الكتاب الأول: دليل الحيران على مورد الظمآن في فني الرسم والضبط
بسم الله الرحمن الرحيم
مدخل لدراسة القراءات والقراء:
القراءات: تجمع القراءة، وتطلق في اللغة على أنها مصدر: قرأ، كما اصطلح عليها أنها علم بكيفية أداء كلمات القرآن الكريم، ويتجلى ذلك في التخفيف، والتشديد، والترقيق والتفخيم١، واختلاف ألفاظ الوحي المنزل على النبي ﷺ، للإعجاز والبيان.
والقراءات هي اختلاف الوحي في الحروف وكيفيتها، غير أنها تعتمد كلية على التلقي والمشافهة؛ لأن هذا العلم الإسلامي الخالص لا يحكم إلا بالسماع والمشافهة، ولذا فقد اشترط العلماء في صحتها ضوابط منها:
١- أن توافق القراءة رسم المصحف العثماني.
٢- أن تنقل بالتواتر؛ لأن القراءات الصحيحة لا تثبت إلا السند الصحيح المتواتر حتى، ولو وافقت رسم المصحف الإمام.
٣- أن توافق وجها من وجوه اللغة العربية٢.
فإذا تحققت هذه الضوابط تحققت صحة القراءة، وإذا اختل ضابط منها اختلت القراءة، وضعف العمل بها.
والقراءات القرآنية وحي من عند الله تلقاه الرسول ﷺ عن الله بواسطة ملك الوحي جبريل ﵇، ولقنه النبي ﵊ لصحابته، وعنه نقلت القراءات القرآنية بالتواتر، لقد روي عن الإمام ابن تيمية فتوى برواية ابن العباس، وأم المؤمنين عائشة ﵃: أن جبريل كان يعارض النبي ﵊ بالقرآن في كل مرة، فلما كان العام الذي قبض فيه عارضة مرتين٣، ويعزز ما أوجده الإمام ابن تيمية في هذه
_________
١ البرهان في علوم القرآن للزركشي: ١/ ٣١٨.
٢ الإتقان في علوم القرآن للسيوطي: ١/ ٨٠.
٣ فتاوي ابن تيمية: ١٣/ ٣٩٥.
1 / 3
الرواية حديث الأحرف السبعة، ونص حديث الأحرف السبعة أخرجه الإمام البخاري، والإمام مسلم في صحيحيهما برواية الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه١.
والقراءات القرآنية هي أهم، وأصعب ما واجه كتبة المصحف الشريف، ولا سيما أن المصحف كان خاليا من الإعجام والشكل، فكان ذلك الحل الأوفق لمشكلة استيعاب جل القراءات، فاتسع المصحف لجل هذه القراءات التي تواترت إلى اليوم وإلى ما شاء الله.
القرآن الكريم والقراءات القرآنية:
من المعروف أن تدوين القرآن الكريم بدئ، وشرع فيه في حياة الرسول ﷺ. وكان كتاب النبي ﵊ يكتبون الوحي، ومن هؤلاء الخلفاء الأربعة، ومعاوية، وإبان بن سعيد، وخالد بن الوليد، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وثابت بن قيس، وأرقم بن أبي، وحنضلة بن ربيع. فكان ﵊ إذا نزل عليه شيء أمر أحد كتابه بكتابة ما أنزل عليه، فيما تيسر لهم حتى في العظام، والرقاق، وجريد النخل ورقيق الحجارة.
جمع القرآن الكريم:
وقد جمع القرآن الكريم لأول مرة في عهد الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه٢، بإشارة ثم بإلحاح شديد من عمر بن الخطاب٣، وذلك بعد موقعة اليمامة، مع مدعي النبوة مسيلمة الكذاب، وفي عهد الخليفة الثالث٤، عثمان بن عفان ﵁ جمع القرآن الكريم في المصحف الإمام من طرف مجموعة من الصحابة رضوان الله عليهم بتكليف من الخليفة عثمان، وهؤلاء هم.
_________
١ أخرجه الإمام البخاري في صحيحه بشرح فتح الباري لابن حجر: ٦/ ١٥٢، ٩/ ٣٠ والإمام مسلم في صحيحه: ٢/ ٢٠٢.
٢ ترجمته: في أسد الغابة: ٣/ ٣٠٩، وتاريخ الخلفاء: ٢٧، وتذكرة الحفاظ: ١/ ٢، والشذرات: ١/ ٢٧ وطبقات ابن سعد: ٣/ ١١٩، والعبر: ١/ ١٦، ومروج الذهب: ٢/ ٣٠٥.
٣ ترجمته: في أسد الغابة: ٤/ ١٤٥، وتاريخ الخلفاء: ١٠٨، وتذكرة الحفاظ ١/ ٥، وخلاصة تذهيب الكمال: ٣٣ وطبقات ابن سعد: ٣/ ١٩٠، وطبقات القراء: ١/ ٥٩، والعبر: ١/ ٢٧، ومروج الذهب: ٢/ ٣١٢ والنجوم الزاهرة: ١/ ٧٨.
٤ ترجمته: في أسد الغابة: ٣/ ٥٨٤، والإصابة: ٢/ ٤٥٥، وتاريخ الخلفاء: ٤٧
وتذكرة الحفاظ: ١/ ٨، وخلاصة تذهيب الكمال: ٢٢١، والشذرات: ١/ ٤٠، وطبقات ابن سعد: ٣/ ٣٦، وطبقات القراء: ١/ ٥٠٧ والعبر: ١/ ٣٦، ومروج الذهب:
٢/ ٣٤٠، والنجوم الزاهرة: ١/ ٩٢.
1 / 4
١- زيد بن ثابت. تـ/ ٥٤هـ١.
٢- سعيد بن العاص. تـ/ ٥٨هـ٢.
٣- عبد الرحمن بن الحارث. تـ/ ٤٣هـ٣.
٤- عبد الله بن الزبير. تـ/ ٤٣هـ٤.
٥- أبو الدرداء. تـ/ ٣٢هـ٥.
٦- سعيد بن عبيد بن النعمان. تـ/ ١٦هـ٦، وهو أول من جمع القرآن الكريم على عهد الرسول ﵊.
فأعد هؤلاء الصحابة المصاحف المستحسنة على الوجه المطلوب والمرغوب فيه، وأرسلت إلى الأمصار وقتئذ، وأرسل مع كل مصحف مقرئ لإقراء الناس ما يحتمله المصحف الشريف، فأرسل:
١- زيد بن ثابت مع مصحف المدينة٧.
٢- عبد الله بن السائب. تـ/ ٧٠هـ مع مصحف مكة٨.
_________
١ ترجمته: في أسد الغابة: ٤/ ١٤٥، والآصابة: ٢/ ٥١١، وتاريخ الخلفاء: ١٠٨، وتذكرة الحفاظ: ١/ ٥، وخلاصة تذهيب الكمال: ٣٣، وطبقات ابن سعد: ٣/ ١٩٠، وطبقات القراء: ١/ ٥٩١، والعبر: ١/ ٢٧، ومروج الذهب: ٢/ ٣١٢، والنجوم الزاهرة: ١/ ٧٨.
٢ ترجمته: في أسد الغابة: ٣/ ٥٨٤، والإصابة: ٢/ ٤٥٥، وتاريخ الخلفاء: ٤٧، وتذكرة الحفاظ: ١/ ٨، وخلاصة تذهيب الكمال: ٢٢١، والشذرات: ١/ ٤٠، وطبقات ابن سعد: ٣/ ٣٦، وطبقات القراء: ١/ ٥٠٧ والعبر: ١/ ٣٦، ومروج الذهب: ٢/ ٣٤٠، والنجوم الزاهرة: ١/ ٩٢.
٣ ترجمته: في أسد الغابة: ٢/ ٢٧٨، والاصابة: ١/ ٥٤٣، وتذكرة الحفاظ: ١/ ٣٠، وخلاصة تذهيب الكمال: ١٠٨، والشذرات: ١/ ٥٤، وطبقات الشيرازي: ٤٦، وطبقات القراء لابن الجزري: ١/ ٢٩٦، وطبقات القراء: ١/ ٣٥، والعبر: ١/ ٥٣، والنجوم الزاهرة: ١/ ١٣٠.
