ـ[العزلة والانفراد]ـ
المؤلف: أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس البغدادي الأموي القرشي المعروف بابن أبي الدنيا (المتوفى: ٢٨١هـ)
المحقق: مسعد عبد الحميد محمد السعدني
الناشر: مكتبة الفرقان - القاهرة
عدد المجلدات: ١
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي]
_________
الكتاب مرتبط بنسخة مصورة لطبعة أخرى (ط دار الوطن - الرياض / السعودية تحقيق الشيخ مشهور حسن آل سلمان)
1 / 1
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة التحقيق
إن الحمد لله نحمده ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، واشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأشهذ أن محمدًا عبده ورسوله.
أمّا بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
وبعد: فهذا كتاب للإمام الحافظ الواعظ ابن أبي الدنيا، فيه حثٌّ على العزلة، وترغيب في الإنفراد، وترك المخالطة.
والعُزلة اختلف فيها الناس بين مؤيد لها، وبين رافض لها.
فذهب إلى اختيار العزلة، وتفضيلها على المخالطة: سفيان الثوري، وإبراهيم بن أدهم، وداود الطائي، وفضيل بن عياض، وسليمان الخواص، ويوسف بن أسباط، وحذيفة المرعشي، وبشر الحافي، كذا في " الإحياء " (٢/٢٢) .
أمّا من رفضها وفضل المخالطة: سعيد بن المسيب، والشَّعبي، وابن أبي ليلى، وهشام بن عروة، وابن شبرمة، وشُريح القاضي، وشريك بن عبد الله، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك، ومحمد بن إدريس الشافعي، وأحمد ابن جنبل، وجماعة. الإحياء (٢/٢٢٢) .
وقد احتجَّ هؤلاء بما رواه مسلم وغيره، من حديث أبي هريرة، مرفوعًا بلفط: " من ترك الجماعة فمات فميتته جاهلية ".
قال الغزالي أبو حامد في " الإحياء " (٢/٢٢٢): " وهذا ضعيف - أي رأي ضعيف وليس الحديث - لأن المراد به: الجماعة التي اتفقت آراؤهم على لإمام بعقد البيعة، فالخروج عليهم بغي، وذلك مخالفة بالرأي وخروج عليهم، وذلك محظور لاضطرار الخلق إلى الإمام يجمع رأيهم، ولا يكون ذلك إلاَّ بالبيعة
1 / 3
من الأكثر، فالمخالفة تشويش مثير للفتنة، فليس في هذا تعرض للعزلة اهـ.
وللمزيد انظر: الإحياء (٢/٢٢٢ - ٢٢٤) .
وعن فوائد العزلة، يقول الغزالي في: الإحياء " (٢/٢٢٦ - وما بعدها):
الفائدة الأولى: التفرغ للعبادة والفكر والاستئناس بمناجات الله تعالى عن مناجاة الخلق.
الفائدة الثانية: التخلص بالعزلة عن المعاصي التي يتعرض الإنسان لها غالبًا بالمخالطة، ويسلم منها في الخلوة، وهي أربع " الغيبة، والنميمة، والرياء، والسكوت عن الأمر بالمعروف الونهي عن المنكر، ومسارقة الطبع من الأخلاق الرديئة، والأعمال الخبيثة التي يوجبها الحرص على الدنيا.
الفائدة الثالثة: الخلاص من الفتن والخصومات وصيانة الدين والنفس عن الخوض فيها والتعرض لأخطارها، وقلما تخلو البلاد عن تعصبات وفتن وخصومات، فالمعتزل عنهم في سلامة منها.
الفائدة الرابعة: الخلاص من شر الناس.
الفائدة الخامسة: أن ينقطعَ الناسُ عنك، وينقطع طمعك عن الناس.
الفائدة السادسة: الخلاص من مشاهدة الثقلاء، والحمقى، ومقاساة حمقهم وأخلاقهم، فإن رؤية الثقيل هي العمى الأصغر. اهـ بتصرف.
وقال أبو حاتم بن حِبَّان في " روضة العقلاء " (ص ٨١): " الواجب على العاقل لزوم الاعتزال عن الناس عامًا، مع توقي مخالطتهم؛ إذ الاعتزال من الناس لو يُكَدِّر وجود السلامة بلزوم السبب المؤدي إلى المناقشة ".
وللمزيد انظر: مختصر منهاج القاصدين (ص ١١١ - ١١٤)، وموعظة المؤمنين للقاسمي (٢/١٣٢)، والأمر بالعزلة، لابن الوزير (ص ٢٧ - وما بعده / ط. دار الصحابة للتراث) .
1 / 4
آفات العزلة:
أمّا آفات العزلة فهي سبع، في العزلة حرمان منها وابتعاد عنها وهي:
١ - التعليم والتعلم، وهما أعظم العبادات، والعزلة قبل تعلم العلم المفروض عصيان.
٢ - النفع والانتفاع، لأن كلاٌّ منهما بالمخالطة.
٣ - التأديب والتأدب، بقهر الشهوات، وهو أفضل من العزلة لمن لم تتهذب بعد أخلاقه.
٤ - الاستئناس والإيناس، وذلك قد يكون حرامًا، كمجالس الغيبة واللهو وقد يكون مباحًا في الدين، كمجالسة المشايخ، وأهل العلم.
٥ - في نيل الثواب وإنالته، وذلك بحضور الصلوات الخمس في جماعة، وصلاة العيدين، وعيادة المريض، وحضرو الجنائز، وغيرها، وهذا لا يأتي إلاَّ بالمخالطة.
٦ - التجارب في كل شيء، وهذا لا يأتي إلاَّ بالمخالطة.
٧ - التواضع، ولايقدر عليه من الوحدة، وقد يكون أيضًا أكبر سبب في اختيار العزلة.
وانظر للمزيد " الإحياء (٢/٢٣٦ - ١٣٤) .
قلت: وجملة القول في هذه المسألة ما قاله عليُّ ملا القاريّ في " مرقاة المفاتيح " (٤/٧٤٣): " والمختار هو: التوسط بين العُزلةِ عن أكثر الناسِ وعوامِّهم، والخُلطة بالصاحين، والاجتماع مع عامتهم في نحو جمعهم وجماعتهم " اهـ.
وكتابنا هذا سيوضح هذا الموضوع بجلاء، والله الموفق لما فيه الخير.
كتبه
مسعد عبد الحميد محمد السعدنى
عفا الله عنه وعن والديه
1 / 5
ترجمة مختصرة لابن أبي الدنيا
هو: أبو عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبيد بن سفيان بن قيس، القرشي الأموي، البغدادي، المشهور بابن أبي الدنيا.
ولد ببغداد سنة ٢٠٨ هـ وكانت أسرته بيت علم وصلاح، فأبوه من العلماء المهتمين بالحديث ورواته، وهذا مما ساهم في نشأته العلمية، وتكوينه في وقت مبكر.
وشيوخه كثيرون، حتى قال الذهبي عنه: " وقد جمع شيخنا أبو الحجاج أسماء شيوخه على المعجم، وهم خلق كثير ".
ومن مشايخه: عليُّ بن الجَعْد، وخالد بن خداش، وغيرهما.
وقال ابن الجوزي: " كان ذا مروءة، ثقةً، صدوقًا ".
وقال الذهبي: " المحدث العالم الصدوق ".
وقال الزَّبيديّ: " حافظ الدنيا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا ".
وقد صنف الكثير من الكتب، وقد طبع منها الكثير، منها:
١ - الصمت وحفظ اللسان.
٢ - التهجد وقيام الليل، طبع بتحقيقي.
٣ - الرقة والبكاء، طبع بتحقيقي.
