71

Dhiig iyo Caddaalad

الدم والعدالة: قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر

Noocyada

كانت النزاهة من الأهمية بمكان لدى بويل، فعندما طلب منه في 18 أبريل 1666 خلال لقاء بالجمعية الملكية أن يتحدث عن آخر تطورات تجارب نقل الدم، لم يعط سوى جواب شديد الغموض؛ إذ كان كل ما قاله هو أنه جرى التعامل مع الصعوبات التي واجهت تلك العملية على حد علمه، وأن الأرجح أن الدكتور لوور في أكسفورد سيكون أول من ينجح فيها.

واستمر اللقاء بطرح والتر تشارلتون احتمالية أن تكون سيولة الدم وحيويته راجعة إلى التخمر الذي لا يحدث إلا داخل الأوعية الدموية. وفي هذه الحالة، فإن أي تجربة يخرج فيها الدم من هذه الأوعية ستفشل بالتأكيد؛ إذ إن الدم سيفسد . وفي المقابل، إن كان الدم يفقد حيويته عند تعرضه للهواء ، فإن التجارب يمكن أن تنجح إذا أمكن إبقاء الدم بمعزل عن الهواء. ومن المؤكد أن هذا الطرح قد قوبل بكثير من التمتمات والإيماءات المرحبة من قبل ذوي الشعر الطويل وأصحاب الشعر المستعار الذي يرتديه هؤلاء المرتبطون بصلات وثيقة مع البلاط الملكي.

لكن في الواقع، لم تستمر الجمعية الملكية في حالة الترقب هذه طويلا؛ إذ لم يستطع كل من كشف لوور حجاب السرية عنهم الكتمان، وبعد أربعة أشهر من تجربة لوور التي أجراها في فبراير، كشف واليس السر في لقاء للجمعية بلندن. وبحسب ما ذكر أوبري، كان واليس معروفا بخبثه، حيث نجح في إيجاد طريقه وصولا إلى منصب رفيع في جامعة أكسفورد عن طريق نشر شائعات كيدية عن منافسه على المنصب. ويقول أوبري إن الحيلة كانت إشاعة أن الشخص الأقرب للفوز بالمنصب - ريتشارد زوش - قد هاجم كرومويل صراحة؛ وهو اتهام خطير لم ترد الكلية أن تبدو متساهلة معه.

ولم تكن تلك هي الرذيلة الوحيدة لواليس عند أوبري؛ إذ يتهمه أوبري كذلك بحضور مناقشات مع رين وهوك وغيرهما من الأكاديميين في أكسفورد، وكتابة الأفكار الرئيسية في صحيفته ثم نشرها باعتبارها أفكاره. ربما سبب له هذا بعض المشكلات لكنه أدى لنشر الأفكار؛ فلو انتظر العالم رين ليقترب حتى من تسجيل تلك الأفكار لظل منتظرا إلى الآن؛ لذا إن كان أوبري صادقا فلن يبدو من الغريب أن يكون واليس هو من وقف في أحد لقاءات الجمعية الملكية في يونيو وقدم تفاصيل عمل لوور. وفي ضوء معرفتنا بشخصيته، فإن فعلته تلك تفتح الباب أمام احتمال محاولته تقديم تلك المعلومات باعتبارها خاصة به.

إذا كان الأمر كذلك، فقد كان من حسن حظ لوور أن بويل كان حاضرا الاجتماع. فمع طول قامته الذي كان يبلغ ستة أقدام، ومع مشيته منتصب القامة دائما، لم يكن أحد ليغفل عن حضوره خلال الاجتماعات. وكان يسافر باستمرار في عربته الخاصة إلى لندن، ويبيت عند أخته ليدي رانيلا في منزلها في بول مول. وأبقته تلك الزيارات على اطلاع دائم بالحياة في المدينة ، كما مكنته من الاستمرار في العمل في المعمل الذي أنشأه في منزل ليدي رانيلا حيث كان يعين عديدا من الخدم والغلمان للاستمرار في تجاربه أثناء غيابه. حين تحدث واليس، كانت دراية بويل بمجريات الأمور في أكسفورد تعني أنه فكر فورا في لوور. فأسرع بإرسال خطاب إلى أكسفورد، يطلب فيه بأدب لكن بكل حسم تفاصيل تجاربه. وكان على لوور أن يكتب، وأن يكتب سريعا، إذا كان له أن يعرف برائد في هذا المجال:

لندن، 26 يونيو 1666

لقد كنت حاضرا يوم الأربعاء الماضي (سيدي العزيز) لقاء الجمعية الملكية المذكور الذي عقد في كلية جريشام. وهنا سمعت من الدكتور واليس أنك نجحت أخيرا (بحضوره) في إجراء تجربة شديدة الصعوبة لنقل دم من أحد كلبين إلى الآخر. ورأيت أن هذا الحدث يستحق فعلا أن يبلغ إلى هذا الجمع الموقر؛ لذا اقترحت أن يطلبوا من السيد الموقر أن يقدم بيانا بالطريقة التي أجريت بها التجربة. ولم يكن وصفه بالذي يرفع من قدرك لدينا. لكنه عندما سئل عن التفاصيل المتنوعة لتجربة غير عادية انقطع عنها الرجاء، رد بأن الأفضل أن ترد أنت كتابة على النقاط الفردية بدلا من أن يحاول هو سردها شفاهة؛ لذا أعلنت أنك كنت قد وعدتني، قبل فترة، أنك ستشرح لي التجربة ... وقد فعلت هذا دون أي ممانعة لعلمي أن من مصلحتك أن يعرفك هذا الجمع الموقر في هذه اللحظة الملائمة. فهناك كثير من بين أعضائه يقدرونك حق قدرك وهم أصدقاؤك لكن ليس أكثر من ذلك.

تحياتي

روبرت بويل

يسلم إلى

Bog aan la aqoon