٤ ترجمته في المشاهير: ٦٦.
٥ ترجمته في طبقات ابن سعد: ٣/ ٣٩١، وطبقات خليفة: ٢١٣، وتاريخ البخاري/ الكبير: ٧/ ٧٦، والمشاهير: ٥٠، وحلية الأولياء: ١/ ٢٠٨، والاستيعاب: ٣/ ١٥، وتاريخ ابن عساكر: ١٣/ ٣٦٠، وأسد الغابة: ٦/ ٧، وتاريخ الإسلام: ٢/ ١٠٧، وتذكرة الحفاظ: ١/ ٢٤، وسير أعلام النبلاء: ٢/ ٣٣٠، والعبر: ١/ ٣٣، ومرآة الجنان: ١/ ٨٨، وغاية النهاية: ١/ ٦٠٦، والاصابة: ٣/ ٤٥، وتهذيب التهذيب: ٨/ ١٧٥، والنجوم الزاهرة: ١/ ٨٩، وحسن المحاضرة: ١/ ٢٤٤.
٦ ترجمته في المشاهير: ١٢.
٧ ترجمته: سبقت الإشارة إليها في رقم ٨:
٨ ترجمته في طبقات ابن سعد: ٥/ ٤٤٥، وطبقات خليفة: ٤٥، وتاريخ البخاري: ٥/ ٨، وتاريخه الصغير: ١/ ١٢٦، والمعرفة والتاريخ ليعقوب: ١/ ٢٤٧، والجرح والتعديل: ٥/ ٥٦، وجمهرة أنساب العرب: ١٤٣، والاستيعاب: ٢/ ٩١٥، وأسد الغابة: ٣/ ٢٥٤، وسير أعلام النبلاء: ٣/ ٣٨٨، والإصابة: ٢/ ٣١٤، وغاية النهاية: ١/ ٤١٩.
1 / 5
٣- المغيرة بن أبي شهاب. تـ/ ٩١هـ مع مصحف الشام١.
٤- أبو عبد الرحمن السلمي. تـ/ ٧٤هـ مع مصحف الكوفة٢.
أما المصحف الإمام فقد احتفظ به الخليفة عثمان٣ ﵁ لنفسه، وسمي الإمام؛ لأنه اعتبر الأصل لباقي مصاحف الأمصار المرسلة، وأنه المرجع للأمة.
ولما كان المعول عليه في القرآن الكريم إنما هو التلقي، والأخذ ثقة عن ثقة وإماما عن إمام إلى النبي ﷺ، فعلينا أن نرى كيف تواتر القرآن الكريم، وتواترت القراءات وتأصلت، ولنبدأ بطبقات الحفاظ من الصحابة والتابعين في الأمصار الإسلامية.
١- طبقات الصحابة الحفاظ الذين منهم: عثمان، وعلي، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وابن مسعود، وأبو الدرداء، وأبو موسى الأشعري وبعض هؤلاء كتب المصاحف وأرسل معها إلى الأمصار.
٢- طبقات التابعين الذين أخذوا عن هؤلاء منهم: ابن المسيب، وعروة، وسالم، وعمر بن عبد العزيز، وسليمان بن يسار، وأخوه عطاء، وزيد بن أسلم ومسلم بن جندب، وابن شهاب الزهري، وعبد الرحمن بن هرمز، ومعاذ بن الحارث المشهور بالقارئ.
الأمصار الإسلامية التي اشتهرت بالقراء، والقراءات هي:
أ. مكة وطبقات قرائها:
عطاء ومجاهد، وطاوس، وعكرمة، وابن أبي مليكة، وعبيد بن عمير.
ب. الكوفة وطبقات قرائها:
علقمة، والأسود، ومسروق، وعبيدة، والربيع بن هيثم، والحرث بن قيس، وعمر بن شرحبيل، وعمر بن ميمون، وأبو عبد الرحمن السلمي، وزر بن حبيش، وعبيد بن فضلة، وأبو زرعة بن عمرو، وسعيد بن جبير، والنخعي، والشعبي.
_________
١ ترجمته في معرفة القراء الكبار: ١/ ٤٨، وغاية النهاية: ٢/ ٣٠٥.
٢ ترجمته في نفس المصدر: ١٠٢.
٣ ترجمته: سبقت الإشارة إليها في رقم٧.
1 / 6
ج. البصرة وطبقات قرائها:
عامر بن عبد القيس، وأبو العالية، وأبو رجاء، ونصر بن عاصم، ويحيى بن يعمر، وجابر بن زيد، والحسن البصري، وابن سيرين، وقتادة.
د. الشام وطبقات قرائه:
المغيرة بن شهاب المخزومي صاحب الخليفة عثمان ﵁، وخالد بن سعيد صاحب أبي الدرداء.
ثم تفرع عن هؤلاء أناس اشتهروا بالضبط والعدالة، والعناية بالقرآن والقراءات، فظهر القراء السبعة والعشر والأربع عشرة.
وقد كانت قراءة النص القرآني صحيحة اعتمادا على الحفظ أولا، والسليقة ثانيا، ورغم هذه الفطرة اللغوية، فقد بدأ النزوع لقراءة القرآن الكريم وفق العادات الصوتية لكل قبيلة، وهذا الاتجاه لم يخل منه زمان حتى زمان صاحب الرسالة ﷺ.
أما الاختلاف في القراءات، فإن الرعيل الأول من التابعين استطاع قراءة الآية الواحدة أربع، أو خمس قراءات مختلفة، وإلى هذا النوع من الاختلاف يرى الباحث أن هناك جوانب متعددة ساعدت على نشوء الدراسة اللغوية، والعلمية للنص القرآني في زمان مبكر جدًّا، وعملت على تطور هذه الدراسة تطورا سريعا، ومنسجما مع الظروف التي واكبت التطور اللغوي في كل مجالاته.
إلا أن الدراسة قد بدأت بسيطة ولا سيما بعد جمع القرآن الكريم في مصحف واحد وبلغة قريش، وهنا برزت رواية تزعم: أن أبا الأسود الدؤلي١. ت/ ٦٩هـ/ ٦٨٨م هو أول من قام بوضع رموز تدل على الحركات، وكان ذلك بإيعاز من زياد ابن أبيه تـ/ ٥٣هـ/ ٦٧٣م، ورواية أخرى تزعم: أن نصر بن عاصم٢. تـ/ ٨٩هـ/ ٧٠٧م. هو أول من قام بهذا العمل، وقد لا يهم من قام به أو فعله؛ لأن هذا العمل التحسيني تلقى معارضة
_________
١ ترجمته: في طبقات ابن سعد: ٧/ ٩٩ وتاريخ البخاري: ٦/ ٣٣٤، والمعارف: ٤٣٤، والفهرس: ٣٩، وتاريخ ابن عساكر: ٨/ ٢٠٣، ومعجم الأدباء: ١٢/ ٣٤، وأسد الغابة: ٣/ ٦٩، ووفيات الأعيان: ٢/ ٥٣٥.
٢ ترجمته: في تاريخ البخاري: ٨/ ١٠١، والمعرفة والتاريخ: ١/ ٣٤٥، ٣/ ٢٧٥، ونزهة الألباب: ١٧، وإرشاد الأريب: ٧/ ٢١٠، وتذكرة الحفاظ: ١/ ١٠٦، ومعرفة القراء الكبار: ١/ ١٧١، وغاية النهاية: ٢/ ٣٣٦، وتهذيب التهذيب: ١٠/ ٤٢٧.
1 / 7
شديدة من الصحابة، وكان على رأسهم ابن عمر رضي الله عنه١، والتابعين وفي مقدمتهم: محمد بن سيرين٢، ٤/ ١١٠هـ وقتادة بن دعامة٣. تـ/ ١١٨هـ، والنخعي أبي عمران إبراهيم بن قيس٤. تـ/ ٩٦هـ.
