Dhiig iyo Caddaalad
الدم والعدالة: قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر
Noocyada
شكل 5-2: كلية جريشام. حقوق الطبع محفوظة للجمعية الملكية.
شكل 5-3: أرونديل هاوس. حقوق الطبع محفوظة للجمعية الملكية.
وفي ظل سعي نخبة لندن نحو الترفيه، فقد كانوا يطلبون إجراء التجارب، وسرعان ما أصبح نقل الدم حديث المدينة. ولم يمر وقت طويل حتى عاد بيبيس للكتابة عن تطوراته وذلك مع عودة العلوم للخروج من وراء حجبها إلى المجال العام:
14 نوفمبر 1666
أخبرني الدكتور كرون هنا في بيت بوبهيد العام أن هناك تجربة رائعة أجريت في لقاء بكلية جريشام الليلة
1 (وهو ما يبدو أنه يعقد من جديد حاليا كل أربعاء) جرى فيها إفراغ دم كلب (إلى أن مات) في جسم كلب آخر كان ينزف دمه من الناحية الأخرى. مات الأول في مكانه، والثاني حالته جيدة، ومن المرجح أن يظل في حالة جيدة. وفتح هذا الباب أمام أمنيات عديدة مثل نقل الدم من دجال إلى أسقف وغير ذلك. لكن وكما يقول الدكتور كرون، إذا نجحت العملية فستكون ذات فائدة كبيرة لصحة الإنسان ولعلاج الدم الفاسد بالاستعانة بالدم من جسم أصح.
زيارة للمسرح
كان أعضاء الجمعية الملكية الأساسيون يعتبرونها مكانا للتعلم الجاد. فقد كانت مؤسسة يسلط فيها الضوء على الاكتشافات الجديدة، حيث يمكن طرح الأفكار الجديدة وتحديها، ويمكن عرض التجارب المثيرة للاهتمام. أما العامة، فكانوا يرونها لغزا ومصدرا للتسلية التامة؛ وكانوا يستوعبون النظرة المعاصرة للعلماء باعتبارهم أشخاصا مصابين بشيء من الجنون، يرتدون سترات بيضاء وتثير اهتمامهم الشديد تفاصيل لا يمكنها أن تلفت انتباه الأشخاص «الطبيعيين». ويشكو العلماء المعاصرون من أنهم نادرا ما يؤخذون على محمل الجد، ويبدو أنهم يظنون أن تراجع مكانتهم في أوساط العوام شيء جديد. لكن حالة قلة تبجيل العلماء تلك قديمة قدم العلماء أنفسهم. وقد كتب بيبيس في إحدى المناسبات أنه قضى يوم 1 فبراير 1663 (أو 1664) ساعة أو اثنتين ممتعتين ساخرا من السير ويليام بيتي، وهو يحاول عرض أفكار جديدة عن القوارب. وذكر بيبيس أن الملك شارك ضحك ساخرا من أن أعضاء الجمعية قضوا معظم وقتهم منذ إنشائها محاولين قياس وزن الهواء؛ وهي مهمة من الواضح أنه رآها مضيعة للوقت!
وبعد عشر سنوات، سخر الكاتب المسرحي توماس شادويل من نقل الدم في مسرحيته «الباحث». وحضر الملك تشارلز الثاني أحد العروض الأولى لفرقة الدوق المسرحية عندما قدمت إلى مسرح جلالته الملكي في 25 مايو 1676، واستمتع تماما بالطريقة التي سخرت بها المسرحية من الجمعية الملكية بصفة عامة، ومن بعض التجارب المعينة بصفة خاصة. وتعكس أسماء الشخصيات - السير فورمال ترايفل (وتعني السطحي التافه) والسير صامويل هارتي (وتعني الحماسي المتقلب) وسنارل العجوز (وتعني المزمجر) وشخصية السير نيكولاس جريمكراك المحورية (وتعني الشق المظلم) - نظرة شادويل للجمعية. ويشبه اسم جريمكراك كلمة «جيمكراك» الإنجليزية التي تعني البهرجة أو الحلية عديمة الفائدة، حيث كانت الشخصية لرجل هاو يعبث بالأفكار والأشياء عديمة القيمة. وهذه الشخصية على الأرجح تتلقى الإلهام من بويل وتقضي أغلب الجزء الأول للمسرحية منشغلة بقياس وزن الهواء. ويتهكم شادويل من الفكرة بإعطاء جريمكراك قبوا مليئا بزجاجات النبيذ تحوي كل منها هواء من أماكن مختلفة؛ وإن أراد جريماك أن يغير المشهد من حوله فليس عليه إلا أن ينزع السدادة ويسكب ما في الزجاجة.
وتركيزا للنص على العمل الجاري في الجمعية الملكية، يتابع شادويل المسرحية ليتناول نقل الدم ويقدم تجربة أجراها توماس كوكس في 4 مارس 1667، وقرأها على الجمعية بعد شهر.
Bog aan la aqoon