القول الثاني إن الهاء كناية عن إسمين ظاهرين فلا يصح أن يضاف إلى الله عز وجل لقيام الدليل على أنه ليس بذي صورة فعادت إلى آدم ومعنى الحديث إن الله خلق آدم على صورته التي خلقه عليها تاما لم ينقله من نطفة إلى علقة كبنيه هذا مذهب أبي سليمان الخطابي وقد ذكره ثعلب في أماليه
القول الثالث إنها تعود إلى الله تعالى وفي معنى ذلك قولان
أحدهما أن تكون صورة ملك لأنها فعله فتكون إضافتها إليه من وجهين
أحدهما التشريف بالإضافة كقوله تعالى
ﵟأن طهرا بيتي للطائفينﵞ
الحج 26
والثاني لأنه ابتدعها على غير مثال سابق وقد روي هذا الحديث من طريق ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تقبح الوجه فإن آدم خلق على صورة الرحمن
قلت هذا الحديث فيه ثلاثة علل
أحدها أن الثوري والأعمش اختلفا فيه فأرسله الثوري ورفعه الأعمش
والثاني أن الأعمش كان يدلس فلم يذكر أنه سمعه من حبيب بن أبي ثابت
والثالثة أن حبيبا كان يدلس فلم يعلم أنه سمعه من عطاء
Bogga 146