ويظهر من تاريخ تدوين القرآن وكتابته، أن إضافة النقط إلى المصحف ترجع إلى العصر الأموي "٤٠-١٣٢هـ"، هذا ما اعتمده ابن أبي داود السجستاني٥ حيث قال: أن عبد الله بن زياد٦.
تـ/ ٦٩هـ/ ٦٨٨م، والي البصرة والكوفة انتدب كاتبه يزيد بإعجام المصحف.
_________
١ ترجمته: في أسد الغابة: ٣/ ٣٤٠، والإصابة: ١/ ٣٣٨، وتاريخ بغداد: ١/ ١٧١، وتذكرة الحفاظ: ١/ ٨١، وطبقات ابن سعد: ٤/ ١٠٥، وطبقات الشيرازي: ٤٩، والعبر: ١/ ٨٣، والنجوم الزاهرة: ١/ ١٩٢، ونكت الهميان لابن الصفدي: ١٨٣، وخلاصة تهذيب الكامل: ١٧٥.
٢ ترجمته: في المشاهير: ٨٨، والأعلام: ٧/ ٢٥.
٣ ترجمته: في طبقات ابن سعد: ٧/ ٢٢٩، والمعارف: ٢٣٤، والجرح والتعديل: ٣/ ١٣٣، وطبقات الفقهاء: ٧٢، والإرشاد: ٦/ ٢٠٢، وغاية النهاية: ٣/ ٢٥، ووفيات الأعيان: ١٠/ ٥٤٠.
٤ ترجمته: في طبقاتابن سعد: ٦/ ١٨٨، والتاريخ الكبير للبخاري: ١/ ٣٣٣، والمعارف: ٢٣٤، وطبقات الفقهاء: ٦٢، وغاية النهاية: ١/ ٢٩، والفهرست: ١/ ١٧٧، والأعلام: ١/ ٧٦.
٥ ترجمته في الفهرست: ٢٩-٢٨.
٦ ترجمته في نفس المصدر: ٢٨.
نشوء المدارس الخاصة بالقراءات القرآنية: يرى جل المؤرخين أن نشأة هذه المدارس يرجع إلى النصف الثاني من القرن الأول الهجري، وقد تكون بعضها بالمدينة، ومكة، والبصرة، والشام، واليمن، ومصر. إلا أن هذه المصادر تكاد تنعدم أحيانا في هذا الباب، وكذلك حول ما دون من القراءات باستثناء كتاب فضائل القرآن لأبي عبيد بن سلام١. تـ/ ٢٢٤هـ/ ٨٣٨م وتفسير الطبري٢. تـ/ ٣١٠هـ/ ٩٢٣م، وأقدم كتاب في القراءات ليحيى بن يعمر تـ/ ٨٩هـ/ ٧٠٧م، وهو أحد تلامذة أبي الأسود الدؤلي. تـ/ ٦٩هـ/ ٦٨٨م، وإلى جانب هذا هناك كتاب اختلاف مصاحف العراق، والشام، والحجاز لعبد الله بن عامر اليحصبي. تـ/ ١١٨هـ/ ٧٣٦م، وقد _________ ١ ترجمته في طبقات ابن سعد: ٧/ ٩٣، والتاريخ الكبير للبخاري: ٧/ ١٧٢، والمعارف: ٥٤٩، وتاريخ بغداد: ١٢/ ٤٠٣، وطبقات الفقهاء: ٢٩، وطبقات الحنابلة: ١/ ٢٥٩، ونزهة الألباب: ١٠٩، والإرشاد: ٦/ ١٦٢، ووفيات الأعيان: ٤/ ٦٠، وتذكرة الحفاظ: ٢/ ٤١٧، وسير أعلام النبلاء: ١٠/ ٤٩٠. ٢ ترجمته في الفهرست: ٢٤٣، وتاريخ بغداد: ٢/ ٦٢، وتاريخ ابن عساكر: ٣٧/ ٢٤٨، والإرشاد: ١٨/ ٤٠، وتذكرة الحفاظ: ٢/ ٧١٠، وميزان الاعتدال: ٣/ ٢٩٨، ومرآة الجنان: ٢/ ٢٦١، وطبقات السبكي: ٣/ ١٢٠.
نشوء المدارس الخاصة بالقراءات القرآنية: يرى جل المؤرخين أن نشأة هذه المدارس يرجع إلى النصف الثاني من القرن الأول الهجري، وقد تكون بعضها بالمدينة، ومكة، والبصرة، والشام، واليمن، ومصر. إلا أن هذه المصادر تكاد تنعدم أحيانا في هذا الباب، وكذلك حول ما دون من القراءات باستثناء كتاب فضائل القرآن لأبي عبيد بن سلام١. تـ/ ٢٢٤هـ/ ٨٣٨م وتفسير الطبري٢. تـ/ ٣١٠هـ/ ٩٢٣م، وأقدم كتاب في القراءات ليحيى بن يعمر تـ/ ٨٩هـ/ ٧٠٧م، وهو أحد تلامذة أبي الأسود الدؤلي. تـ/ ٦٩هـ/ ٦٨٨م، وإلى جانب هذا هناك كتاب اختلاف مصاحف العراق، والشام، والحجاز لعبد الله بن عامر اليحصبي. تـ/ ١١٨هـ/ ٧٣٦م، وقد _________ ١ ترجمته في طبقات ابن سعد: ٧/ ٩٣، والتاريخ الكبير للبخاري: ٧/ ١٧٢، والمعارف: ٥٤٩، وتاريخ بغداد: ١٢/ ٤٠٣، وطبقات الفقهاء: ٢٩، وطبقات الحنابلة: ١/ ٢٥٩، ونزهة الألباب: ١٠٩، والإرشاد: ٦/ ١٦٢، ووفيات الأعيان: ٤/ ٦٠، وتذكرة الحفاظ: ٢/ ٤١٧، وسير أعلام النبلاء: ١٠/ ٤٩٠. ٢ ترجمته في الفهرست: ٢٤٣، وتاريخ بغداد: ٢/ ٦٢، وتاريخ ابن عساكر: ٣٧/ ٢٤٨، والإرشاد: ١٨/ ٤٠، وتذكرة الحفاظ: ٢/ ٧١٠، وميزان الاعتدال: ٣/ ٢٩٨، ومرآة الجنان: ٢/ ٢٦١، وطبقات السبكي: ٣/ ١٢٠.
1 / 8
ظهرت محاولة النحاة في إيجاد قراءة سليمة، وملزمة للقرآن الكريم في العصر الأموي "٤٠-١٣٢هـ" إلا أنها تلقت معارضة شديدة، وأغلب الظن أن أبا عمرو بن العلاء كان أعظم من مثل هذا الاتجاه في الكتابة والتأليف.
العصر الأموي ٤٠-١٣٢هـ:
قد كاد أن يقع الإجماع على أنه لم يدون في العصر الأموي من العلوم على وجه الصحة، إلا النحو في رسائل صغيرة، والحديث في الكتاب الذي أمر به الخليفة الخامس من الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز١ تـ/ ١٠١هـ/ ٧١٩م، والتابعين من كتب التفسير وعلوم القرآن، فليس إلا مجموع روايات منقولة عنهم، صحيحة أو ضعيفة جمعت، ودونت من طرف بعض علماء العصر العباسي "١٣٢-٦٥٦هـ"، وسمي هؤلاء باسم الصحابة، والتابعين الذين نقلت عنهم هذه الروايات من ذلك تفسير ابن عباس رضي الله عنهما٢، وقد طبع بمصر قديما، وروي عنه بطرق ضعيفة، وليس معنى ذلك أنه لم يدون في عصر بني أمية أي كتاب أو لم يكن هناك علماء، وأئمة في العلوم الدينية بإمكانهم التأليف في الكتب الجامعة، ولكنهم كانوا يحجمون عن التأليف؛ لأنه لم يؤثر أمر صريح صحيح بتدوين كتب الدين سواء عن النبي ﷺ، أو صحابته رضوان الله عليهم، باستثناء القرآن الكريم، وكان بعضهم يظن أن التأليف بدعة في الإسلام ففضلوا الرواية، والحفظ خوفا أن يفسروا كتبا، ومؤلفات لا يعلمون مدى مبلغ صحتها وعدم صحتها.
