121

Hagaha Guuleystayaasha ee Waddooyinka Beeraha Suubbaniinta

دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين

Daabacaha

دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الرابعة

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

الذثبّ وتلحقي التائب بمن لم يقترب شيئًا من الذنب، وتكون سببًا لحوزه أنواع الفضل.
٢٣١١ - (وعن ابن عباس وأنسبن مالك) تقدمت ترجمتهما في باب الإخلاص ﵃ أن رسول الله ﷺ قال: لو) ثبت (أن لابن آدم واديًا) مملوءًا (من ذهب أحبّ) وفي نسخة: لأحبّ: أي من حرصه الذي هو طبعه (أن يكون له واديان) أي: آخران كما هو الأنسب بحرصه، ويحتمل أن يراد واديان بما كان له أو لا فيكون المطلوب واديًا آخر. والأول أظهر (ولن يملأ جوفه إلا التراب) أي: إنه لا يزال حريصًا على الدنيا حتى يموت ويمتلىء جوفه من تراب قبره، وهذا حكم غالب النوع الإنساني الحرص على الدنيا، أما من لطف به وحفظ من ذلك ابتداء أو بالتوبة منه فمستثنى كما قال (ويتوب الله على من تاب) أي: إن الله تعالى يقبل التوبة من الحرص المذموم وغيره من المذمومات (متفق عليه) وفي «الجامع الصغير» للحافظ السيوطي بعد ذكر الحديث بنحوه أخرجه أحمد والشيخان والترمذي عن أنس وأحمد، والشيخان عن ابن عباس، والبخاري عن الزبير، وابن ماجه عن أبي هريرة، وأحمد عن أبي واقد، والبزار عن بريدة. وأخرج أحمد وابن حيان عن جابر مرفوعًا «لو كان لابن آدم واد من نخل لتمنى مثله ثم لتمنى مثله حتى يتمنى أودية، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب» اهـ. وفي «الديباج» للحافظ السيوطي: ورد في حديث أن الحديث المذكور كان في آخر سورة «لم يكن» فأخرج أحمد والترمذي والحاكم وصححاه عن أُبيّبن كعب أن رسول الله ﷺ قال: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ: ﴿لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب﴾ (البينة: ١)، فال فرأ فيها: ولو أن ابن آدم سأل واديًا من مال فأعطيه لسأل ثانيًا، ولو سأل ثانيًا فأعطيه لسأل ثالثًا. ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب، وإن ذات الدين عند الحنيفية غير المشركة ولا اليهودية ولا النصرانية، ومن يفعل خيرًا فلن يكفره» اهـ.

1 / 143