Dalail Nubuwwa
دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني
Baare
الدكتور محمد رواس قلعه جي، عبد البر عباس
Daabacaha
دار النفائس
Lambarka Daabacaadda
الثانية
Sanadka Daabacaadda
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
Taariikhda Nebiga
٢٠٣ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ: ثنا أَبُو عَمْرٍو السَّاقِدِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مُسْتَخْفِيًا سِنِينَ لَا يُظْهِرُ شَيْئًا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ ﷿ حَتَّى نَزَلَتْ: فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ يَعْنِي أَظْهِرْ أَمْرَكَ بِمَكَّةَ فَقَدْ أَهْلَكَ اللَّهُ الْمُسْتَهْزِئِينَ بِكَ وَبِالْقُرْآنِ وَهُمْ خَمْسَةُ رَهْطٍ فَأَتَاهُ جَبْرِيلُ ﵇ بِهَذِهِ الْآيَةِ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أَرَاهُمْ أَحْيَاءَ بَعْدُ كُلَّهُمْ فَأُهْلِكُوا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ وَلَيْلَةٍ فَمِنْهُمُ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ خَرَجَ يَوْمَهُ ذَلِكَ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ فَخَرَجَ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَسِيرُ وَابْنٌ لَهُ يَتَنَزَّهُ وَيَتَغَدَّى، فَنَزَلَ شِعْبًا مِنْ تِلْكَ الشِّعَابِ فَلَمَّا وَضَعَ قَدَمَهُ عَلَى الْأَرْضِ قَالَ: لُدِغْتُ فَطَلَبُوا فَلَمْ يَجِدُوا شَيْئًا وَانْتَفَخَتْ رِجْلُهُ حَتَّى صَارَتْ مِثْلَ عُنُقِ الْبَعِيرِ فَمَاتَ مَكَانَهُ وَمِنْهُمُ الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ السَّهْمِيُّ أَكَلَ حُوتًا مَالِحًا، وَيُقَالُ طَرِيًّا، فَأَصَابَهُ عَلَيْهِ عَطَشٌ فَلَمْ يَزَلْ يَشْرَبُ عَلَيْهِ الْمَاءَ حَتَّى انْقَدَّ عَلَيْهِ بَطْنُهُ فَمَاتَ وَهُوَ يَقُولُ: قَتَلَنِي رَبُّ مُحَمَّدٍ وَمِنْهُمُ الْأَسْوَدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى كَانَ لَهُ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ زَمْعَةُ وَأَبَرَّ شَيْءٍ بِهِ وَكَانَ إِذَا خَرَجَ قَالَ: أَسِيرُ كَذَا وَكَذَا ذَاهِبًا وَأَسِيرُ مُقْبِلًا كَذَا وَكَذَا فَلَا يَخْرِمُ مَا يَقُولُ لِأَبِيهِ قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَدْ دَعَا عَلَى الْأَسْوَدِ أَنْ يَعْمَى بَصَرُهُ وَأَنْ يَثْكَلَ وَلَدَهُ قَالَ: فَأَتَاهُ جَبْرِيلُ عَلَيْهِ ⦗٢٧١⦘ السَّلَامُ بِوَرَقَةٍ خَضْرَاءَ فَرَمَاهُ بِهَا فَذَهَبَ بَصَرُهُ قَالَ: وَخَرَجَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي وَاعَدَهُ فِيهِ ابْنُهُ وَمَعَهُ غُلَامٌ لَهُ فَأَتَاهُ جَبْرِيلُ ﵇ وَهُوَ قَاعِدٌ فِي أَصْلِ شَجَرَةٍ فَجَعَلَ يَنْطَحُ بِرَأْسِهِ وَيَضْرِبُ وَجْهَهُ بِالشَّوْكِ فَاسْتَغَاثَ بِغُلَامِهِ فَقَالَ لَهُ غُلَامُهُ: مَا أَرَى أَحَدًا يَصْنَعُ بِكَ شَيْئًا غَيْرَ نَفْسِكَ حَتَّى مَاتَ وَكَانَ يَقُولُ: قَتَلَنِي رَبُّ مُحَمَّدٍ وَكَانَ يُقَالُ إِنَّهُ بَقِيَ حَتَّى قُتِلَ وَلَدُهُ يَوْمَ بَدْرٍ وَأَثْكَلَهُ ثُمَّ مَاتَ وَمِنْهُمُ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ مَرَّ عَلَى أَنْبُلٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي خُزَاعَةَ قَدْ رَاشَهَا وَقَدْ جَعَلَهَا فِي الشَّمْسِ فَوَطِئَهَا فَانْكَسَرَتْ فَتَعَلَّقَ بِهِ سَهْمٌ مِنْهَا فَأَصَابَ أَكْحَلَهُ فَقَتَلَهُ وَمِنْهُمُ الْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ يَغُوثَ خَرَجَ مِنْ أَهْلِهِ فَأَصَابَهُ السَّمُومُ فَاسْوَدَّ حَتَّى عَادَ حَبَشِيًّا فَأَتَى أَهْلَهُ فَلَمْ يَعْرِفُوهُ فَأَغْلَقُوا دُونَهُ الْبَابَ حَتَّى مَاتَ وَهُوَ يَقُولُ: قَتَلَنِي رَبُّ مُحَمَّدٍ فَقَتَلَهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا كُلُّ رَجُلٍ بِغَيْرِ قَتْلِ صَاحِبِهِ فَأَظْهَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَمْرَهُ وَأَعْلَنَهُ بِمَكَّةَ "
1 / 270