133

Dhiig iyo Caddaalad

الدم والعدالة: قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر

Noocyada

رد لوور: «سأسرد بإيجاز بعض أنواع المرضى الذين يمكن إفادتهم من نقل الدم. فإن فقد شخص معافى كمية كبيرة من الدم فإن تعويضه من مصدر آخر قد يؤدي إلى فوائد واضحة. علاوة على ذلك، أرى أن نقل الدم قد يفيد مرضى التهاب المفاصل والمصابين باختلال عقلي ما دامت أجسامهم سليمة بالدرجة الأولى ولم تتضرر أدمغتهم ولم يتعفن الدم. وعلى كل حال، لنقل الدم فرصة في العلاج كما الحال مع فصد الدم.»

17

دوني: «بحسب ما أرى، يبدو أن الأطباء ينتمون لواحدة من ثلاث فئات. فهناك الذين يؤيدون الاختراع، ويرون أنه يمكن وصفه لعلاج مجموعة كبيرة من الأمراض. وينظر آخرون إليه باعتباره بدعة لا نفع منها، بينما لم يحسم الفريق الثالث موقفه بعد ويقول إنه ينتظر المزيد من الشواهد بطريقة أو بأخرى. أما أنا فلا أرى غضاضة في أن أنسب نفسي للفريق الأول. فأنا مقتنع بفوائد نقل الدم ومنافعه. فالكل يعرف أن فقدان الدم والنزيف يسببان وفاة كثيرين ويحكمان على آخرين بالشيخوخة المبكرة. فنقل كمية معقولة ومعتبرة من الدم يمكن أن يطيل حياة كثير من هؤلاء المرضى. وبالإمكان التنبؤ بقدرة هذه الوسيلة الرائعة على رفع المعاناة عن كاهل المصابين بالتهاب الجنبة والجدري والجذام والسرطان والتقرح والحمرة والجنون والخرف وغيرها من الأمراض التي يجري فيها الخبث في الدم. أتوقع تماما ظهور دليل على هذا في المستقبل القريب.»

أضاف لوور: «ربما يكون لنقل الدم دور في دعم شخص مريض جدا بإعطائه بعض الوقت ليشفى. ففي بعض تجاربي لنقل الدم أوضحت أنه إن أردت حقن دم شرياني قرمزي زاه في حيوان يلهث في حاجة إلى الهواء فإن الحيوان المختنق يسترخي وتتوقف معاناته في التنفس. فالواضح أن الدم الجديد ينعش الحيوان بما أنه أمد بدم مشبع بالفعل بالهواء.»

وبهذا القول، تنبأ لوور بما يطلق عليه الآن جهاز أكسجة الأغشية من خارج الجسم، وهو جهاز طبي يستخدم في جراحات المجازة يمكنه تزويد الدم بالأكسجين وتنقيته في الوقت ذاته من ثاني أكسيد الكربون.

دوني: «هناك احتمال جيد أن يكون حقن هذا الدم المفعم بالحيوية أفضل من الفصد. فلا يمكن أن ينكر أي طبيب يحضر معنا هنا أن الدم محوري في معظم الأمراض. ونعلم على أي حال أن الكثير من الحالات - إن لم يكن معظمها - يعالج بفصد الدم. لكن عليكم الاعتراف بأنه بينما قد يؤدي الفصد إلى التخلص من الدم الفاسد فهو يضعف المريض. ربما تعالج الحمى لكن العملية قد تترك المريض عرضة للإغماء.»

صاح لامي: «لكن لا يمكنك معالجة الحمى بنقل الدم - بالقطع - إن أخذت الدم من شريان؛ فالدم الشرياني محمل بالحرارة، وبدلا من إنعاش دم المريض أعتقد أنه سيرفع حرارته بدرجة أكبر. هذا بالتأكيد السبب الذي جعل الرجال الذين استقبلوا الدم يشعرون بحرارة شديدة في أذرعهم.»

استطرد دوني متجاهلا مقاطعة الشاب الصغير: «يمكن للإدماء الزائد أن يسبب الوفاة. ومن ثم يلتزم العديد من الأطباء بالحذر المفرط في استخدام هذه الطريقة. لكن الذين يجرون فصد الدم سيجدون نقل الدم مفيدا لأنه سيمكنهم من استبدال الدم السليم بالدم المتضرر المفقود على الفور، أما من لديهم مخاوف من فصد الدم فسيجدون أن نقل الدم وسيلة فعالة لتقوية المريض بدم جديد.» «أتفق مع هذه النقطة.» قالها لوور الذي بين أنه طالما شعر بأن نقل الدم على الأرجح سيستخدم بحيث يمكن للحيوانات التي تحتاج للدم أو التي فسد دمها أن تحصل على الدم من غيرها. ورأى أن تلك العملية ربما كانت أقل فعالية مما يمكن لأن الدم القديم المريض اختلط بالدم الجديد السليم، لكن حتى في هذه الحالة يوجد حل ممكن. ماذا عن نقل الدم من اثنين أو ثلاثة حيوانات إلى المستقبل، مع سحب دمه في الوقت ذاته؟ ذلك سيطرد الدم القديم ويترك الدم الجديد وحده.

سأل دي باسريل الذي بدأ يلين للإمكانيات التي أتاحها نقل الدم: «لكن السؤال عندها سيكون: ما أفضل مصدر للدم؟»

فرد دوني: «من المنطقي في البداية استخدام دم الحيوانات؛ وهو يحتوي على شوائب أقل من الإنسان لأن الحيوانات لا تمارس البغاء أو الأكل والشرب غير المنتظمين. كذلك فإن المشاعر والعواطف مثل الحزن والحسد والغضب والكآبة والقلق تفسد مادة الدم لدى الإنسان، بينما حياة الحيوانات أكثر انتظاما وتمر بقدر أقل من المآسي الناتجة عن خطيئة آدم في الجنة. إن التجربة تبين أنه كما من النادر جدا أن نجد دما رديئا في الحيوانات، فمن النادر أيضا أن نجد دم إنسان غير ملوث . فحتى الرضيع لا يخلو من النقص من بعض الأوجه، لأنه بتغذيه على لبن أمه يمتص منها المفاسد مع امتصاصه الغذاء.»

Bog aan la aqoon