70

Dhiig iyo Caddaalad

الدم والعدالة: قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر

Noocyada

من الصعب فهم السبب في اعتبار هذه التجربة نجاحا ساحقا، لكنه كان بالنسبة إلى المشاركين فيها خطوة إلى الأمام على الأقل. ولم يحدث شيء آخر في لندن ذلك العام؛ فقد اجتاح الطاعون المدينة في عام 1665.

محاولة أخرى

عاد لوور إلى أكسفورد وقد ضمن زوجة أخرى محتملة؛ وحاول أن يستكمل ما بدأه؛ حيث التقى وود لتتناول شرابا معه، لكن هذه المرة في مطعم بلو بور في وسط أكسفورد في 24 فبراير 1665 (أو 1666) (من الصعب تتبع التواريخ في هذه الفترة من التاريخ؛ نظرا لاستخدام تقويمين في ذلك الوقت. فعلى مدار الجزء الأكبر من القرن السابع عشر، ظلت إنجلترا ملتزمة بالتقويم اليوليوسي (الأسلوب القديم)، في حين غيرت بقية القارة إلى التقويم الجريجوري (الطراز الجديد). ويختلف كلا التقويمين في المكان الذي يضعان فيه السنة الجديدة. ففي التقويم اليوليوسي، كانت السنة الجديدة تبدأ بنهاية مارس، بينما تبدأ السنة الجديدة في التقويم الجريجوري مع بداية شهر يناير. ومن ثم، حين يكتب الرجل الإنجليزي «فبراير 1665» فإننا نفهم أنه يتحدث عن فبراير 1666. في هذا الوقت، كان الإنجليز - المعروفون ببطئهم في تبني أي أفكار جديدة تأتيهم من أوروبا - قد شرعوا في بدء العام من شهر يناير بدلا من مارس، وكثيرا ما استخدموا طريقة كتابة العامين هذه للتعبير عن السنة. ومن ثم، فإن فبراير 1665 (أو 1666) يدل على ما يدل عليه في القارة كلها 1666). وعلى الأرجح ظلت حياته الاجتماعية نسبيا كما هي، لكن العمل صار أصعب. فعلى الرغم من عودة البلاط إلى لندن في يناير، لم يعد بويل من خلوته في الريف، فكان لوور مجبرا على الاستمرار وحده. وذكر في كتابه «علاج القلب»:

لاقت محاولتي التالية نجاحا أكبر. وكنت قررت أن أقلد الطبيعة فيها على نحو أدق. فالطبيعة تجبر الدم على الانتقال من الشرايين إلى الأوردة؛ لذا فإن توصيل شريان حيوان ما بوريد حيوان آخر لم يكن سوى تمديد للدورة الدموية للأول.

وضع لوور خطته، وجمع أدواته وحدد نهاية فبراير تاريخا. ولاعتقاده أن الحدث كان على قدر من الأهمية، فقد أرسل مجموعة من الدعوات تطلب من أمثال واليس ودكتور توماس ميلنجتون ومختلف أعضاء النخبة الطبية في أكسفورد حضور «احتفاله». لم يتغيب سوى القليل، ووجد لوور نفسه محاطا بحشد من المفكرين والأكاديميين المتحمسين وواحد أو اثنين من مروجي الأقاويل. وكتب لاحقا يقول:

كانت التجربة التي أجريتها مذهلة؛ إذ انتقيت كلبا متوسط الحجم وبعد أن شللت حركته أفرغته من معظم دمه. في البداية نبح الكلب بشدة، لكن سرعان ما خارت قواه وأخذ يتشنج ويرتعش. ومن أجل إنقاذ هذا الحيوان من فقدان الدم الكبير، فقد قيدت كلبا أكبر بجانبه وثبت أنبوبا يصل بين الشريان في رقبته ووريد الكلب الأصغر.

استعاد الكلب الأصغر وعيه وواصل صراعه ليتحرر. ربما أعطيته كثيرا من الدم. على أي حال، فقد ربطت الشريان في الكلب المانح ليتوقف نزيفه، وفرغت الدم من الكلب المستقبل مرة أخرى، وذلك قبل أن أعيد ملء عروقه بالدم من كلب كبير آخر.

وبانتهاء التجربة عقدت الوريد الوداجي في الكلب الصغير وفككت قيده ونظرت ماذا سيحدث. فقفز الكلب من فوق المنضدة وبدا أنه لا يشعر بأي إصابة إطلاقا. وجرى الكلب إلى صاحبه ثم تقلب على العشب لينظف الدم غير شاعر بالألم على ما يبدو كما لو كان ألقي في مجرى مائي وحسب.

كانت الاتصالات بين أكسفورد ولندن سريعة، حيث يمكن أن يصل خطاب إلى لندن في غضون يوم واحد إذا أحضر إلى مكتب بريد أكسفورد. بيد أن الخطاب يمكن أن يستغرق خمسة أيام ليصل إلى باريس. لكن لم يكن ثمة اختلاف، فقد بدا أن لوور لم يكن في عجلة من أمره ليخطر الجمعية الملكية رسميا بالتطورات في عمله. ومن المحتمل أن ممانعته للنشر رجعت إلى سببين؛ الأول: هو أن العلماء كانوا يخشون أن يجعلوا من أنفسهم مثارا لسخرية أقرانهم بنشرهم أي شيء بناء على تجربة واحدة ثبت أنه لا يمكن تكرارها. والثاني: هو أن النشر يعني الكشف عن الأسرار والخفايا المهنية على الملأ، وسيمكن لأي عالم حول العالم أن يستغل الفرصة ومن ثم يفوز في سباق الاكتشافات المستقبلية.

ومع ذلك، كان لوور يطلع بويل على تقدمه في العمل أولا بأول بطبيعة الحال. ولم يكد بويل يعلم النبأ حتى كتب إلى عالمين آخرين، هما جون بيل، وهوك طالبا رأييهما. ورد بيل من منزله في الريف الغربي معبرا عن حماسه للفوائد العلاجية المحتملة التي قد يقدمها هذا العمل، بينما كتب هوك من لندن مقدما بعض الاقتراحات بشأن طرق جديدة لصناعة الأنابيب النحاسية وإعدادها في سبيل تحقيق قدر أكبر من النجاح في تلك التجارب.

Bog aan la aqoon