130

Dhiig iyo Caddaalad

الدم والعدالة: قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر

Noocyada

14

نفث لوور الهواء من بين شفتيه في تعبير عن الضيق وسأل «الطبيعة الطبيعة! ما هذه الطبيعة؟»

تدخل أولدنبرج قائلا: «يشعر بعض الناس بالقلق من الفرق الشاسع بين تكوين الدم من خلال تناول اللحم، والحصول على الدم من خلال نقله؛ إذ يقولون إن الطبيعة رتبت الأمور بحيث يتغير الدم المتكون من اللحم ليناسب كل حيوان، لكن إذا جرى نقله فلا يمكن أن يحدث له هذا التحول.»

صاح دي لا مارتينيير: «هذا مربط الفرس؛ فنقل الدم شيء يثير الاشمئزاز، فهو يعادل أكل لحوم البشر. فأصله من الشيطان.»

وأضاف لامي ساخرا: «بحسب ما أرى ذهب كتيب السيد دوني لما هو أبعد من ذلك؛ إذ يذكر قولا خياليا باحتمال وجود ميزة لاستقبال الدم الغريب على تكوين الجسم للدم من خلال هضم الطعام. فهذا العلاج الصناعي - كما يريدنا أن نصدق - خير من الطبيعة ذاتها.»

رد دوني «هذا صحيح؛ فتحول الطعام إلى دم طريق محفوف بالمصاعب، وسيقي نقل الدم من بعض أسباب فساده. لنكن صرحاء، يحمل الدم المنقول المواد الغذائية مباشرة من جسم لآخر، ويوفر على جسم المتلقي عناء تحويل الطعام إلى دم. فاللحم على كل حال يحتوي على عصارات ضارة كما يحتوي على عصارات مفيدة، لذلك يلزم وجود العصارات الحمضية في المعدة لتنقية الخليط كي يدفع الكيلوس المنقى وحده إلى العروق. إن نقل الدم ما هو إلا وسيلة بسيطة لإعطاء مزيد من الدم لشخص، وتفادي كل هذه العمليات التي تستهلك الجهد والوقت.»

قال بيرو: «يقول بعض الناس إن تصنيع الدم يستهلك كثيرا من حرارة الجسم ومعنوياته. فمن المنطقي افتراض أنه من الأفضل استغلالهما لدى الشخص الضعيف في أجزاء أخرى من الجسم؛ لذا يمكن لاستبدال الدم السليم بالدم الرديء أن يؤدي إلى استغلال طاقات الجسم على نحو أفضل.»

15

في هذه المرحلة بدأ دوني يسترخي قليلا. ربما كانت بداية بيرو عدائية، لكن اتضح أنه كان على الأقل مستعدا للتفكير في تلك المسألة. وزاد هذا من احتمال أن يقدم رواية متوازنة عندما ذهب بعدها إلى الأكاديمية الملكية للعلوم في فرنسا.

وقف أولدنبرج بهيئته المهيبة مرة أخرى قائلا: «لمعرفة مآلات هذه القضايا علينا أن نفهم أن في الجسم ثلاث عمليات أساسية للهضم: تتم الأولى في المعدة وهي العملية الصغرى. وتحول العمليتان الأخريان هذه المادة المهضومة إلى الكيلوس والدم، وتجريان في الأغلب في الكبد والقلب على التوالي. ويفيد المثال الذي سقناه المتعلق بالتطعيم في توضيح هذه المشكلة؛ فانظروا إلى الأشجار: إن عصارات الأشجار فيها خليط من عصارات الأرض والجذر والجذع، لكن الثمرة التي تنتجها الشجرة تعتمد على الفروع التي تمر بها العصارات في النهاية، فإن تم تطعيمها بفرع شجرة تفاح فستتخلل العصارات الألياف الصغيرة في هذا الفرع لتنتج التفاح. وإن تم تطعيمها بجزء من شجرة كمثرى فستتخلل العصارات ذاتها لكي تنتج الكمثرى هذه المرة. أما في حالة نقل الدم من الحيوان إلى الإنسان، فمن الصحيح أن الدم لن يخضع لعملية الهضم الأولى، إلا أنه سيجري في دورته في الجسم ويصفى ويتحول في الكبد والقلب إلى مادة بشرية. فالمرحلة النهائية - التي تناظر التخلل في الفروع المطعمة - هي التي لها أكبر الأثر.»

Bog aan la aqoon