Dacaya Ila Sabil Muminin
الدعاية إلى سبيل المؤمنين لأبي إسحاق اطفيش
Noocyada
ولقد رأينا ورأى الناس كتابات يتصبب بها عرق الجبين خجلا ويتضاءل الإنسان حياء كتبت إلى الحكومة وفي كتابها ودواوينها من المستشرقين الذين كرعوامن حياض الأدب الشرقي نهلا وعللا وامتازوا من بين بني جلدتهم بتاريخه حتى صار من البسيط الفرق عندهم بين الآداب الإسلامية والآداب الآرية بينما كنت ترى منا من يعد نفسه بين العلماء الأعلام وهو لا يعرف أن هناك ما يسمى بالأدب السامي والأدب الآري ذلك لبعدهم عن تلك المناهل بعد الفرقدين عن البسيطة ، أفلا يكون هذا من أكبر العيوب وأشنعها ؟ وفراغا جسيما يستوجب الازدراء ومنا أئمة الأدب وفرسانه وأبطال البيان وليوثه .
علم تهذيب النفس
هو علم يبحث فيه عن أحوال النفس وطرق إصلاحها وتطهيرها من سيء الأخلاق
حاجة العلماء والطلاب إلى هذا الفن لا تخفى لغرضين ساميين :
أولا _ تعديل أخلاقهم وتقويمها ورفع هممهم عن الدناءة واتصافهم بالفضائل ومعرفتهم كمال الإنسان من حيث هو إنسان .
ثانيا _ لغرض إعدادهم لأن يكونوا هداة مرشدين داعين الأمة إلى فضائل الأخلاق ومحاسن الشيم .
إذا كانت العلوم تشرف بشرف غاياتها وآثارها فإن هذا العلم من أفضل العلوم وأعلاها وأحقها قدرا بالرعاية والالتفات والعناية خصوصا من العلماء وطلاب العلم ؛ لأنه يتعلق بترقية النوع الإنساني وبلوغه أوج الكمال فيما يتعلق بشؤون المعاش والمعاد ، علم يدعو إلى الابتعاد عن الشرور والمفاسد ، والاقتراب من الخيرات والمصالح ، علم يدعو للتقدم ويرسم للإنسان طريق الخير والسعادة .
إن الأمة التي لا تروج بضاعة علم الأخلاق في أسواقها جديرة أن تكون أحط الأمم وأخسها ، وأن تكون رهينة الذل والنقص ، حليفة الاحتقار والصغار .
يتبين للناضر في أحوال النفس وقواها إنها تنقسم إلى ثلاثة :
Bogga 57