٤ - الورع، طبع بتحقيقي.
٥ - حسن الظن بالله.
٦ - العزلة والانفراد، وهو كتابنا هذا.
وقد توفي ﵀ يوم الثلثاء لأربع عشرة ليلة خلق من جمادى الآخرة سنة ٢٨١ هـ.
1 / 6
وللمزيد عنه انظر: الجرح والتعديل (٥/١٦٣)، وتاريخ بغداد (١٠/٨٩)، وطبقات الحنابلة (١/١٩٢)، والسير (١٣/٣٩٧) وهامشه، ومقدمة: " التهجد وقيام الليل " بتحقيقي.
وصف المخطوط وتوثيقه
لهذا الكتاب نسختان:
الأولى: محفوظة بمكتبة (لاللي) تحت رقم (٣٦٦٤/٤)، وعنها مصورة في معهد المخطوطات تحت رقم (٣٨٧ - تصوف) .
والثانية: بمكتبة رامبور (١/٣٦٠)، وقد ذكرها كارل بروكلمان في " تاريخ الأدب العربي " (٢/١٣١ - ط. دار المعارف بمصر) .
وعن توثيق الكتاب، فقد ذكره الذهبي في " السير " (١٣/٣٩٧، ٤٠٣)، وابن حجر في " المجمع المؤسس " (٢/٣٩٦)، والمنذري في " الترغيب والترهيب " (٣/٢٧٥ - ٢٧٦)، والسيوطي في ّ الدر المنثور " (٦/٤٧٤)، وفي " الجامع الكبير - ترتيبه المسمى بكنر العمال " (ج ٣ رقم ٨٧٠٩، ٨٧١١، ٨٧١٢، ٨٧١٤، ٨٧١٥، ٨٧١٧، ٨٧١٩، ٨٧٢١، ٨٧٢٤) .
والراوندي في " صلة الخلف " (ص ٣٠٧) .
طرة الغلاف
وقد كُتب على طرة الغلاف، الآتي:
" الجزء الأول من كتاب العزلة والانفراد، تأليف الشيخ: أبي بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبيد الله بن أبي الدنيا القرشي - رحمه الله تعالى.
رواية: أبي عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ الْبَرْذَعِيُّ عنه.
1 / 7
رواية: أبي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يوسف بن دوست العلاّف عنه.
رواية: الإمام أبي الكرم بن الحسن بن أحمد الشهرزوري عنه.
رواية: الشيخ أبي الحسن بن أبي عبد اللَّهِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ المقير البغدادي عنه.
سماعًا منه لكتابه: أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي الغنايم الْمُسْلِمِ بْنِ حَمَّادِ بْنِ مَيْسَرَةَ الأزديّ، غفر الله لهن وَلأَبَوْيِه وَلِمَنِ اسْتَغْفَرَ لَهُمْ أَجْمَعِينَ. اهـ.
ثم بعده سماع يأتي نصه في قسم السماعات إن شاء الله تعالى.
وهاكم
تراجم رجال هذا الإسناد:
١ - ترجمة أبي عليّ البَرْذعِي
هو: أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ بن إسحاق بن إبراهيم البرذعيّ، سمع محمد بن الفرج الأزرق، ومحمد بن شداد المسمعي، وأبا العباس البرتي، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي، وطبقتهم.
وروى عن أبي بكر بن أبي الدنيا مصنفاته، حدث عنه: محمد بن عبد الله ابن أخي ميمي، وأبو عبد الله بن دوست، وأبو الحسين بن بشران، وقال الخطيب: " كان صدوقًا ".
وقال فيه الذهبي: " الشيخ، المحدث، الثقة ". توفي في شعبان سنة ٣٤٠ هـ ببغداد.
انظر: تاريخ بغداد (٨/٥٤)، والسير (١٥/٤٤٢) وهامشه.
1 / 8
٢ - ترجمة أبي عبد الله بن دوست
هو: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن يوسف بن دُوست، قال فيه الخطيب: " كان محدثًا مكثرًا عارفًا "، وقال الذهبي " الإمام الحافظ الأوحد المسند ".
حدث عن محمد بن جعفر المطيري، وعمر بن الحسن بن الأشناني، وأبي عليّ البرذعي، وآخرين.
وعنه: الحسن بن محمد الخلال، وحمزة بن محمد الدقاق، وأبو القاسم الأزهري، وآخرون.
توفي في رمضان سنة ٤٠٧ هـ. انظر: تاريخ بغداد (٥/١٢٤)، والمنتظم (٧/٢٨٤)، والسير (١٧/٣٢٢)، وتذكرة الحفاظ (٣/١٠٦٦)، والميزان (١/١٥٣)
٣ - ترجمة أبي محمد التميمي
هو: الإمام المحدث أَبُو مُحَمَّدٍ رِزْقُ اللَّهِ بْنُ عبد الله بن عبد العزيز التميمي البغدادي الحنبلي المقرئ الواعظ.
ولد سنة ٤٠٠ هـ، وسمع من: أبي الحسين أحمد بن المتيم، وأبي عمر بن مهدي،،أبي الحسين بن بشران، وابن دوست، وآخرين، وعنه: أبو الفتح بن البطي، وأبو طاهر السلفي، وغيرهما.
وقال السمعاني: " هو فقيه الحنابلة وإمامهم "، وقال الذهبي: " كان إمامًا مقرئًا، محدثًا، مفسرًا، فرضيًا، كبير الشأن وافر الحرمة ".
توفي سنة ٤٨٨ هـ.
انظر: معرفة القراء الكبار (١/٤٤١ رقم ٣٧٨)، والتذكرة (٤/١٢٠٨) .
1 / 9
والسير (١٨/٦٠٩) ثلاثتهم للذهبي، وإكمال ابن ماكولا (١/١٠٩)، والمنتظم (٩/٨٨ - ٨٩)، وهامش السير.
٤ - ترجمة أبي الكرم الشهرزوري
هو: أَبُو الْكَرَمِ الْمُبَارَكُ بْنُ الْحَسَنِ بن أحمد الشهرزوري، من أهل بغداد، سمع من: أبي القاسم إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي، وأحمد بن الحسن عن خيرون، ورزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وغيرهم وعنه السمعاني.
وأبو الحسن الأزجي. ولد سنة ٤٦٢ هـ في شهر ربيع الآخر.
وقال فيه السمعاني: " مقرئ فاضل صالح دين، قائم بكتاب الله تعالى ".
وقال أيضًا: " شيخ صالح، دَيِّن، خيِّر، قيِّم بكتاب الله ".
وقال الذهبي: " الإمام المقرئ المجود، الأوحد ". توفي سنة ٥٥٠ هـ في ذي الحجة.
انظر: الأنساب (٣/٤٧٤ - ٤٧٥)، والمنتظم (١٠/١٦٤)، والسير (٢٠/٢٨٩) .
٥ - ترجمة أبي الحسن الأزجي
هو: أبو الحسين عليّ بن أبي عبيد الله الحسين بن أبي الحسن منصور بن المُنَيَّر البغدادي، مسند الديار المصرية، ولد سنة ٥٤٥ هـ، وسمع من شُهْدة، ومعمر بن الفاخر، وجماعة، ونعته الذهبي في " السير " (٢٣/١١٩) فقال: " الشيخ، المسند، الصالح، رحلة الوقت ". توقي سنة ٦٤٣ هـ.
انظر " السير (٢٣ /١١٩) وهامشه، و" تكملة الإكمال " لابن الصابوني (٣٤٢ - ٣٤٧)، والعبر (٣/٢٤٧)، وشذرات الذهب (٥/٢٢٣) .
وله " جزء حديثي "، هو قيد التحقيق بمعرفتي، وفيه ترجمته بإسهاب، والله الموفق.
