Dacaya Ila Sabil Muminin
الدعاية إلى سبيل المؤمنين لأبي إسحاق اطفيش
Noocyada
وإن تعجب فعجب قول القائل (المسكين ) إن الاشتغال بالإنشاء والفصاحة والبلاغة مناف لقوله - عليه الصلاة والسلام - : ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) كلام يضحك الثكلى ، لا ينبس به من له أدنى إلمام بالعلم ، ولا أدل على خذلان المرء من صرفه عن التجمل ( سيد الوجود ) - عليه الصلاة والسلام - تلك الطريقة المثلى والسنة الغراء التي يجب أن تسلك في التعليم حتى يكون له تأثير في الآداب ووقع في النفوس يظهر آثرهما بفوز المتعلمين وسعادتهم في معارفهم ، وذلك لايكون إلا متى كانت نفوس العلماء المعلمين متشبعة بروح الإخلاص لله والإخلاص للدين والأمة ، وهذه الصفات السامية تكون في النفوس الطاهرة ، أما النفوس المتهالكة في الذاتيات والإعراض عن الله وصرف الوقت في غيبة ونميمة وهتك أعراض وتتبع عورات الناس ونصب نفسها ميزانا مرجحا لأحوال الناس ، والاسترسال في الطعن فيمن انتقد مفسدة منهم أو ظهر برأي سديد ، والسعي في الإيقاع بالأبرياء واصطناع الخائنين ومعارضة الإصلاح خذلانا وإنفاق الأموال في سبيل الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ، والتخوف من سياسة الظلم والإرهاق ظاهرا وتأييدها باطنا وإثارة الحمية الجاهلية وإساءة الظن بذوي الخير والإخلاص والسعاية بهم ، وأمثال هذه الضلالات والموبقات التي شقيت بها شعوب وبأصحابها فما هي إلا بلاء وفتنة وشقاء .
اللهم إنا نستعيذ بك من الجهل وخدعة المذلة ومن بوادر الحمق المضلة ، ونسئلك السعادة بعقل رادع يستقيم به من زل وعلم نافع يستهدي به من ضل ) .
تلك النفوس لا تنفث في أفكار المتعلمين إلا سموما قاتلة وجراثيم فاتكة ، ولا تزيد مواهبهم إلا قتلا ومسخا ولا أخلاقهم إلا فسادا .
Bogga 91