107

Dhiig iyo Caddaalad

الدم والعدالة: قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر

Noocyada

إلى علماء الجمعية الملكية وكل أعضائها الموقرين، إليكم خطاب أجنوس كوجا المتواضع

إن كائنكم (إذ إنه كان إنسانا قبل أن تحوله تجربتكم إلى نوع آخر) من بين التغييرات التي وجدها وقد طرأت على حالته، والتي تتبدى واضحة عليه، يجد جيوبه بالية كما بلي جسده، واستجماع قواه يعني إجباره على فقدان أعصابه - والأمر نفسه ينطبق على المال - سواء كان هادئا أو مضطربا. إنه لمن البؤس أن تجرده الحاجة إلى حرارة طبيعية من حرارته الظاهرية كذلك: لكن تلك هي حالته؛ فلمداواة جروحه (جروحكم؛ لأنكم من أوجدها) يرهن ملابسه؛ لقد اشترى بثمن باهظ دم خروفكم؛ إذ خسر سلامة وعائه الدموي الذي دمره دم الخروف؛ لقد باع لكم نفسه ليشتري منكم الصوف الذهبي - مثلما فعل أرجوس. لقد كان يرى أنه من الضروري لمعاليكم - من أجل التحول الكامل - أن تغيروه من الخارج كما غيرتموه من الداخل. وإن أجبرتموه على ذلك، فلا يزال في أوعيته بعض من دماء تحت إمرتكم، بشرط أن يكون دمه كي تكون التضحية أنبل.

خادمتكم المتواضعة

أجنوس كوجا.

2

وكما هو الحال في أغلب الأحيان، كانت الكلمة الأخيرة للطبيب، وتعطي كلمات لوور في كتابه «علاج القلب» انطباعا عن خيبة أمله في كوجا. فمن وجهة نظر لوور تلقى كوجا تعويضا سخيا لخدماته، خاصة بالنظر إلى أنه تلقى المال لقاء تلقي علاج رائد. من الواضح أن لوور أراد تكرار نقل الدم عدة مرات أملا في علاج الجنون الطفيف لدى كوجا تدريجيا، لكن كوجا على الجانب الآخر «راجع غريزته بدلا من مصلحته الصحية، وخيب توقعاتنا بالكامل». وبهذا نزل كوجا عن مسرح التاريخ، ولم يسجل أي شيء آخر عن حياته.

عند هذه المرحلة توقفت أبحاث نقل الدم في إنجلترا هي الأخرى. في الواقع، لم يكن هناك أي مجهود حقيقي في هذا الصدد إلا حين بدأ الطبيب الإنجليزي جيمس بلانديل تجاربه لنقل الدم بين الكلاب فيما بين عامي 1817 و1818 قبل أن يبدأ نقل الدم إلى 10 مرضى كانوا قد عانوا من نزوف حادة. إلا أن الفجوة بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر كانت ناتجة بصفة رئيسية عن الاضطراب الذي كان على وشك الانفجار في باريس.

الادعاءات الأوروبية

أوحت الطريقة التي كتب بها دوني عن عمله بأنه ما من أحد غيره قد سبق وفكر في نقل الدم قط، لكن من الصعب الاعتقاد بأنه تصور ذلك فعلا. فقد كان هو وإميري متحمسين جدا لتحدي المعتقدات القديمة عن الكيفية التي يعمل بها الجسم، لكن لا بد أن دراستهم للطب قد جعلتهم يصادفون حتما بعض الكتب التي عرفوا منها أن هناك آخرين في أوروبا قد دونوا أفكارا مشابهة كتابة. علاوة على ذلك، وخلافا للادعاءات في إنجلترا، يبدو من المدهش أن بويل كثير الأسفار بجانب أصدقائه رين ولوور قد عجزوا عن استيعاب أهمية بعض النصوص التي يعود تاريخها إلى بداية ذلك القرن. لكن يتضح من ذلك أنه لم يكن هناك أي وسيلة رسمية لنشر المعرفة في أنحاء أوروبا في ذلك الوقت، ووجد كثيرون أنفسهم يعملون في عزلة. وحدها مزية كوننا ننظر إلى الأمر برمته بعد قرون من حدوثه، تسهل لنا تكوين صورة أفضل عمن فعل ماذا أولا.

بداية، كانت هناك محاولة غريبة لنقل الدم في روما؛ مرض البابا إنوسنت الثامن؛ إذ كان يعاني سكتة دماغية، ورغم أنه كان قد تحسن قليلا، لكنه لم يستعد كامل عافيته مرة أخرى، بل إن صحته سرعان ما أخذت تتدهور؛ حتى ظن أحد مساعديه في يوم من عام 1490، أنه قد مات. لكنه قاوم، وفي العامين التاليين تولى طبيب يهودي (ذكرت بعض الروايات أن اسمه أبراهام ماير من بالمز) الإشراف على حالته، واقترح علاجا. كان اقتراح الطبيب أن ينقل كل الدم القديم في جسم الكهل إلى شاب، وفي المقابل ينقل دم الشاب إلى البابا البالغ من العمر 58 عاما؛ من المفترض أن يعيد هذا التبديل للبابا عافيته بتجديد دمائه تماما بجرعة من دم يافع.

Bog aan la aqoon