ومن علماء العصر الأموي في القراءات القرآنية:
١- المقرئ الفقيه عبد الله بن عامر بن يزيد اليحصبي الدمشقي٣.
تـ/ ١١٨هـ/ ٧٣٦م، وقد عد في الجيل الأول من التابعين، وهو أسن علماء القراءات السبع الصحيحة عمرا، وتولى القضاء في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك.
_________
١ ترجمته في المشاهير: ١٧٨.
٢ ترجمته في أسد الغابة: ٣/ ٣٤٠، والإصابة: ١/ ٣٣٨، وتاريخ بغداد: ١/ ١٧٣، وتذكرة الحفاظ: ١/ ٤٠، والشذرات: ١/ ٧٥، وطبقات الشيرازي: ٤٨، والعبر: ١/ ٧٦، النجوم الزاهرة: ١/ ١٨٢، وطبقات القراء: ١/ ٤١.
٣ ترجمته: في الجرح والتعديل: ٢/ ١٢٢، والفهرسة، ٢٩، والتيسير للداني: ٥/ ٢٧٤، ومعجم حفاظ القرآن: ١/ ٣٦٥.
1 / 9
٢- المقرئ الفقيه عبد الله بن كثير بن عبد المطلب المكي١. تـ/ ١٢٠هـ/ ٧٣٧م، وهو أحد أصحاب القراءات السبع المشهورين بالقراء، روى عن عدد من الصحابة والتابعين، كان مقرئا للقرآن الكريم، حافظا له كما كان ضليعا في اللغة، تولى منصب القضاء بمكة المكرمة.
٣- المقرئ الفقيه عاصم٢ بن أبي النجود أحد القراء السبعة، عاش في الكوفة، وروى الحديث عن جماعة من التابعين، حتى عد من علماء الحديث، والقراءات القرآنية تـ/ ١٢٧هـ/ ٧٤٥م.
العصر العباسي "١٣٢-٦٥٦هـ":
عرفت الأمصار الإسلامية: البصرة، والكوفة والشام، في هذا العصر تطورا كبيرا في الدراسات العلمية المختلفة في شتى مجالات الثقافة، وخاصة علم القراءات، ولا يخفى ما أسهم به النحاة وأهل اللغة في إغناء تلك الدراسات، فإليهم ترجع المحاولات الجادة في كل المواضيع الصعبة، ويظهر منهج أبي عبيدة٣ اللغوي البصري. تـ/ ٢١٠هـ/ ٨٢٥م المحدد في شرح تلك المواضيع، فقد حاول أن يحدد لها شواهد من الشعر العربي القديم، وأن يفسرها بشذوذ اللغة، ومن الذين حاولوا ذلك أيضا اللغوي الكبير إمام النحاة سيبويه٤ تـ/ ١٨٠هـ/ ٨٩٦م، الذي اعتمد القراءة الشائعة في البصرة، وفي مراكز أخرى، ولم يطلع على القراءة الدمشقية، وقد اتخذ أبو عبيد القاسم بن سلام٥ تـ/ ٢٢٤هـ/ ٨٣٨م، في قضايا الخلاف بين مدرستي البصرة والكوفة، ووقف من ذلك موقف الإنتقاء، وأدخل فيه من القراءات مبدأ الاختيار، ونهج هذا النهج أبو حاتم السجستاني٦. تـ/ ٢٥٥هـ، /٨٦٨م وقد لا يفضي هذا إلى تفضيل قراءة على قراءة، وانتهت تلك القراءة بسيادة التيار
_________
١ ترجمته في الفهرس: ٢٨، والتيسير: ٢/ ٥١، ووفيات الأعيان: ٥/ ٣٦٧، وغاية النهاية: ١/ ٤٤٣، والتهذيب: ٥/ ٣٦٧، والجرح والتعديل: ٢/ ٤٤، والأعلام: ٤/ ٢٥٥، ومعجم الحفاظ: ١/ ٣٦٥.
٢ ترجمته في الفهرس: ٢٩، والتسيير: ٩-٦، ووفيات الأعيان: ٨/ ٣٤٦، وميزان الاعتدال: ٢/ ٥، والتهذيب: ٥/ ٣٨، والأعلام: ٤/ ١٣، ومعجم حفاظ القرآن: ١/ ٣٣٠.
٣ ترجمته في طبقات ابن سعد: ١/ ٦٠٢.
٤ ترجمته في الفهرس: ٢٩.
٥ ترجمته في طبقات ابن سعد: ٧/ ٩٣، والتاريخ الكبير: ٧/ ١٧٢، والمعارف: ٥٤٩، وتاريخ بغداد: ١٢/ ٤٠٣، وطبقات الفقهاء للشيرازي: ٦/ ١٦٢، ووفيات الأعيان: ٤/ ٦٠، وتذكرة الحفاظ: ٢/ ٤١٧، وسير الأعلام: ١٠/ ٤٩٠، وميزان الإعتدال: ٣/ ٣٧١، ومرآة الجنان: ٢/ ٨٣، والعبر: ١/ ٣٩٢، وغاية النهاية: ٢/ ١٧، والشذرات: ١/ ٢١٩.
٦ ترجمته: في الجرح والتعديل: ٤/ ٢٠٤، والفهرست: ٥٨، والأنساب للسمعاني: ٢٩١، ونزهة: ١٤٥، ووفيات الأعيان: ٢/ ٤٣٠، ومرآة الجنان: ٢/ ١٥٢، والبداية والنهاية: ١٢/ ٢، وغاية النهاية: ١/ ٣٢٠، ومعرفة القراء الكبار: ١/ ٢١٩.
1 / 10
السلفي الذي انتشر بعد ذلك في جل الأمصار الإسلامية، وقد نشأ نظام القراءات السبع من جميع القراء، وناهيك عن كتاب السبعة لأبي بكر بن مجاهد الذي جمع القراءات السبع في نسق واحد، وكان ذلك لأول مرة في تاريخ هذا الفن، وقد جمع هذا اللغوي المقرئ في كتابة كتابه القراء السبعة الذين اختارهم، وهم زيادة على قراء العصر الأموي.
من علماء العصر العباسي في القراءات القرآنية:
١- أبو عمرو بن العلاء بن عمار البصري أحد القراء السبعة، عرض على الحسن، وأبي العالية وعاصم وغيرهم، ثقة صدوق زاهد. تـ/ ١٥٤هـ/ ٧٧٠م١.
٢- حمزة بن حبيب بن عمار الزيات الكوفي، عد في القراء السبعة، وهو عالم بالقراءات والفقه، أورد له ابن النديم كتاب القراءة، وكتاب الفرائض. ت/ ١٥٦هـ/ ٧٧٣م٢.
٣- علي بن حمزة الكسائي. تـ/ ١٨٩هـ/ ٨٠٤م، إمام المسلمين في القراءات والعربية، فريد عصره في لغة العرب وأعلم أقرانه بالغريب، هو أبو الحسن مولى بني أسد، وكان من أولاد الفرس من سواد العراق انتهت إليه رئاسة القراءة بالكوفة بعد وفاة شيخه حمزة بن حبيب٣.
٤- نافع بن عبد الرحمن الليثي أحد أصحاب القراءات السبع نشأ بالمدينة، أخذ العلم قراءة عن سبعين من التابعين، ورغم ذلك فلا يعد ثقة عند البعض، ومن تلامذة الأصمعي، وقالون وورش، والأزرق٤ ت/ ١٦٩هـ/ ٨٨٥م.
_________
١ ترجمته: في الفهرس: ٣١، وتاريخ بغداد: ٧/ ١٤٤، والإرشاد: ٢/ ١١٦، وغاية النهاية: ١/ ١٣٩، وطبقات الشافعية: ٢/ ١٠٢، والأعلام: ١/ ٢٤٦، ومعجم المؤلفين: ٢/ ١٨٨.
