وفي الاستواء إلى استوائهم حيث يقول : ( على العرش استوى ) .وفي أمثالها .
وجاوز بعضهم إلى أن جعلوه جسما محدودا متنقلا من مكان إلى مكان ويركب الحمار الأقمر ويخرق الحجب لفصل القضاء يوم إلفة القضاء .
وبعضهم يقول : على صورة الإنسان . وربما يختلف معهم الأحيان ولا يعرف ، تعالى عما يقولون علوا كبيرا .
وهم صنفان : من ذهب إلى ما قلنا صراحا واعتقد أن من نفى عن الله - عز وجل - هذا التشبيه فقد أبطله .
وصنف يتوقفون ولا يصرحون بهذه المعاني ولا بخلافها ، فيمتنعون من مذهب المسلمين الذين صرفوا هذه المعاني إلى ما يليق بالباري - سبحانه - وموجود في لغة العرب ، أن اليد : النعمة والقدرة . والوجه : ذاته . واليمين : القدرة والقوة . والجنب : الكنف . والساق : الشدة . وفي أمثال هذه . ولم يصرحوا بالمعنى المكروه .
والأولون قد ردوا على الله - عز وجل - قوله : ( ليس كمثله شيء ) فالأولون مشركون ، والآخرون تجاهلوا فهم جاهلون .
وفحش مذهبهم أيضا يغني عن الرد عليهم كإخوانهم .
وأما السنية فأنهم صغوا إلى إخوانهم المرجئة في الوعد الوعيد ، ومذهبهم في الفتنة يؤول إلى العمى ، واستواء الأرض والسماء ، والمحق والمبطل سواء ، مذهب قادة الهوى فأورده الردى .
وكذلك قولهم في خلق القرآن كقول الأشعرية في خلقه .
وقولهم في الأسماء والصفات وخروج أهل النار من النار وقد تقدم الرد عليهم .
ذكر النكار ومسائلهم التي زاغوا بها
وأما النكار فجاهلهم عالم وعالمهم ظالم ، ولهم مسائل في الأسماء والصفات والإمام والوقوف والحجة والسماع والمتبرجة ، وإنما انقطع عذرهم في مخالفة الإمام العدل السامي الفضل والله المستعان ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .
Bogga 42