1 / 10
٦ - ترجمة أبي العباس الأزدي
هو: المحدث الجليل أبو العباس أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المسلم بن حامد ميسرة الأزدي، الدمشقي التاجر، ولد سنة ٦٠٤ هـ، وسمع من أبي القاسم الحرستاني، وأبي الحسن الأزجي، وغيرهما، وكتب العالي النازل، ورحل إلى بغداد، ومصر والإسكندرية، وخرَّج " المعجم "، توفي سنة ٦٦٦ هـ في ١١ ربيع الأول.
انظر: العبر (٣/٣١٥)، والشذرات (٥/٣٢٢)، والنجوم الزاهرة (٧/٢٢٧) . ومن هنا نتأكد من صحة الكتاب لمؤلفه، وذلك بصحة الإسناد إليه.
ومن ذكر العلماء له كما تقدم، والحمد لله وحده.
إسنادي الكتاب
وأروي كتاب " العزلة والإنفراد " للإمام الحافظ ابن أبي الدنيا، عن المحدث العلاَّمة محمد ياسين بن محمد عبسى الفاداني المالكي ﵀ إجازة، عن الشريف محمد عبد الحي الكتابني، عن الشهاب أحمد بن صالح السويدي، عن السيد مرتضى الزبيدي، عن محمد بن سِنَّة، عن مولاي الشريف، عن ابن أركماش، عن المحدث شيخ الحفاظ ابن حجر العسقلاني، عن عيسى المطعم، عن حعفر بن علي بن هبة الله الهمداني، عن أبي الطاهر السلفي، قال: أخبرنا رِزْقُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ التميمي، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ دوست، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ صفوان البرذعي، قال: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا به.
وهذا إسناد في غاية العلو، نظافة السند، والله الموفق لما يحبه ويرضاه، إنه على كل شيءٍ قدير.
1 / 11
الجزء الأول من كتاب
العزلة ولإنفراد
تأليف الشيخ الإمام: أبي بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابن عبيد بن أبي الدنيا القرشيّ ﵀.
رواية: أبي عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ الْبَرْذَعِيُّ عنه.
رواية: أبي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن يوسف ابن دوست العلاَّف عنه.
رواية الإمام: أبي الكرم المبارك بن الحسن أحمد الشهرزوري عنه.
رواية: الشيخ: أبي الْحَسَنِ بْنُ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْمُقِيرِ البغدادي كتابةً عنه.
سماعًا منه لكاتبه: أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي العنايم الْمُسْلِمِ بْنِ حَمَّادِ بْنِ مَيْسَرَةَ الأَزْدِيُّ - غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَلأَبَوْيِه ولمن استغفر لهم أجمعين.
1 / 13
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رَبِّ يَسِّرْ بِرَحْمَتِكَ
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الأَعَزُّ الصَّالِحُ الزَّاهِدُ الْمُعَمَّرُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْمُقِيرِ الْمُؤَدِّبُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ فِي يَوْمِ السَّبْتِ رَابِعَ عَشَرَ رَمَضَانَ الْمُبَارَكِ عَامَ ثَلاثٍ وَسِتِّ مِائَةٍ بِجَامِعِ دِمَشْقَ، عَمَّرَهُ اللَّهُ بِتِلاوَةِ ذِكْرِهِ، قِيلَ لَهُ: أَخْبَرَكُمُ الشَّيْخُ الْفَقِيهُ الإِمَامُ الْعَالِمُ الْحَافِظُ جَمَالُ الإِسْلامِ، أَبُو الْكَرَمِ الْمُبَارَكُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الشَّهْرَزُورِيِّ، إِجَازَةً، كَتَبَ لَكُمْ بِهَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ رِزْقُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ، ﵁، فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دُوَسْتَ الْعَلافُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ الْبَرْذَعِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا:
مَا النَّجَاةُ؟ ١ - ثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا النَّجَاةُ؟ قَالَ: " امْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ (١) ".. _________ (١) إسناده ضعيف جدا، والحديث صحيح: أخرجه ابن أبي الدنيا في " الرقة والبكاء " رقم (١٧٩) بتحقيقي، بنفس السند والمتن. تنبيه: وقع في " الرقة ": " خلف بن عمر بن زهير "، والصواب: " دَاوُدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ " وأخرجه ابن أبي الدميا في " الصمت وحفظ اللسان " برقم (٢) قال: حدثنا داود بن عمرو، وسعدويه، عن ابن المبارك، وهذا في " زهده " برقم (١٣٤)، به. وأخرجه من طريق ابن أبي الدنيا: ابن البنا في " الرسالة المغنية في السكوت ولزوم البيوت " برقم (١٥ - بتحقيقي /ط. دار الطلائع) . والحديث أخرجه من طريق ابن المبارك: الترمذي (٢٤٠٦)، وأحمد في " مسنده " (٥/٢٥٩)، وابنه في " زوائد الزهد " (ص ١٥)، وابن أبي عاصم في " الزهد " رقم (٣)، والخطابي في " العزلة " (١٧ - ١٨ ط. مكتبة الزهراء / وقد سقط منه يحي بن أيوب)، وأبو عمرو الداني في: السنن الواردة في الفتن " رقم (١١٩)، وقوام السنة للأصبهاني في " الترغيب والترهيبب " برقم (١٦٨٦، ١٧٠٤)، والبيهقي في: الشعب (٤٩٣٠)، وأبو نعيم في " الحلية " (٢/٩، ٨/١٧٥)، والشجري في " أماليه " (٢/١٥٦)، والسِّلفي في " معجم السفر " (ص ١١٩ - رقم ٣٦٣/ط - دار الفكر) . وقد توبع على ابن المبارك. تابعه:
مَا النَّجَاةُ؟ ١ - ثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا النَّجَاةُ؟ قَالَ: " امْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ (١) ".. _________ (١) إسناده ضعيف جدا، والحديث صحيح: أخرجه ابن أبي الدنيا في " الرقة والبكاء " رقم (١٧٩) بتحقيقي، بنفس السند والمتن. تنبيه: وقع في " الرقة ": " خلف بن عمر بن زهير "، والصواب: " دَاوُدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ " وأخرجه ابن أبي الدميا في " الصمت وحفظ اللسان " برقم (٢) قال: حدثنا داود بن عمرو، وسعدويه، عن ابن المبارك، وهذا في " زهده " برقم (١٣٤)، به. وأخرجه من طريق ابن أبي الدنيا: ابن البنا في " الرسالة المغنية في السكوت ولزوم البيوت " برقم (١٥ - بتحقيقي /ط. دار الطلائع) . والحديث أخرجه من طريق ابن المبارك: الترمذي (٢٤٠٦)، وأحمد في " مسنده " (٥/٢٥٩)، وابنه في " زوائد الزهد " (ص ١٥)، وابن أبي عاصم في " الزهد " رقم (٣)، والخطابي في " العزلة " (١٧ - ١٨ ط. مكتبة الزهراء / وقد سقط منه يحي بن أيوب)، وأبو عمرو الداني في: السنن الواردة في الفتن " رقم (١١٩)، وقوام السنة للأصبهاني في " الترغيب والترهيبب " برقم (١٦٨٦، ١٧٠٤)، والبيهقي في: الشعب (٤٩٣٠)، وأبو نعيم في " الحلية " (٢/٩، ٨/١٧٥)، والشجري في " أماليه " (٢/١٥٦)، والسِّلفي في " معجم السفر " (ص ١١٩ - رقم ٣٦٣/ط - دار الفكر) . وقد توبع على ابن المبارك. تابعه:
1 / 14
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
_________
= ١ - سعيد بن أبي مريم، عن يحي بن أيوب به: أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلاّم في " المواعظ والخطب " رقم (١١ - ط رمضان عبد التواب)، والطبراني في " كبيره " (ج ١٧ رقم ٧٤١) والروياني في " مسنده ط (١٨٥)، والبيهقي في " الشعب " (٤٩٣٠)، وفي " الزهد " (٢٣٦)
٢ - ابن وهب، قال: أخبرني يحي بن أيوب، به
أخرجه في " الجامع في الحديث " له برقم (٣٧٤) .
