ما جاء في ذكر الدجال ويأجوج ومأجوج
330 - أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسين حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا علي بن حجر حدثنا الوليد قال: حدثني ابن جابر عن يحيى بن جابر الطائي وكان قاضي حمص عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير [عن أبيه جبير بن نفير] أنه سمع النواس بن سمعان الكلابي يقول ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل فلما رحنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف ذلك فينا فقال ما شأنكم قلنا يا رسول الله ذكرت الدجال الغداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل فقال غير الدجال أخوف لي عليكم إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم إنه شاب قطط عينه طافئة كأن يشبه بعبد العزى بن قطن فمن رآه فليقرأ فواتح سورة أصحاب الكهف ثم قال إنه خرج بخلة بين الشام والعراق فعاث يمينا وعاث شمالا يا عباد الله اثبتوا قال قلنا يا رسول الله وما لبثه في الأرض قال أربعون يوما يوم كسنه ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم قال قلنا يا رسول الله ما سرعته في الأرض؟
قال كالغيث استدبرته الريح قال فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون له ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر ويأمر الأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا وأسبغه ضروعا وأمده خواصر ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء حتى يمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كأنها يعاسيب النحل ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل يتهلل وجهه يضحك فبينما هم كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم ينزل عليه عند المنارة البيضاء بشرقي دمشق في مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ ولا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي طرفه فيطلبه حتى يدركه عند باب لد فيقتله ثم يأتي نبي الله صلى الله عليه وسلم عيسى قوما قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم قال فبينا هو كذلك إذ أوحي إليه إني قد أخرجت عبادا لي لا يدي لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور فيبعث الله تعالى يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر أولهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ثم يمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء قال ويحاصر نبي الله وأصحابه حتى يكون رأس الثور فيهم خيرا لأحدهم من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله تعالى
فيرسل عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى موتى كموت نفس واحدة فيرغب نبي الله وأصحابه إلى الله تعالى فيرسل الله عليهم طيرا كأعناق البخت فتطرحهم حيث شاء الله تعالى ثم يرسل الله تعالى عليهم مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة الرمانة ويستظلون بقحفها ويبارك في الرسل حتى إن اللحقة من الإبل لتكفي الفئام من الناس واللقحة من البقر لتكفي القبيلة واللحقة من الغنم لتكفي الفخذ فبينما هم كذلك إذ بعث الله تعالى ريحا طيبة تأخذ تحت آباطهم فتقبض روح كل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون تهارج الحمير فعليهم تقوم الساعة.
Bogga 514