٢ ترجمته: في التاريخ الصغير: ٢/ ٢٤٧، والتاريخ الكبير: ٦/ ٢٦٨، والجرح والتعديل: ٦/ ١٨٢، والفهرس: ٢٩، وتاريخ بغداد: ١١/ ٤٠٣، والإرشاد: ١٣/ ١٦٧، ووفيات الأعيان: ٣/ ٢٩٥، والعبر: ١/ ٣٠٢، وسير أعلام النبلاء: ٩/ ١٣١، ومرآة الجنان: ١/ ٤٢١، والشذرات: ١/ ٣٢١، وطبقات المفسرين: ١/ ٣٩٩.
٣ ترجمته: في طبقات ابن سعد: ١/ ٢٨٨، والتاريخ الكبير: ٩/ ٥٥، والمعارف: ٥٣١، والفهرست: ٢٨، والمشاهير: ١٤٣، والكامل: ٥/ ٣٨، ووفيات الأعيان: ٣/ ٤٦٦، وسير أعلام النبلاء: ٦/ ٤٠٧.
٤ ترجمته: في المعارف: ٢٦٣، والفهرس: ٢٩، والتيسير: ٦-٧، وميزان الاعتدال: ١/ ٢٨٤، وغاية النهاية: ١/ ٢٦١، والتهذيب: ٣/ ٢٧، والأعلام: ٢/ ٣٠٨، ومعجم المؤلفين: ٤/ ٧٨.
٥ الأزرق هو، أبو يعقوب بن عمر بن يسار المدني الشهير بالأزرق، قرأ على ورش عشرين ختمة، وتولى رئاسة الإقراء بمصر بعد إمامه ورش. ت/ ٢٤٠هـ، ومن أشهر رواته: أبو بكر بن عبد الله بن يوسف، وأبو الحسن إسماعيل بن عبد الله النحاس.
1 / 11
الجدول البياني للقراء السبعة ورواتهم:
صورة سكانر
_________
١ ترجمته: في الفهرس: ٢٨، والتيسير: ٦، وتاريخ بغداد: ٨/ ١٨٦، وميزان الاعتدال: ١/ ٢٦١، وغاية النهاية: ١/ ٢٥٤، والتهذيب: ٢/ ٤٠٠، وأعلام: ٢/ ٢٩١.
٢ ترجمته: في الجرح والتعديل: ٢/ ٧١، والعبر: ١/ ٤٥٥، وميزان الاعتدال: ١/ ١٤٤، ومرآة الجنان: ٢/ ١٥٦.
٣ ترجمته في طبقات القراء الكبار: ١/ ٢٣٥.
٤ ترجمته: في الجرح والتعديل: ٥/٥، وتاريخ الإسلام: ١٦٢، والكاشف: ٢/ ٧١، والشذرات: ٢/ ١٠٠، ومعرفة القراء: ١/ ١٩٨.
٥ ترجمته: في التاريخ الكبير للبخاري: ٢/ ٣٦٣، والجرح والتعديل: ٣/ ١٧٣، والكاشف: ١/ ٢٤٠، وميزان الاعتدال: ١/ ٥٥٨، ومرآة الجنان: ١/ ٣٧٨، وغاية النهاية١/ ٢٥٤، والشذرات: ١/ ٢٩٣، والتهذيب: ١/ ١٨٦.
٦ ترجمته في طبقات القراء الكبار: ١/ ٦٠.
٧ ترجمته في طبقات ابن سعد: ٧/ ١٧، وتاريخ البخاري الكبير: ٨/ ١٩٩، والصغير: ٢/ ٧١، والشذرات: ٢/ ٣٨٢، والجرح والتعديل: ٩/ ٦٦، وسير أعلام النبلاء: ١١/ ٣٢٠، وتذكرة الحفاظ: ٢/ ٤٥١، العبر: ١/ ٤٤٥، وغاية النهاية: ٢/ ٢٥٤.
٨ ترجمته في التاريخ الكبير: ٢/ ٣٦٣، والجرح والتعديل: ٣/ ١٧٣، والكاشف: ١/ ٢٤٠، وميزان الاعتدال: ١/ ٥٥٨، وغاية النهاية: ١/ ٢٥٤، والشذرات: ١/ ٢٩٣، والتهذيب: ١/ ١٨٦.
٩ ترجمته سبقت الإشارة إليها..
١٠ ترجمته في الإرشاد: ٦/ ٢٠٦، وتذكرة الحفاظ: ١/ ٦٥٩، ومعرفة القراء: ١/ ٢٣٠، وغاية النهاية: ٢/ ١٦٥.
١١ ترجمته: سبقت الإشارة إلى مصادرها.
١٢ ترجمته: في الجرح والتعديل: ٣/ ١٨٣، وتاريخ بغداد: ٨/ ٢٠٣، والإرشاد: ٤/ ١١٨، والعبر: ١/ ٤٤٦، وميزان الاعتدال: ١/ ٥٦٦، وغاية النهاية: ١/ ٢٥٥، والنجوم الزاهرة: ٢/ ٣٢٣، والشذرات:٢/ ١١.
١٣ ترجمته في الجرح والتعديل: ٤/ ٤٠٤، والكاشف: ٢/ ٢٠، ومرآة الجنان: ٢/ ١٧٣، والنشر في القراءات العشر: ١/ ١٣٤، وغاية النهاية: ١/ ٣٣٢، والشذرات: ٢/ ١٤٣.
١٤ ترجمته: سبقت الإشارة إليها. =
1 / 12
الجدول البياني للقراء الثلاثة المكملين للعشرة ورواتهم:
صورة سكانر
وبالإضافة إلى القراء السبعة الذين اختارهم ابن مجاهد، والثلاثة الذين اختارهم ابن الجزري١٠ الدمشقي. ت/ ٨٣٣هـ. ظهرت القراءات العشر، ثم أضيف إلى هذا الفن قراء آخرون وهم:
_________
=
١٥ ترجمته: في طبقات ابن سعد: ٧/ ٨٧، والجرح والتعديل: ٣/ ٣٧٢، والمعارف: ٥٣١، والعبر: ١/ ٤٠٤، والفهرست: ٣١، وتاريخ بغداد: ٨/ ٣٢٢، ووفيات الأعيان: ١/ ٢٤١، والنجوم الزاهرة: ٢/ ٢٥٦، وطبقات المفسرين: ١/ ١٦٣.
١٦ ترجمته: سبقت الإشارة إليها.
١٧ ترجمته: سبقت الإشارة إليها.
١٨ ترجمته: سبقت الإشارة إليها.
١٩ ترجمته: سبقت الإشارة إليها.
٢٠ ترجمته: في تاريخ خليفة ٤٠٥، وطبقات خليفة ٢٦٢، والتاريخ الكبير: ٨/ ٣٥٣، والمعارف: ٥٢٨، والمعرفة والتاريخ: ١/ ٦٧٥، والجرح والتعديل: ٩/ ٢٨٥، والمشاهير: ٧٦، والكامل: ٥/ ٣٩٤، ووفيات الأعيان: ٦/ ٢٧٤، وميزان الاعتدال: ٤/ ٥١١، ومرآة الجنان: ١/ ٢٧٣، وغاية النهاية/ ٢/ ٢٨٢، والتهذيب: ٢/ ٤٠٦، والشذرات: ١/ ١٧٦، ومعرفة القراء: ١/ ٧٢.
٢١ ترجمته: في معرفة القراء الكبار: ١/ ١١١، وغاية النهاية: ١/ ٦١٦.
١ ترجمته: في غاية النهاية: ١/ ٣١٥.
٢ ترجمته في طبقات ابن سعد: ٧/ ٣٠٤، والإرشاد: ٢/ ٥٢، ووفيات الأعيان: ٦/ ٣٠٩، والعبر: ١/ ٣٤٨، والكاشف: ٣/ ٢٩٠، ومرآة الجنان: ٢/ ٣٠، وغاية النهاية: ٢/ ٣٦٨، والنجوم الزاهرة: ٢/ ١٩٧، والشذرات: ٢/ ١٤.
