٨ - حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الزِّنْبَاعِ رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ الْمَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عِمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، أَنَّ رَبِيعَةَ بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: أَقْبَلَ أَبُو طَلْحَةَ يَوْمًا، فَإِذَا نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ قَائِمٌ يُقْرِئُ أَصْحَابَ الصُّفَّةِ، عَلَى بَطْنِهِ نَصْلٌ مِنْ حَجَرٍ قَدْ قَوَّمَ بِهِ صُلْبَهُ مِنَ الْجُوعِ، فَرَجَعَ إِلَى أُمِّ ⦗٣٩⦘ سُلَيْمٍ، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ مَا غَاظَنِي فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ شَيْءٌ مِنْ شَعِيرٍ، قَالَ: فَاصْنَعِيهِ، فَصَنَعَتْهُ وَقَالَ لِي: اذْهَبْ فَادْعُ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ وَلَا يَعْلَمْ بِكَ أَحَدٌ، قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا رَآنِي نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «أَرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ لِتَدْعُوَنِي؟» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «قُومُوا»، فَقَامَ مَعَهُ سَبْعَونَ رَجُلًا، فَأَتَيْتُ أَبَا طَلْحَةَ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ صَنَعْنَاهُ لَكَ، وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا مَا يَحْسِبُهُمْ، فَقَالَ: «هَلُمَّ مَا عِنْدَكَ»، فَأَتَيْتُهُ بِهِ وَكَانَتْ عِنْدَ أُمِّ سُلَيْمٍ عُكَّةٌ لِلسَّمْنِ، فَجَعَلَتْ تَعْصِرُهَا، فَقَالَ لَهَا نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ: «هَلُمِّي فَإِنَّ الرَّجُلَ أَشَدُّ عَصْرًا مِنَ الْمَرْأَةِ» فَأَخَذَهَا فَعَصَرَهَا حَتَّى أَدِمَ بِهَا الطَّعَامَ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: «تَعَالَوْا عَشَرَةً عَشَرَةً»، فَجَعَلُوا يَأْكُلُونَ وَلَا يَرْعَى أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى أَحَدٍ حَتَّى كَمُلُوا وَأَفْضَلُوا مَا أَهْدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ، لِجِيرَانِهَا "
1 / 38