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، عبيد الله بن زحر، ضعيف، وشيخه منكر الحديث وقد توبع على ابن زحر، تابعه: معان بن رفاعة، عن عليّ به:
أخرجه أحمد (٤/١٤٨)، والطبراني في " الكبيرة (ج١٧ رقم ٧٤١) .
وتوبع على ابن يزيد، تابعه: ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن أبي أمامة به:
أخرجه الطبراني في "كبيره " (ج١٧ رقم ٧٤٣)، وفي " مسند الشاميين " برقم (٢٥٣)
قلت: وسنده حسن في الشواهد.
وأخرجه أحمد (٤/١٤٨)، وهناد في " الزهد " (٤٦٠، ١٠٢٧)، وابن النجار في " ذيل تاريخ بغداد " (٣/٢٢٥ - ٢٢٦)، من طريق إسماعيل بن عياش، حدثني أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي عن فروة بن مجاهد، عن عقبة، به.
ووقع في " ذيل التاريخ ": " أسد بن عبد الرحمن " وهذا خطأ.
قلت: وهذا إسناد صحيح، وبه صح الحديث والحمد لله وحده. وفي الباب عن:
١ - ثوابان ﵁ مرفوعا بلفظ: " طُوبَى لِمَنْ مَلَكَ لِسَانَهُ وَوَسِعَهُ بيته، وبكى على خطيئته ".
أخرجه الطبراني في " الأوسط " (٥١٠٢ - مجمع البحرين)، وفي " صغيره " (٢٠٤) .
وسنده حسن إن شاء الله. ويسأتي برقم (٢) بمزيد من التخريج، والله الموفق.
٢ - أبي أمامة ﵁ مرفوعا وفيه: " فليسعه بيته، ولبيك على خطيئته ".
أخرجه الطبراني في " كبيره " (ج٨ رقم ٧٧٠٦) . وقال الهيثمي في " المجمع " (١٠/٢٩٩): " وفيه: غفير بن معدان، وهو ضعيف ". بل هو: ضعيف جدا.
٣ - الحارث بن هشام ﵁ مرفوعا بلفظ: " أملك عليك هذا " وأشار إلى لسانه.
أخرجه الطبراني في " كبيره " (ج٣ رقم ٣٣٤٨)، وابن قانع في " معجم الصحابة " (١/١٨٥)، والضياء في " المختارة " (ق ٨٩/أ)، من طريق عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان، أخبرنا ابن شهاب أخبرنا عبد الرحمن بن سعد المقعد، أخبرنا عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه، به، وعبد الله بن زياد، متروك الحديث.
وقد توبع عليه، تابعه: عقيل، عن ابن شهاب به.
أخرجه الطبراني في " كبيره " (ج٣ رقم ٣٣٤٦)، من طريق رشدين بن سعد، عن عقيل، به. وسنده ضعيف لضعف رشدين ذا.
قلت: وقد توبع على رشدين، تابعه: عبد الرحمن بن عبد الحميد بن سالم المهري، وهو ثقة، عن عقيل به: أخرجه الرامهرمزي في " المحدث الفاضل " رقم (٦١٦): وهذا إسناد صحيح، ولم يورده الشيخ الألباني في " الصحيحة " (٢/٥٨٣ - ط - المكتب الإسلامي): وهذا الطريق عزيز، والحمد لله وحده.
٤ - أسود بن أصرم ﵁ قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي، قال: " املك يدك " قال: قلت: فما أملك إن لم أملك؟، قال: " املك لسانك "، قال: قلت: فما أملك إن لم أملك لساني؟، قال: " لا تبسط يديك إلاَّ إلى الخير، ولا تقل بسانك إلاَّ معروفًا ".
أخرجه البخاري قي " التاريخ الكبيرة " (١ق١/٤٤٣)، والقاضي وكيع في " أخبار القضاة " (٣/٢١٢)، والطبراني في " كبيره " (ج ١ رقم ٨١٨ - ط. ابن تيمية)، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " (٢/١٧٩)، وابن الأثير في " أسد الغابة " (١/٨٢)، من طريق صدقة بن عبد الله السمين، عن عبد الله بن عليّ القرشي، عن سليمان بن حبيب المحاربي، عن أسود، به =
1 / 15
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
_________
= وقال البخاري: " وفي إسناده نظر "، وحسن إسناده الهيثمي في " المجمع " (١٠/٣٠٠) .
قلت: وقد أبعد الهيثمي النجعة، فالسند ضعيف كما قال البخاري، بأن فيه صدقة، وهو ضعيف وقد توبع عليه، تابعه: محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الوهاب بن بخت، عن سليمان به، أخرجه الطبراني في " كبيره " برقم (٨١٧) .
وأخرجه ابن قانع في " معجم الصحابة " (١/٢١) من طريق خالد بن أبي يزيد، عن عبد الوهاب بن بخت به.
٥ - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ العاص ﵄: وسيأتي تخريجه إن شاء الله برقم (٢٠٤) .
طُوبَى لِمَنْ مَلَكَ لِسَانَه ٢ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ، ﷺ، قَالَ: " طُوبَى لِمَنْ مَلَكَ لِسَانَهُ، وَوَسِعَهُ بَيْتُهُ، وَبَكَى عَلَى خَطِيئَتِهِ (١) ". _________ (١) إسناده حسن؛ وهو صحيح: أخرجه أبو داود في " الزهد " برقم (٣٧٨)، وابن أبي عاصم في " الزهد " (٧٤)، وسعيد بن منصور في " سننه " برقم (٢٨٩٧)، من طرق عن إسماعيل بن عياش، به. قلت وهذا إسناده حسن. قلت: وقد رواه عن إسماعيل كل من: " مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ التَّمِيمِيُّ، وعبد الوهاب بن نجدة "، وخالفهما عيسى بن سليمان، فرواه عن إسماعيل به مرفوعًا: أخرجه الطبراني في " الأوسط " (٢٣٦١ = ٥١٠٢ - محمع البحرين)، و" الصغير " برقم (٢٠٤)، وفي " مسند الشاميين " (٥٤٨ - ٤٥٩) . وقال الطبراني: " لا يروي هذا الحديث عن ثوبان إلا بهذا الإسناد، تفرد به: عيسى بن سليمان، وهو ثقة، سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: شرحبيل بن مسلم، من ثقات الشاميين، وحدثنا بن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت يحي بن معين يقول: لإسماعيل بن عياش ثقة فيما روى عن الشاميين، وأما روايته عن أهل الحجاز، فإن كتابه ضاع، فخلط في حفظه عنهم اه. قلت: على ما تقدم نقول: إن الحديث بهذا الإسناد صحيح. والله الموفق. قلت وقد ورد من قول عيسى ابن مريم ﵇: أخرجه وكيع (٣١، ٢٥٥)، وأحمد (٥٥)، وابن المبارك (ص ٥٣)، وابن أبي الدنيا في " الصمت " برقم (١٥)، من طريق سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن سالم بن أبي الجعد، قال: قال عيسى ابن مريم ﵇ ... وذكره قلت: وهذا إسناد صحيح إلى سالم، والله الموفق.