٣ ترجمته: في الجرح والتعديل: ٨/ ١٠٥، والوافي بالوفيات: ٤/ ٣٨٤، ومعرفة القراء: ١/ ٢١٤، وغاية النهاية: ٢/ ٢٤٣.
٤ ترجمته: في الجرح والتعديل: ٣/ ٤٩٩، والكاشف: ١/ ٣١٣، ومعرفة القراء:١/ ٢١٤، وغاية النهاية: ١/ ٢٨٥، والتهذيب: ٣: ٢٩٦.
٥ ترجمته: في التراجم السابقة.
٦ في الفهرس: ٢٨، توجد ترجمته.
٧ ترجمته: في تاريخ بغداد: ٧/ ١٤، وتذكرة الحفاظ: ٢/ ٦٥٤، ومعرفة القراء: ١/ ٢٥٤، والعبر: ٢/ ٩٣، ومرآة الجنان: ٢/ ٢٢٠، وغاية النهاية: ١/ ١٥٤، والشذرات: ١/ ٢١٠.
٨ ترجمته: سبقت الإشارة إليها.
٩ ترجمته في الفهرس: ٢٨.
١٠ ترجمته في طبقات ابن سعد: ٧/ ١٥٦، وتاريخ البخاري: ٢/ ٢٨٩، والمعارف: ٤٤٠، والجرح والتعديل: ٤٠، والحلية: ٢/ ١٣١، ووفيات الأعيان: ٢/ ٥٩، والبداية والنهاية: ٩/ ٢٦٦، وغاية النهاية: ٤/ ١٠٨، والفهرست: ٢٠٢، والشذرات: ١/ ١٣٦.
1 / 13
القراء الذين أضيفوا إلى العشرة:
١- الحسن البصري. ت/ ١١٠هـ/ ٧٢٨م١
٢- ابن محيصن المكي. تم ١٢٣هـ/ ٧٤٠م٢ هو محمد بن عبد الرحمن السهمي المكي مقرئ أهل مكة مع ابن كثير.
٣- يحيى بن المبارك الكوفي. ت/ ١٤٨هـ/ ٧٥٦م٣.
أبو محمد بن إبراهيم بن يوسف الشنبوذي. ت/ ٣٨٨هـ٤.
وبتعدد هذه القراءات ظهرت مشروعية القراءات الأربع عشرة في فن القراءات الصحيحة المتواترة، ويلاحظ من خلال الجدول الأول الذي يضم القراء السبعة:
- أن القراء السبعة ينسبون إلى الأمصار العلمية التي عرفت في العصرين الأموي والعباسي، والتي انبثق منها علم اللغة والقراءات، وتلك الأمصار هي: مكة، والمدينة، والبصرة والكوفة، والشام واليمن، ومصر والقيروان ...
- إن لبعض هذه الأمصار الحظ الأوفر في إنجاب هؤلاء الأعلام مثل الكوفة.
- إن هؤلاء كانوا من رجالات القرن الثاني الهجري، ومعظمهم أدرك أهل القرن الأول الهجري، وعنهم أخذوا هذا الفن من العلوم الإسلامية الخالصة.
- إن معظم هؤلاء القراء من الموالي باستثناء أبي عمرو بن العلاء٥، وعبد الله بن عامر الشامي.
- معظم هؤلاء القراء عاش طويلًا، فأتيح لهم أن يقرئوا الناس القرآن الكريم حقبة طويلة من الزمان..
_________
١ ترجمته في تهذيب الكمال: ١٤، والوافي بالوفيات: ٣/ ٢٢٣، وغاية النهاية: ٢/ ١٦٧، والتهذيب: ٧/ ٤٧٤، والشذرات: ١/ ١٦٢.
٢ ترجمته في طبقات ابن سعد: ٦/ ٣٤٢، والتاريخ الصغير: ٢/ ٩١، والجرح والتعديل: ٤/ ١٦٤، والمشاهير: ١١١، والحلية: ٥/ ٤٦، وتاريخ بغداد: ٩/ ٣، وميزان الاعتدال: ٢/ ٢٢٤، والعبر: ١/ ٢٠٩، ومرآة الجنان: ١/ ٣٠٥، والشذرات: ١/ ٢٢٠، وغاية النهاية: ١/ ٣١٥.
٣ ترجمته في طبقات ابن سعد ٦/ ١٤٨.
٤ ترجمته: سبقت الإشارة إليها.
٥ ترجمته: سبقت الإشارة إليها.
1 / 14
- إن هؤلاء كانوا من العلم، والورع والاستقامة، والخلق الحسن في أعلى الدرجات وأسمى الصفات العلمية.
- إن هؤلاء القراء تلقى عنهم القراءات جمهور كبير في مقدمتهم رواة مشهورون إما مباشرة، وإما بواسطة رواتهم الذين كان المغاربة من جملتهم..
- إن القراء السبعة اختارهم ابن مجاهد١.
- إن القراء الثلاثة اختارهم ابن الجزري الدمشقي، وهم من علماء القرن الثاني الهجري، وبهم اكتملت القراءات العشر.
- إن هؤلاء الثلاثة ينتسب كل منهم إلى قطر معين، فمنهم المدني، والبصري، والبغدادي.
- إن جل هؤلاء عالم باللغة، والقراءات والحديث، والفقه ويتصفون بصفات الفضل والورع، والمعرفة الكافية بعلوم القرآن كالرسم، والضبط شأنهم في ذلك شأن القراء السبعة السابقين، وقد اهتم علماء الإسلام بقراءاتهم في كل أقطار العالم الإسلامي، وخاصة الغرب الإسلامي الذي مثله المغارية أحسن تمثيل..
الحكمة من تعدد القراءات القرآنية:
١- التيسير والتخفيف على الأمة الإسلامية في ترتيل القرآن الكريم؛ لأن في الناس الإنسان العادي، والمرأة، والشيخ والطفل، والقوي والضعيف مما لا يقدرون على النطق بغير لهجاتهم، وقد آنس الرسول ﵊ فطلب من ربه ﷿ تخفيف المعاناة، فاستجاب له ربه، فخفف عن الأمة الإسلامية، فأنزل القرآن الكريم على سبعة أحرف: "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسير منه" ٢، وبهذا النص النبوي الشريف يكون القرآن الكريم قد نزل على سبع قراءات متعددة ومتواترة صحيحة.
_________
١ ترجمته: سبقت الإشارة إليها.
٢ أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: ٦/ ١٥٢، والإمام مسلم في صحيحه: ٢/ ٢٠٢، والمذهب المختار في ذلك هو:
١- الاختلاف في الأفراد والجمع ويتجلى في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾ سورة المؤمنون: ٢٣/ ٨.
٢- الاختلاف في تصريف الفعل ويتجلى في قوله ﴿يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ﴾ سورة الأعراف: ٧/ ١٣٨.
٣- الاختلاف في وجوه الإعراب، ويتجلى في قوله تعالى: ﴿وَلا يُضَارَّ كَاتِب﴾ سورة البقرة: ٢/ ٢٨٢. =
1 / 15
٢- أهمية شرح الألفاظ المتجلي في بعض القراءات، ومنه الوارد في الآية الكريمة في سورة القارعة: ﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ﴾ ١ وقد قرئت: "وتكون الجبال كالصُّوفِ المنقوش"٢ فأفادت هذه القراءة شرح كلمة "العهن" في القراءة الثانية.
٣- أهمية بيان إظهار الأحكام، ويبدو من قراءة هذه الآية من سورة النساء ﴿وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ﴾ ٣ قرأ الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص ﵁. تـ/ ٥٥هـ الآية بهذه القراءة: "وله أخ أو أخت من أم"٤، فأفاد بهذه القراءة أن الأخ والأخت في الآية من الأم.
ومن هذا القبيل قوله تعالى في سورة البقرة: ﴿فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ﴾ ٥ قرأ بعض الصحابة "يطهرن" بالتشديد مبنية لمعنى قراءة التخفيف، وهي قراءة متواترة صحيحة.
