============================================================
قال كعب: أنهم لما أتوه واخبروا بفراغهم منها قال لهم: أجطوا حصونا واجعلوا حول الحصون ألف قصر يكون في كل قصر وزير من وزرائي، ويكون فوق كل علم منها ناطور.
فرجعوا وعملوا ذلك الأعلام والحصون، ثم أتوه فاخبروا، فأمروا أن يتهيى للنقلة الى إرم ذات العماد، وأمر رجالا يقيمون فيها ليلهم ونهارهم وأمر لهم بالطعام والأرزاق والجهاز إلى تلك المدينة، قأقاموا في جهازهم اليها عشر سنين، ثم سار الملك بمن اراد وخلف من قومه في عدن، فلما استقيل وسار إليها من يسكنها يعث الله عليه وعلى من كان معه صيحة (68ب] من السماء فأهلكهم أجمعين ولم ببق منهم احد ولم يدخلها ولم يقدر احد أن يدخظها منهم الى الساعة. فهذه صفة ارم ذات العماد، وسيدخلها رجل في زمانك هذا ويرى ما فيها ولا يصدق.
فقال له معاوية: يا أبا إسحاق وهل تصف لنا الرجل الذي يدخلها؟
قال: نعم، هو رجل اشقر آحمر قصير على حاجبيه خال وعلى عنقه خال، يخرج ذلك الرجل في طلب ابل له في تلك الصحارى فيقع على ارم ذات اللعمان فيخلها ويحمل مما فيها.
قال معاوية: الرجل جالس عندك.
فالتفت كعب فرأى الرجل فقال: فقد دخلها أو سيدظلها، ويدخلها أهل هذا الدين في آخر هذا الزمان.
فقال: يا أبا اسحاق لقد فضلت على غيرك من الطماء، ولقد أعطيت من علم الأولين والآخرين ما لم يعط احد(5)4).
(0)4) قوله: (فقال يا أبا اسحاق لقد فضلت على غيرك من العلماء...). اخرج البخاري في الصحيح 136/6، من باب قول النبي، صلى الله عليه وسلم، الا تسالوا أهل الكتاب
Bogga 324