مِنْ وَصَايَا ابْنِ مَسْعُودٍ ٣ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: " يَا بُنَيَّ! اتَّقِ رَبَّكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَامْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَابْكِ مِنْ ذِكْرِ خَطِيئَتِكَ (١) ". _________ (١) إسناده ضعيف، وهو صحيح: = ⦗١٧⦘ = أخرجه ابن أبي الدنيا في " الرقة والبكاء " برقم (١٨٠ - بتحقيقي) بنفس السند والمتن. قلت: هذا الإسناد ضعيف، فيه شريك القاضي، حسن الحديث قبل أن يلي القضاء، أمّا بعده فقد ضعف أمره، وله أصحاب يروون عنه قبل توليه القضاء، ليس عليّ بن الجعد منهم، لذا فالسند ضعيف، وقد، توبع على شريك، تابعه: ١ - سفيان الثوري، عن عبد الملك به: أخرجه أبو داود في " الزهد " (١٦٤)، من يحي القطان، عن سفيان به. ٢ - إسماعيل ابن أبي خالد، عن عبد الملك به: أخرجه ابن أبي عاصم في " الزهد " برقم (٢٥) . ٣ - زائدة بن قدامة، عن عبد الملك به: أخرجه ابن ابي شيبة (٣٤٥١٤)، وابن أبي عاصم في " الزهد " (١٠٠)، والطبراني في " كبيره " (ج٩ رقم ٨٧٥٣)، والبيهقي في " الشعب " (٤٩٩٩) . ١ - أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود به: أخرجه الطبراني (ح٥ رقم ٨٥٣٦)، وسنده ضعيف لانقطاعه. ٢ - القاسم، عن ابن مسعود: أخرجه ابن المبارك (١٣٠)، ووكيع (٢٥٦)، وأحمد (ص١٣٠)، ثلاثتهم في " الزهد:، وأبو نعيم في " الحلية " (١/١٣٥، ٢/٩، ٨/١٧٥)، والشجري في " الأمالي " (٢/١٥٦)، من طريق المسعودي، عن القاسم بن عبد الرحمن به. قلت: ومما تقدم يتبين لنا صحة الخبر عن ابن مسعود ﵁.
طُوبَى لِمَنْ مَلَكَ لِسَانَه ٢ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ، ﷺ، قَالَ: " طُوبَى لِمَنْ مَلَكَ لِسَانَهُ، وَوَسِعَهُ بَيْتُهُ، وَبَكَى عَلَى خَطِيئَتِهِ (١) ". _________ (١) إسناده حسن؛ وهو صحيح: أخرجه أبو داود في " الزهد " برقم (٣٧٨)، وابن أبي عاصم في " الزهد " (٧٤)، وسعيد بن منصور في " سننه " برقم (٢٨٩٧)، من طرق عن إسماعيل بن عياش، به. قلت وهذا إسناده حسن. قلت: وقد رواه عن إسماعيل كل من: " مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ التَّمِيمِيُّ، وعبد الوهاب بن نجدة "، وخالفهما عيسى بن سليمان، فرواه عن إسماعيل به مرفوعًا: أخرجه الطبراني في " الأوسط " (٢٣٦١ = ٥١٠٢ - محمع البحرين)، و" الصغير " برقم (٢٠٤)، وفي " مسند الشاميين " (٥٤٨ - ٤٥٩) . وقال الطبراني: " لا يروي هذا الحديث عن ثوبان إلا بهذا الإسناد، تفرد به: عيسى بن سليمان، وهو ثقة، سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: شرحبيل بن مسلم، من ثقات الشاميين، وحدثنا بن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت يحي بن معين يقول: لإسماعيل بن عياش ثقة فيما روى عن الشاميين، وأما روايته عن أهل الحجاز، فإن كتابه ضاع، فخلط في حفظه عنهم اه. قلت: على ما تقدم نقول: إن الحديث بهذا الإسناد صحيح. والله الموفق. قلت وقد ورد من قول عيسى ابن مريم ﵇: أخرجه وكيع (٣١، ٢٥٥)، وأحمد (٥٥)، وابن المبارك (ص ٥٣)، وابن أبي الدنيا في " الصمت " برقم (١٥)، من طريق سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن سالم بن أبي الجعد، قال: قال عيسى ابن مريم ﵇ ... وذكره قلت: وهذا إسناد صحيح إلى سالم، والله الموفق.
مِنْ وَصَايَا ابْنِ مَسْعُودٍ ٣ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: " يَا بُنَيَّ! اتَّقِ رَبَّكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَامْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَابْكِ مِنْ ذِكْرِ خَطِيئَتِكَ (١) ". _________ (١) إسناده ضعيف، وهو صحيح: = ⦗١٧⦘ = أخرجه ابن أبي الدنيا في " الرقة والبكاء " برقم (١٨٠ - بتحقيقي) بنفس السند والمتن. قلت: هذا الإسناد ضعيف، فيه شريك القاضي، حسن الحديث قبل أن يلي القضاء، أمّا بعده فقد ضعف أمره، وله أصحاب يروون عنه قبل توليه القضاء، ليس عليّ بن الجعد منهم، لذا فالسند ضعيف، وقد، توبع على شريك، تابعه: ١ - سفيان الثوري، عن عبد الملك به: أخرجه أبو داود في " الزهد " (١٦٤)، من يحي القطان، عن سفيان به. ٢ - إسماعيل ابن أبي خالد، عن عبد الملك به: أخرجه ابن أبي عاصم في " الزهد " برقم (٢٥) . ٣ - زائدة بن قدامة، عن عبد الملك به: أخرجه ابن ابي شيبة (٣٤٥١٤)، وابن أبي عاصم في " الزهد " (١٠٠)، والطبراني في " كبيره " (ج٩ رقم ٨٧٥٣)، والبيهقي في " الشعب " (٤٩٩٩) . ١ - أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود به: أخرجه الطبراني (ح٥ رقم ٨٥٣٦)، وسنده ضعيف لانقطاعه. ٢ - القاسم، عن ابن مسعود: أخرجه ابن المبارك (١٣٠)، ووكيع (٢٥٦)، وأحمد (ص١٣٠)، ثلاثتهم في " الزهد:، وأبو نعيم في " الحلية " (١/١٣٥، ٢/٩، ٨/١٧٥)، والشجري في " الأمالي " (٢/١٥٦)، من طريق المسعودي، عن القاسم بن عبد الرحمن به. قلت: ومما تقدم يتبين لنا صحة الخبر عن ابن مسعود ﵁.
1 / 16
مِنْ وَصَايَا أَبِي الدَّرْدَاءِ
٤ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ التَّمِيمِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْن عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَلْهَانِيِّ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، كَانَ يَقُولُ: " امْلِكْ لِسَانَكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ (١) ".
_________
(١) إسناده ضعيف:
في سنده إنقطاع بين أبي عبد الله الألهاني، واسمه: رزيق، وأبي الدرداء ﵁، فهو لم يسمع منه كما قال المزي في " تهذيب الكمال " (٦/٢٠٢) ط. دار الفكر.
مَنْ أَعْجَبُ النَّاسِ؟ ٥ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثَنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، ﷺ، يَقُولُ: " إِنَّ أَعْجَبَ النَّاسِ إِلَيَّ، رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَيُقِيمُ الصَّلاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيُعَمِّرُ مَالَهُ، وَيَحْفَظُ دِينَهُ، وَيَعْتَزِلُ النَّاسَ (١) ". _________ (١) في سنده: إبراهيم بن عبد الملك، لم أهتد إليه. أمّا من يضعّفه بابن لهيعة، فقد وهم، فقد رواه عنه أحد أصحابه القدماء، الذين رووا عنه قبل احتراق كتبه واختلاطه، وهو يحي بن عبد الله بن بكير، وهو صدوق، حسن الحديث، انظر: سؤالات ابن بكير للدارقطني (نص ٢٧)، و" من تكلم فيه وهو موثق " للذهبي (رقم ٣٧٤)، و"السير " للذهبي أيضا (١٠/٦١٤)، والرجل من رجال الشيخين. = ⦗١٨⦘ = والحديث قد تفرد بن ابن أبي الدنيا، وعزاه إليه المنذري في " ترغيبه " (٣/٢٧٥) .