٤- رفع التوهم غير المراد، ويظهر ذلك في قراءة الآية الكريمة من سورة الجمعة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ ٦ قرأ بعض الصحابة رضوان الله عليهم "فاسعوا"، فامضوا فالقراءة الأولى توهم وجوب الإسراع في المشي إلى الصلاة الخاصة بالجمع، والقراءة الثانية رفعت ذلك التوهم ووضحت معناه الحقيقي.
٥ إن الله تعالى تحدى بالقرآن الكريم جميع العرب بدون استثناء، فاعتادوا على معارضته، فلو جاء القرآن بلغة بعض العرب دون البعض الآخر لقال الذين لم يأت بلغتهم
_________
=
٤- الاختلاف في النقص والزيادة، ويتجلى في قوله تعالى: ﴿وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ﴾ وقرئ: تجري من تحتها بزيادة لفظ من: سورة التوبة: ٩/ ١٠٠.
٥- الاختلاف في التقديم والتأخير، ويتجلي في قوله تعالى: ﴿فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا﴾ سورة التوبة: ٩/ ١١١.
٦- الاختلاف بالأبدال ويتجلى في قوله تعالى: ﴿إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا﴾ قرئ فتبينوا والقراءتان متواترتان، سورة الحجرات: ٤٩/ ٦.
٧- الاختلاف بالتباين في اللهجات، ويتجلى ذلك في قوله تعالى: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى﴾ سورة طه: ٢٠/ ٩.
١ سورة القارعة: ١٠١/ ٥.
٢ كالصوف، وأخ وأخت من أم، فامضوا: روايات مختلفات لرسم المصحف العثماني، وذلك لنسخها بالعرضة الأخيرة للرسول على جبريل ﵇، واستقر الحال على ما استقر عليه، وهو القراءة الأولى، وما بعدها شاذ لا يعمل به.
٣ سورة النساء: ٤/ ١٢.
٤ سورة النساء: ٤/ ١٢.
٥ سورة البقرة: ٢/ ٢٢٢.
٦ سورة الجمعة: ٦٢/ ٩.
1 / 16
لو جاء بلغتنا لأتينا بمثله، فقال عز من قائل في سورة الإسراء: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ ١.
٦- إن تعدد قراءات القرآن الكريم حمل النحاة على توجيهها، فأغنى هذا التوجيه اللغة العربية، وقد اعتني كليا بتوجيه القراءات العلماء القراء، والأئمة فخصوها بالتأليف والقراءة، فظهر في هذا الباب كتاب الحجة لأبي علي الفارسي، وكتاب الكشف لمكي، والمحتسب لابن جني، وهو كتاب في توجيه الشواذ.
٧ إن أهمية فضائل تعدد القراءات القرآنية هو إظهار السر الإلهي في كتابه العزيز، وصيانته وحفظه من التبديل والتغيير، والتحريف والاختلاف مع كونه على هذه الأوجه المتعددة التي نزل بها الوحي الكريم على الرسول الأمين ﷺ، وجاء بها أولئك الأئمة الأفذاذ الذين كرسوا حياتهم لصيانة هذا الكتاب الذي: ﴿لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ﴾ ٢.
_________
١ سورة الإسراء: ١٧/ ٨٨.
٢ سورة فصلت: ٤١/ ٤٢.
1 / 17
الخلاصة:
إن القراءات الصحيحة والثابتة، والمتواترة كثيرة جدا، ولا يمكن حصرها، ولا يجوز في القراءات أبدا، لا في السبع، ولا في العشر، ومن خلال هذه الملاحظة كره جمهور من العلماء، والأئمة خطئوا ابن مجاهد في هذا الاقتصار على السبعة، وهم على حق في ذلك.
إن علماء الأمة الإسلامية وقراءها كادوا أن يجمعوا على أن اختلاف القراءات، كان لا بد منه ورصدوه في:
١- إنه في رأيهم قد يكون عائدا على اللفظ فقط وأن المعنى واحد، ويظهر من خلال: الإدغام وعدمه، والترقيق والتفخيم والإمالة وعدمها، والتغليظ في اللام والراء، والنون الساكنة والتنوين ...
٢- إنهم رأوا أن الخلاف لا يكون في المعنى، وبشكل لا تناقض فيه وضربوا لذلك أمثلة بما ورد في سورة سبأ: قال تعالى: "باعد"١ وقراءة: "بعد" والقراءات التي يتغاير فيها المعنى كلها حق يجب الإيمان بها جميعا، واتباع ما تتضمنه المعنى بالعلم والعمل، ولا يجوز بحال من الأحوال التخلي عن العمل بإحدى هذه القراءات لأجل القراءة الأخرى.
أما مجهود المغاربة في هذا الباب فهو مجهود كبير، وخير دليل العمل الذي قام به الإمام الخراز، وما قام به الإمام ابن عاشر رحمهما الله وأسدل عليهما شآبيب الرحمة.
إن نظام هذه القراءات جميعها معروف، ومتواتر في العالم الإسلامي والعربي إلا أنه شرع يعز، ويختفي عن الكثير من الأقطار الإسلامية والعربية بموت علمائه وأئمته، فليتبادر أهل النية الحسنة، وليتدارك أهل الغيرة الدينية للحفاظ على هذا الفن العتيق من القراءات الصحيحة المتواترة امتثالا لقوله ﷿: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ ٢.
والله الموفق للصواب.
_________
١ سورة سبأ: ٣٤/ ١٩. قال تعالى: ﴿فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ﴾ .
٢ سورة الحجر: ١٥/ ٩.
1 / 18
العلماء القراء الذين توفرت فيهم شروط الأئمة
ومن العلماء القراء الذين توفرت فيهم شروط الأئمة:
فشهد لهم عملهم بالرسوخ والثبات نذكر
١- العالم المقرئ الإمام الخراز١ "هـ ... ٧١٨هـ/ ٨١٨م"
التعريف به:
هو أبو عبد الله مح رمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله الأموي الشريشي، المشهور بالخراز الأندلسي الفاسي، عاش في ظل دولة بني مرين.
نسبه:
ينتسب الإمام الخراز إلى أموي الأندلس، ويقال: إن أهله كانوا من قرية شريش على مقربة من إشبيلية وإلى هذه القرية ينتسب.
كان الإمام الخراز بارعا في مقرأ نافع٢ دون منازع، متقنا للرسم والضبط، وفيه يقول ابن الجزري٣: إمام كامل، ومقرئ متأخر، كرس حياته لدراسة القرآن، وتعليم كتاب الله العزيز، وتخرج على يديه جمهور من القراء، ومن أتقن أهل هذا الفن، ومن هؤلاء على سبيل المثال:
أبو محمد بن أجطا الصنهاجي٤ الشهير بالشارح؛ لأنه أول من شرح مورد الظمآن.
_________
١ تاريخ الأدب العربي لبروكلمان: ٢/ ٢٠٠-٢٤٨ الكتاني في السلوة: ٢/ ٢٧٠-٢٧٢ وفهرس المخطوطات العربية للخزانة العامة: ط، ١٩٥٤، ي، س علوش، وعبد الله الرجراجي حرف: د رقم: ٦٠٧، ٦٠٨، ٦٣٢، ٦٤٩، ٦٥٤،
٧٤٥، ٩٣٨، ١٥٣٢، وعبد الله كنون النبوغ المغربي، ص: ٢٠٩ وذكرانه توفي سنة ٨١٨هـ ولعله خطأ مطبعي؛ لأن وفاته في كل المصادر والمراجع سنة ٧١٨هـ/ ٨١٨م، وسعيد أعراب في القراء والقراءات "٣٥-٣٤".
٢ الإمام نافع هو أبو رؤيم نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني أحد القراء السبعة: ت/ ١٦٩ هـ طبقات القراء: ٢/ ٣٣٠، والميزان ٥٢٦.
