة، وبدلا من أن يقدم بطاقة تعريف، قدم مذكرة توقيف:

إذن بضبط هنري أولدنبرج بشخصه وإحضاره إلى البرج بتهمة المخططات والممارسات الخطيرة.

أرلنجتون

2

ودون كثير من الرسميات، نقل أولدنبرج إلى عربة، ووجد نفسه ينقل بسرعة عبر لندن برفقة ستة جنود. ومع وصولهم إلى برج لندن سيئ السمعة، أخرج الضابط المجهول من جيبه مذكرة ثانية وسلمها للحراس:

مذكرة إلى ملازم البرج لاستلامه [أولدنبرج] والتحفظ عليه في الحجز ووضعه تحت الحراسة المشددة. (20 يونيو 1667)

أرلنجتون

3

كانت التجربة مرعبة، فرغم تراجع دور البرج باعتباره سجنا حكوميا مقارنة بالقرن السابق، لم يكن البرج مخيما سياحيا، كما كانت هناك حالات كثيرة لأشخاص دخلوا على أرجلهم وخرجوا في توابيت. لقد كانت خسارة تشارلز الأول للبرج وللندن بالكامل عاملا مهما في هزيمته، ولم يكن ابنه ليكرر الخطأ نفسه، لذا فقد حول البرج إلى ثكنة شديدة التحصين؛ فقد زود بمجموعة رهيبة من المدافع موزعة على الأسوار تدعمها ترسانة كبيرة.

اقترن الخوف بالحيرة لدى أولدنبرج. لماذا أنا؟ ماذا فعلت؟ ما التهم الموجهة إلي؟ ردد أولدنبرج هذه الأسئلة طوال رحلته رغم أنه أدرك سريعا أن لا أحد سيجيبه. فهؤلاء كانوا ينفذون الأوامر، وليسوا أصحاب القرار وربما لم تكن لديهم فكرة عن هويته، ولا السبب في القبض عليه. مع ذلك ازداد قلق أولدنبرج عندما لم يكن أي ممن في البرج يعرف هو الآخر؛ ولم يسمح له بقلم أو ورقة. لم يكن لديه أي وسيلة للاتصال بالأصدقاء في الخارج، وبدا الأفق معتما.

Bog aan la aqoon