مَنْ أَعْجَبُ النَّاسِ؟ ٥ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثَنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، ﷺ، يَقُولُ: " إِنَّ أَعْجَبَ النَّاسِ إِلَيَّ، رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَيُقِيمُ الصَّلاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيُعَمِّرُ مَالَهُ، وَيَحْفَظُ دِينَهُ، وَيَعْتَزِلُ النَّاسَ (١) ". _________ (١) في سنده: إبراهيم بن عبد الملك، لم أهتد إليه. أمّا من يضعّفه بابن لهيعة، فقد وهم، فقد رواه عنه أحد أصحابه القدماء، الذين رووا عنه قبل احتراق كتبه واختلاطه، وهو يحي بن عبد الله بن بكير، وهو صدوق، حسن الحديث، انظر: سؤالات ابن بكير للدارقطني (نص ٢٧)، و" من تكلم فيه وهو موثق " للذهبي (رقم ٣٧٤)، و"السير " للذهبي أيضا (١٠/٦١٤)، والرجل من رجال الشيخين. = ⦗١٨⦘ = والحديث قد تفرد بن ابن أبي الدنيا، وعزاه إليه المنذري في " ترغيبه " (٣/٢٧٥) .
1 / 17
مِنْ أُمْنِيَاتِ ابْنِ مَسْعُودٍ
٦ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ عَدَسَةَ الطَّائِيِّ، قَالَ: أُتِيَ عَبْدُ اللَّهِ بِطَيْرٍ صِيدَ فِي شَرَافٍ، فَقَالَ: " لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ حَيْثُ صِيدَ الطَّيْرُ، لا أُكَلِّمُ بَشَرًا، وَلا يُكَلِّمُنِي، حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ ﷿ (١) ".
_________
(١) إسناده صحيح:
أخرجه ابن أبي الدنيا في " المتمنين " برقم (١٠٤ - بتحقيقي) بنفس السند والمتن.
وأخرجه ابن أبي شيبة (١٦٤١٧)، وهناد في " الزهد " (١٢٤٢)، من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الضرير به.
أخرجه أبو داود (١٦٦)، ووكيع (٢٥٧)، والبيهقي (١٢٠) ثلاثتهم في " الزهد "، ونعيم بن حماد في " زياداته على زهد ابن المبارك " رقم (١٣)، والطبراني في " كبيره " (ج٩ رقم ٨٧٥٨) من طرق عن الأعمش، به.
وصحح الهيثمي سنده في " المجمع " (١٠/٣٠٤) .
أَبُو الْجُهَيْمِ وَالْعُزْلَةُ ٧ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثَنا أَصْبَغُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو الْجُهَيْمِ الْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ لا يُجَالِسُ الأَنْصَارَ، فَإِذَا ذُكِرَتْ لَهُ الْوِحْدَةُ، قَالَ: النَّاسُ شَرٌّ مِنَ الْوِحْدَةِ (١) ". _________ (١) ضعيف الإسناد: أخرجه ابن وهب في " الجامع في الحديث " برقم (٥٠١)، قال: سمعت يحي بن أيوب، يحدث عن يحي بن سعيد به. وسنده ضعيف لانقطاعه بين يحي بن سعيد، وأبي الجهيم ﵁.
وَهَلْ يُفْسِدُ النَّاسَ إِلا النَّاسُ ٨ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي دَهْثَمُ بْنُ الْفَضْلِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُكَيْمٍ، ثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَوْلا مَخَافَةَ الْوَسْوَاسِ، لَدَخَلْتُ إِلَى بِلادٍ لا أَنِيسَ بِهَا، وَهَلْ يُفْسِدُ النَّاسَ إِلا النَّاسُ؟ " (١) . _________ (١) إسناده ضعيف: شيخ مالك بن أنس لم يسمّ، فهو مجهول العين والحال.
الْعُزْلَةُ أَسْلَمُ ٩ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، ثنا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، ثنا ابْنُ ⦗١٩⦘ لَهِيعَةَ، عَنْ سَيَّارِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ لِي بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ: مَا فَعَلَ عَمُّكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَزِمَ الْبَيْتَ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: إِنَّ رِجَالا مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ لَزِمُوا بُيُوتَهُمْ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ، نَضَّرَ اللَّهُ وَجْهَهُ، فَلَمْ يَخْرُجُوا إِلا إِلَى قُبُورِهِمْ " (١) . _________ (١) إسناده ضعيف: في سنده: ابن لهيعة، مختلط وسماع موسى بن داود منه بعد اختلاطه. وقد سمع من ابن لهيعة جماعة من أصحابه القدماء، منهم: ابن المبارك، وابن مهب، وابن المقرئ سيأتي ذكرهم إن شاء الله في محله مه الدلائل، والله الموفق.
أَبُو الْجُهَيْمِ وَالْعُزْلَةُ ٧ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثَنا أَصْبَغُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو الْجُهَيْمِ الْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ لا يُجَالِسُ الأَنْصَارَ، فَإِذَا ذُكِرَتْ لَهُ الْوِحْدَةُ، قَالَ: النَّاسُ شَرٌّ مِنَ الْوِحْدَةِ (١) ". _________ (١) ضعيف الإسناد: أخرجه ابن وهب في " الجامع في الحديث " برقم (٥٠١)، قال: سمعت يحي بن أيوب، يحدث عن يحي بن سعيد به. وسنده ضعيف لانقطاعه بين يحي بن سعيد، وأبي الجهيم ﵁.
وَهَلْ يُفْسِدُ النَّاسَ إِلا النَّاسُ ٨ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي دَهْثَمُ بْنُ الْفَضْلِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُكَيْمٍ، ثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَوْلا مَخَافَةَ الْوَسْوَاسِ، لَدَخَلْتُ إِلَى بِلادٍ لا أَنِيسَ بِهَا، وَهَلْ يُفْسِدُ النَّاسَ إِلا النَّاسُ؟ " (١) . _________ (١) إسناده ضعيف: شيخ مالك بن أنس لم يسمّ، فهو مجهول العين والحال.
الْعُزْلَةُ أَسْلَمُ ٩ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، ثنا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، ثنا ابْنُ ⦗١٩⦘ لَهِيعَةَ، عَنْ سَيَّارِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ لِي بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ: مَا فَعَلَ عَمُّكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَزِمَ الْبَيْتَ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: إِنَّ رِجَالا مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ لَزِمُوا بُيُوتَهُمْ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ، نَضَّرَ اللَّهُ وَجْهَهُ، فَلَمْ يَخْرُجُوا إِلا إِلَى قُبُورِهِمْ " (١) . _________ (١) إسناده ضعيف: في سنده: ابن لهيعة، مختلط وسماع موسى بن داود منه بعد اختلاطه. وقد سمع من ابن لهيعة جماعة من أصحابه القدماء، منهم: ابن المبارك، وابن مهب، وابن المقرئ سيأتي ذكرهم إن شاء الله في محله مه الدلائل، والله الموفق.