٣ ابن الجزري هو أبو عبد الله محمد بن أبي الخير الشافعي المقرئ المتوفى بشرار سنة ٨٣٣ هـ. بروكلمان: ٢/ ٢٧٤، دائرة المعارف الإسلامية: ٣٩٦-٣٩٥، والسلوة: ١/ ٦١٦، ومخطوط الخزانة العامة حرف: د رقم: ٥٠٣، ٧٢٦، ١٦٤٢.
٤ أبو محمد عبد الله بن عمر الصنهاجي الشهير بابن اجطات / ٧٥٠ هـ بفاس، القراء والقراءات بالمغرب: ص.٤.
1 / 19
أهم ما خلفه الإمام الخراز في ميدان الرسم والضبط:
* عمده البيان في رسم القرآن، وهو رجز في الرسم١.
* شرح الحصرية٢.
* شرح العقيلة٣.
* شرح الدرر اللوامع٤.
* رجز في الضبط، وقد جعله ذيلا لعمدة البيان٥.
* مورد الظمآن في رسم أحرف القرآن، وبه اشتهر الإمام الخراز، وفي هذا يرى المؤرخ الاجتماعي عبد الرحمن بن خلدون أنه كان آخر مدرسة بالغرب الإسلامي في هذا الفن حيث يقول في الفصل الخامس من مقدمته، في علوم القرآن من التفسير والقراءات٦ حيث قال: "وانتهى بالمغرب إلى أبي عمرو الداني المذكور، فكتب فيها كتبا من أشهرها المقنع، وأخذ به الناس وعولوا عليه، ونظمه أبو القاسم الشاطبي، في قصيدته المشهورة على روى الراء وولع الناس بحفظها، ثم كثر الخلاف في الرسم في كلمات وحروف أخرى، ذكرها أبو داود سليمان بن نجاح من موالي مجاهد في كتبه، وهو من تلاميذ أبي عمرو الداني والمشتهر من محمل علومه، ورواية كتبه، ثم نقل بعده خلق آخر، فنظم الخراز من المتأخرين بالمغرب أرجوزة أخرى، زاد فيها على المقنع خلافا كثيرا وأوعزه لناقليه، واشتهرت بالمغرب، واقتصر الناس على حفظها، وهجروا بها كتب أبي داود، وأبي عمرو والشاطبي في الرسم٧، وأرجوزة مورد الضمآن المقصودة بالشرح، والتحقيق تقع في أربعمائة وأربعة وخمسين بيتا.
وقد ألحق بها أرجوزة أخرى في الضبط، وهي في "١٥٤"٨ بيتا، فيكون مجموع الأبيات هو: "٦٠٩ بيتا".
_________
١ وفيه يقول: سميته بعمدة البيان في رسم ما قد خط في القرآن. مخطوط الخزانة العامة -الرباط، حرف: د رقم ١٣٧١، وأورده بروكلمان في تاريخه: ٢/ ٣٤٩.
٢ سعيد أعراب، القراء والقراءات بالمغرب: ٣٥.
٣ بروكلمان في تاريخه: ١/ ٧٢٦، وسركيس في معجمه: ١٠٩٢، ومخطوط الخزانة العامة، حرف: د رقم ١١٩٨.
٤ بروكلمان في تاريخه: ٢/ ٢٤٨، ومخطوط الخزانة العامة حرف: د تحت الأرقام: ٨١٥، ٩٠٨، ٩٢٩، ١٠٦٠، ١١٤٧.
٥ سعيد أعراب، القراء والقراءات: ٣٥.
٦ مقدمة ابن خلدون: ٤٣٦، ط. دون تاريخ.
٧ مقدمة ابن خلدون ٤٣٧، دار البيان لبنان دون تاريخ.
٨ تونس المطبعة التونسية سنة ١٣٥١هـ، وتتضمن ٦١٠ من الأبيات.
1 / 20
وأما النسخة المطبوعة بتونس ففيها "٦١٠ أبيات"١.
وقد اعتمد الإمام الخراز على كتاب المقنع لأبي عمرو الداني، كما اعتمد على التنزيل لابن نجاح٢.
وأبو زيد بن القاضي ت/ ١٠٨٢هـ٣.
وأبو إسحاق إبراهيم المارغني: ت/ ١٣٤١. وهو أحد شراح: دليل الحيوان على مورد الظمآن، وذيله بشرح على الإعلان لابن عاشر: تنبيه الخلان على الإعلان بتكميل مورد الظمآن٤.
مختصرات مورد الظمآن:
اختصره أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الجليل التنسي ت/ ٨٩٩ ٥.
والفقيه الخراز في عمله تكلم على الرسم، واقتصر على الشيخين، ولم يشر إلى ضبط٦ باقي القراء السبعة على خلاف ما ذهب إليه الإمام الداني، وأبو داود بن نجاح، ويعرف هذا من كتاب: طراز التنسي، وهو مؤلف عظيم، وضعت لشأنه الحواشي والتعاليق، وخصه بعضهم بالبحث والمناقشة والدراسة، فكان ذلك بحق خدمة لمورد الضمآن للإمام الخراز.
من أهم بعض التعليقات والشروح:
- تعليق لأبي العلاء المنجرة، وابنه أبي زيد٧.
- وحاشية أبي زيد عبد الرحمن بن إدريس المنجرة ١١٧٩هـ٨.
- وحاشية أبي الحسن بن يوسف الزياتي ت/ ١٠٢٣هـ٩.
_________
١ مقدمة ابن خلدون: ٤٣٧.
٢ كان الفراغ من المنظومة في شهر صفر عام ٧١١هـ، طبعة تونس ١٣٥١هـ.
٣ كان الفراغ من رجز الضبط عام ٧٠٣هـ طبعة تونس ١٣٥١هـ.
٤ السلوة: ٢/ ٢٢٣.
٥ تراجم المؤلفين التونسيين رقم ٤٩٤.
٦ السلوة: ٢/ ٢٧٢-٢٧٠.
٧ السلوة: ٢/ ٢٧٠.
٨ السلوة: ٢/ ٢٧٣-٢٧٠.
٩ السلوة: ٢/ ٢٧٢-٢٧٠.
1 / 21
- وطرر عبد الواحد بن عاشر على التنسي١.
- وشرح ضبط الإمام الخراز لأبي زيد التنهيلي القصري٢.
- بعض الشروح المختصرة:
- شرح أبي عثمان سعيد بن سعيد الحزولي٣.
- شرح أبي عبد الله محمد بن سليمان الجزولي ت/ ٨٧٠هـ٤.
- وعنوان الدليل لأبي العباس أحمد بن محمد بن عثمان الأزدي المراكشي ت/ ٧٢١هـ٥ المعروف بابن البناء.
- أرجوزة في الضبط عبد الله القيسي ت/ ٨١٠هـ٦.
- شرح أبي زيد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف بن محمد بن عطية ت/ ٨١٨هـ٧.
- شرح أبي وكيل ميمون الفخار ت/ ٨١٦هـ٨.
- تأليف أبي العباس أحمد بن العياش الصنهاجي اليحمدي٩.
وفاة الإمام الخراز:
توفي الإمام الخزار بفاس سنة ٧١٨هـ، وحضر في تشييع جنازته جمهور غفير من العلماء والطلاب والأعيان، ودفن بمقبرة الجيارين، وظل قبره معروفا لحقبة من الزمان، إلا أن تقادم الزمان وذهاب الأجيال، وجعلت معالمه تختفي، وآثاره تندثر، فالبقاء لله وحده.
فرحمه الله رحمة واسعة.
_________
١ بروكلمان: ٢/ ٣٣٦.
٢ السلوة: ٢/ ٢٧٠.
٣ القراء والقراءات بالمغرب: ٨٣.
٤ القراء والقراءات بالمغرب: ٥٢.
٥ السلوة: ٢/ ٣١٨-٣١٦، بروكلمان: ٢/ ٢٥٣، سركيس: ٦٩٧.
٦ عنوان الدليل، تحقيق، هند شلبي "ص: ١٧-١" دار الغرب الإسلامي ١٩٩٠.
٧ القراء والقراءات بالمغرب: ٥٣.
٨ القراء والقراءات باالمغرب: ٥٤.
٩ نفس المرجع: ٥٣.
1 / 22