125

Dhiig iyo Caddaalad

الدم والعدالة: قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر

Noocyada

رد جايانت «أختلف معك؛ فقد أجريت عمليات أكثر قسوة على رقبة الكلاب دون أن أراهم يموتون في الأيام التالية.»

7

أطرق بويل للحظات قبل أن يقود المناقشة من جديد: «وهناك بالتأكيد قضية أخرى. فكل عمليات نقل الدم التي أجريت حتى الآن أخذت الدم من الحيوانات ونقلته إلى الإنسان. فهل لدى أي شخص دليل على أن هذا النقل من نوع إلى آخر يسبب أي مشكلات أخرى؟»

كان أول من رد على هذا السؤال هو سامبسون، وهو صديق جيد لأخصائي نقل الدم إدموند كينج. كان سامبسون قسا مستقلا غادر إنجلترا بعد عودة الملكية في 1660 ودرس الطب في مونبيلييه وبادوفا ولايدن في هولندا: «أخشى أن نقل الدم لن يكون له استخدام عملي لصعوبة الحصول على دم شرياني بشري. فلن يبلغ كرم أحد بجاره العجوز المريض إلى أن يقطع شريانه. فقد يقدم دما وريديا لكنه لن ينفع، لأن فائدته قد ضاعت في تغذية أعضاء الجسم التي مر بها. وفي النهاية لا أومن بأن دم الوحوش يناسب جسم الإنسان.»

دوني: «كثيرون بالتأكيد لديهم هذا الرأي. فبعض الذين شهدوا تجاربنا لنقل الدم في الحيوانات بجانب العديد ممن سمعوا عنها وحسب كانوا مقتنعين أنها إن نجحت على الحيوانات فستفشل على البشر، لكن ...»

قاطعه دي لا مارتينيير. فقد كان واضحا لديه أن دم الإنسان السليم يختلف كثيرا عن دم الإنسان المريض؛ فالأول نقي والأخير ملوث. ولا يمكن أن يؤدي خلط الاثنين إلى إنتاج دم نقي. فالاثنان في الواقع متضادان، ومحاولة خلطهما ستولد حرارة: «والنتيجة ستكون بالتأكيد تدمير الحالة التي تلقت هذا الخليط المشئوم»؛ قال دي لا مارتينيير كلماته هذه مقتنعا أنه وجه ضربة قاضية.

رد دوني في حسم: «لكنك يا سيدي بكل تأكيد تبدي جهلك بقولك هذا؛ إذ لا أرى أي سبب يمنع الدورة المستمرة التي يمر بها الدم بصورة متكررة على الحرارة المنقية في بطيني القلب من أن تطهر المزيج، وتزيل أي خواص ضارة للدم.»

صاح بويل «الدليل يا سادة، أين الدليل؟»

رد دوني «لدي تجارب تدعم وجهة نظري في هذا الجدل. فلقد رأيتها تنجح، رأيت الامتزاج يحدث. فقبل بضعة أيام فقط حقنت ربع لتر من اللبن في أوردة حيوان. وعندما سحبت دما من الحيوان بعد ساعات لم يكن للبن أي أثر. فمن الواضح أن اللبن امتزج بالدم ونقي في القلب. وإن تأثر الدم فقد صار أفضل من المعتاد لأنه زاد سيولة وأصبح أقل عرضة للتجلط.»

لم يتوقف دي لا مارتينيير وشن هجوما آخر: «إذا اختلط الدم النقي بالدم الملوث، فإن الدم النقي سيفقد نقاءه. فبمجرد وصول الدم النقي المنقول حديثا إلى الكبد، سيجرد من كل مميزاته ويتحول في لحظة ليكون كباقي الكتلة الفاسدة في الشخص المريض. فالكبد على كل حال هو عضو تكوين الدم الأكبر، فهو المكان الذي يكتسب فيه الدم كل خصائصه. وفقدان صفات الدم سيجعل العملية عديمة الفائدة.»

Bog aan la aqoon