Dacaya Ila Sabil Muminin
الدعاية إلى سبيل المؤمنين لأبي إسحاق اطفيش
Noocyada
إنا نريد بهذه اللمعة تذكير الخامدين لعلهم يرشدون ولولاه لأتينا في هذا المقام بالعجاب .
الكلام على يأجوج ومأجوج
أما يأجوج ومأجوج فأمة مذكورة في القرآن الكريم أيضا وفي الحديث الشريف وهم أمة عظيمة كان لها في التاريخ الغابر شأن وأي شأن كما قصه تبارك وتعالى في سورة الكهف وقد أنبانا بأن ظهورهم من أشراط الساعة الكبرى .
وهذا النوع من البشر قد انكشف للباحثين وظهر جليا للمحققين من أنه هو الجنس الأصفر ( اسم المغول والتتار ) ومقره الآن الصين وقد ذكر كثير من المؤرخين أنهم كانوا يشغلون الجزء الشمالي وتنتهي غربا مما يلي بلاد التركستان(1) .
وما ذكره الله (عز وجل) من إفسادهم في الأرض فقد ذكر المؤرخون من الأمة الإسلامية وغيرهم أن هذه الأمم كانت قديما تغير على من جاورها من الأمم في أزمنة مختلفة وأهلكوا الحرث والنسل وقلبوها ظهرا لبطن ، وخربوا البلاد ودمروا العالم تدميرا
(1) انظر فاكهة الخلفاء وابن مسكويه ونظام العالم .
، وذلك في قوله تعالى : { قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا } ( الكهف / 94)
وذكروا أن منهم الأمم المتوحشة والسيول الجارفة التي انحدرت من الهضبات المرتفعة من آسيا الوسطى وذهبت إلى أوروبا ،وكم أغاروا على بلاد الصين وعلى أمم آسيا الغربية التي كانت مقر الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ) كل ذلك قبل نزول القرآن وظهور النبي - صلى الله عليه وسلم - ، إلى أن ظهرت تلك الداهية الدهياء والغارة الشعواء ( غارة المغوليين ) التي اكتسحت قسما عظيما من البلاد الاسلامية ، وأبادت جموعها وآتت من المنكرات ما لا يقدر قلم كاتب على وصفه ولا خيال شاعر على تصويره .
Bogga 117