1 / 18
وَجَدْتُ مُجَالَسَةَ النَّاسِ شَرًّا
١٠ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو الْجُهَيْمِ الأَنْصَارِيُّ بَدْرِيًّا، وَكَانَ لا يُجَالِسُ النَّاسَ، وَكَانَ يَعْتَزِلُ فِي بَيْتِهِ، فَقَالُوا لَهُ: لَوْ جَالَسْتَ النَّاسَ وَجَالَسُوكَ؟ فَقَالَ: وَجَدْتُ مُجَالَسَةَ النَّاسِ شَرًّا، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو أَكْثَرَ النَّاسِ مُجَالَسَةً لَهُ، وَكَانَ يُحَدِّثُهُ عَنِ الْفِتَنِ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو مَا كَانَ بِالشَّامِ، قَالَ: تُحَدِّثُنِي مَا تُحَدِّثُنِي، وَكَانَ هَذَا مِنْ أَمْرِهِ، لِلَّهِ عَلَيَّ أَنْ لا أُكَلِّمَهُ أَبَدًا " (١) .
_________
(١) إسناده ضعيف: يحي بن سعيد لم يدرك أبو الجهيم ﵁
١١ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: ثنا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: " وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ لِي إِنْسَانًا يَكُونُ فِي مَالِي، ثُمَّ أُغْلِقُ عَلَيَّ بَابًا، فَلا يَدْخُلُ عَلَيَّ أَحَدٌ حَتَّى أَلْحَقَ بِاللَّهِ ﷿ " (١) . _________ (١) إسناده ضعيف: أخرجه ابن أبي الدنيا في " كتاب المتمنين " برقم (١٠٥ - بتحقيقي) بسنده ومتنه. وأخرجه هناد (١٢٣٣)، وأبو داود (٢٧٧) كلاهما في " الزهد "، وابن أبي شيبة (١٣/٣٧٩ - ٣٨٠)، وأبو نعيم في " الحلية " (١/٢٧٨)، من طريق محمد بن الأعمش، به. وأخرجه نعيم بن حماد في " زوائد الزهد " (٢٠) من طريق الأعمش، به. وأخرجه الداني في: الفتن " (١٢١) من طريق موسى بن عبد الله، به. وسنده ضعيف لانقطاعه بين موسى، وحذيفة.
صِفَةُ خَيْرِ النَّاسِ ١٢ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ⦗٢٠⦘ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ الأَنْصَارِيَّةِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ لأَصْحَابِهِ: " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ رَجُلا؟ "، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، فَقَالَ: " رَجُلٌ آخِذٌ بِعَنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، يَنْتَظِرُ أَنْ يُغِيرَ أَوْ يُغَارَ عَلَيْهِ، أَفَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِهِمْ بَعْدَهُ؟ "، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْحِجَازِ، فَقَالَ: " رَجُلٌ فِي غَنِيمَةٍ يُقِيمُ الصَّلاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، قَدْ عَلِمَ حَقَّ اللَّهِ، تَعَالَى، فِي مَالِهِ، وَاعْتَزَلَ شُرُورَ النَّاسِ " (١) . _________ (١) إسناده ضعيف، والحديث صحيح: أخرجه ابن أبي عاصم في " الزهد " برقم (٦٢، ٨٢)، والطبراني في " كبيره " ٥ج٢٥ رقم ٢٧١ -، من طريق محمد بن سلمة به، قلت: وسنده ضعيف، فيه: ابن إسحاق مدلس وقد عنعنه، لذا قال الهيثمي في " المجمع " (١٠/٣٠٤) " ورجاله ثقات، إلاّ أن ابن إسحاق مدلس ". وقال صنوه العراقي في " تخريج أحاديث الإحياء " (٢/٢٢٦): " وراه الطبراني عن ابن إسحاق معنعنًا " قلت: لكنه قد توبع عليه، تابعه: سفيان، عن ابن أبي نجيح، به. أخرجه ابن أبي عاصم في " الزهد " (٣٥) . قلت: فصح الحديث، والحمد لله وحده.
١١ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: ثنا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: " وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ لِي إِنْسَانًا يَكُونُ فِي مَالِي، ثُمَّ أُغْلِقُ عَلَيَّ بَابًا، فَلا يَدْخُلُ عَلَيَّ أَحَدٌ حَتَّى أَلْحَقَ بِاللَّهِ ﷿ " (١) . _________ (١) إسناده ضعيف: أخرجه ابن أبي الدنيا في " كتاب المتمنين " برقم (١٠٥ - بتحقيقي) بسنده ومتنه. وأخرجه هناد (١٢٣٣)، وأبو داود (٢٧٧) كلاهما في " الزهد "، وابن أبي شيبة (١٣/٣٧٩ - ٣٨٠)، وأبو نعيم في " الحلية " (١/٢٧٨)، من طريق محمد بن الأعمش، به. وأخرجه نعيم بن حماد في " زوائد الزهد " (٢٠) من طريق الأعمش، به. وأخرجه الداني في: الفتن " (١٢١) من طريق موسى بن عبد الله، به. وسنده ضعيف لانقطاعه بين موسى، وحذيفة.
صِفَةُ خَيْرِ النَّاسِ ١٢ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ⦗٢٠⦘ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ الأَنْصَارِيَّةِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ لأَصْحَابِهِ: " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ رَجُلا؟ "، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، فَقَالَ: " رَجُلٌ آخِذٌ بِعَنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، يَنْتَظِرُ أَنْ يُغِيرَ أَوْ يُغَارَ عَلَيْهِ، أَفَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِهِمْ بَعْدَهُ؟ "، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْحِجَازِ، فَقَالَ: " رَجُلٌ فِي غَنِيمَةٍ يُقِيمُ الصَّلاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، قَدْ عَلِمَ حَقَّ اللَّهِ، تَعَالَى، فِي مَالِهِ، وَاعْتَزَلَ شُرُورَ النَّاسِ " (١) . _________ (١) إسناده ضعيف، والحديث صحيح: أخرجه ابن أبي عاصم في " الزهد " برقم (٦٢، ٨٢)، والطبراني في " كبيره " ٥ج٢٥ رقم ٢٧١ -، من طريق محمد بن سلمة به، قلت: وسنده ضعيف، فيه: ابن إسحاق مدلس وقد عنعنه، لذا قال الهيثمي في " المجمع " (١٠/٣٠٤) " ورجاله ثقات، إلاّ أن ابن إسحاق مدلس ". وقال صنوه العراقي في " تخريج أحاديث الإحياء " (٢/٢٢٦): " وراه الطبراني عن ابن إسحاق معنعنًا " قلت: لكنه قد توبع عليه، تابعه: سفيان، عن ابن أبي نجيح، به. أخرجه ابن أبي عاصم في " الزهد " (٣٥) . قلت: فصح الحديث، والحمد لله وحده.
1 / 19
مِنْ كَلامِ الْفَارُوقِ فِي الْعُزْلَةِ
١٣ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ﵁: " خُذُوا بِحَظِّكُمْ مِنَ الْعُزْلَةِ " (١) .
_________
(١) ضعيف:
أخرجه وكيع في " الزهد " برقم (٢٥٣)، وابن سعد في " الطبقات الكبرى " (٤/١٦١)، ونعيم بن حماد في " زيادات زهد ابن المبارك " (رقم ١١)، وابن أبي عاصم في " الزهد " برقم (٨٤)، وابن حبّان في " روضة العقلاء " (ص٨١)، والبيهقي في " الزهد الكبير " رقم (١٢١)، والخطابي في " العزلة " (ص ٢٢)، من طرق عن شعبة، به وقال الخطابي: " لو لم تكن العزلة إلاّ السلامة من الغيبة، ومن رؤية المنكر لا يقدر على إزالته، لكان ذلك خيرًا كثيرًا ".
قلت: وإسناده ضعيف، فيه انقطاع بين بن عاصم، عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ﵁، فهو لم يدركه.
وعزاه السيوطي في " جمع الجوامع " (٣/٤٤٢ رقم ٨٧١٠ - ترتيبه للمتقى الهندي)، لأحمد في " الزهد "، والعسكري في " المواعظ ".
ولم أجده في: زهد أحمد " المطبوع، وهذا دليلٌ على أن النسخة المطبوعة ناقصة غير تامة. والله أعلم.
1 / 20
الْعُزْلَةُ عِبَادَةٌ
١٤ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ الرَّيَّانِ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: " الْعُزْلَةُ عِبَادَةٌ " (١)
_________
(١) في سنده عُمير بن الرَّيَّان، ذكره ابن حبَّان في " الثقات " (٧/٢٧٤)، وقال: " سمعت ابن سيرين يقول: العزلة عبادة، وروى عنه: عليّ بن بكّار المصيصي ". اه
قُلتُ: فهو مجهول العين والحال، فلإسناد ضعيف.
خَيْرُ مَالِ الْمُسْلِمِ ١٥ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: ثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ (١)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " يُوشَكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرُ مَالِ الْمُسْلِمِ شَاةٌ يَتَتَبَّعُ بِهَا صَاحِبُهَا شَعَفَ الْجِبَالِ، وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ " (٢) . _________ (١) في أصل المخطوط: " ... بن أبي صعصعة، عن ابن نهار، والصواب ما أثبته. (٢) صحيح: قلت: وقد رواه عن ابن أبي صعصعة جماعة من أصحابه، منهم: ١ - سفيان بن عيينة؛ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الله بن أبي صعصعة: أخرجه أحمد (٣/٦)، ونعيم بن حمّاد في " الفتن " برقم (٧٢٦) . قلت: وقد وهم فيه نعيم، فقال: " عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ". وصوابه العكس. ٢ - يحيى بن سعيد؛ وقد رواه عن يحيى كل من: أ - عبد الله بن نمير: أخرجه ابن ماجة (٣٩٨٠)، وأحمد (٣/٦٠) . ب - عبد الوهاب الثقفي: أخرجه نعيم ين حماد في " الفتن " (٢١٧، ٧٢٣) ٣ - عبد العزيز بن أبي سلمة بن الماجشون: أخرجه البخاري (٣٦٠٠، ٦٤٩٥) ٤ - مالك بن أنس، وله عن مالك طرق: أ - إسماعيل بن أبي أويس: أخرجه البخاري (١٩، ٣٣٠٠) . ب - عبد الله بن مسلمة: أخرجه أبو داود (٤٢٦٧)، والخطابي في " العزلة " (ص١٩)، والسهرودي في " عوارف المعارف " (ص٤٢٤) =
خَيْرُ مَالِ الْمُسْلِمِ ١٥ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: ثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ (١)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " يُوشَكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرُ مَالِ الْمُسْلِمِ شَاةٌ يَتَتَبَّعُ بِهَا صَاحِبُهَا شَعَفَ الْجِبَالِ، وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ " (٢) . _________ (١) في أصل المخطوط: " ... بن أبي صعصعة، عن ابن نهار، والصواب ما أثبته. (٢) صحيح: قلت: وقد رواه عن ابن أبي صعصعة جماعة من أصحابه، منهم: ١ - سفيان بن عيينة؛ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الله بن أبي صعصعة: أخرجه أحمد (٣/٦)، ونعيم بن حمّاد في " الفتن " برقم (٧٢٦) . قلت: وقد وهم فيه نعيم، فقال: " عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ". وصوابه العكس. ٢ - يحيى بن سعيد؛ وقد رواه عن يحيى كل من: أ - عبد الله بن نمير: أخرجه ابن ماجة (٣٩٨٠)، وأحمد (٣/٦٠) . ب - عبد الوهاب الثقفي: أخرجه نعيم ين حماد في " الفتن " (٢١٧، ٧٢٣) ٣ - عبد العزيز بن أبي سلمة بن الماجشون: أخرجه البخاري (٣٦٠٠، ٦٤٩٥) ٤ - مالك بن أنس، وله عن مالك طرق: أ - إسماعيل بن أبي أويس: أخرجه البخاري (١٩، ٣٣٠٠) . ب - عبد الله بن مسلمة: أخرجه أبو داود (٤٢٦٧)، والخطابي في " العزلة " (ص١٩)، والسهرودي في " عوارف المعارف " (ص٤٢٤) =
1 / 21
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
_________
= د - معن بن عيسى: أخرجه النسائي (٨/١٢٣) .
هـ - ابن القاسم:
أخرجه النسائي (٨/١٢٣)، وأبو عمرو الداني في " الفتن " رقم (١٥٦) .
وإسحاق بن عيسى: أخرجه أحمد (٣/٤٣) .
ز - عبد الرازق: أخرجه أحمد (٣/٥٧) .
جميعهم عن مالك، وهذا في " الموطأ " (٢/٧٩٠ - رواية يحي، وبرقم ٢٠٤٣ - رواية أبي مصعب) .
قوله: " شعف الجبال ": رءوس الجبال
وقوله: " مواضع القطر "، قال السندي في " حاشيته على النسائي " (٨/١٢٣): " أي: المواضع التي يستقر فيها المطر كالأودية. وفيه: أنه يجوز العزلة، بل هي أفضل أيام الفتن ". اه.
خَيْرُ مَعَايِشِ النَّاسِ ١٦ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلُ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَعْجَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " إِنَّ مِنْ خَيْرِ مَعَايِشِ النَّاسِ لَهُمْ: رَجُلٌ مُمْسِكٌ بِعَنَانِ فَرَسِهِ يَطِيرُ عَلَى مَتْنِهِ، كُلَّمَا سَمِعَ هَيْعَةً أَوْ فَزْعَةً، طَارَ عَلَى مَتْنِهِ يَلْتَمِسُ الْمَوْتَ وَالْقَتْلَ مَكَانَهُ، أَوْ رَجُلٌ فِي رَأْسِ شَعَفَةٍ مِنَ هَذِهِ الشَّعَفِ، أَوْ بَطْنِ وَادٍ مِنْ هَذِهِ الأَوْدِيَةِ، يُقِيمُ الصَّلاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيَعْبَدُ رَبَّهُ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْيَقِينُ، لَيْسَ مِنَ النَّاسِ إِلا فِي سَبِيلِ خَيْرٍ (١) ". _________ (١) صحيح. أخرجه مسلم (١٨٨٩/١٢٥)، والنسائي في " السنن الكبرى " (١١٧٦٧)، وابن ماجة (٣٩٧٧) وسعيد بن منصور في " سننه " (٢٧٣٦)، وأبو عوانة (٥/٥٧ - ٥٩)، وابن منده في " الإيمان " (٤٥٩)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (٩/١٥٩)، وفي " الشعب " (٩٥٩٦)، والقشيري في " الرسالة " (ص ٥٠)، من طريق أبي حازم، به. قوله: " معاش الناس ": المعاش هو: العيش، أي: الحياة. قال النووي: " وتقديره - والله أعلم ـ: من خير أحوال عيشهم رجل ممسك " قوله: " ممسك عنان فرسه ": اي: متأهب ومنتظر وواقف بنفسه على الجاهد في سبيل الله. و" طار على متنه "، أي: يسرع جدًّا على ظهره حتى كأنه يطير. و" هيعة ": الصوت عند حضور العدو. و" أو قزعة " النهوض إلى العدو. و" يلتمس الموت والقتل مكانه ": يعني: يطلبه من مواطنه التي يرجى فيها، لشدة رغبته في الشهادة.
خَيْرُ النَّاسِ مَنْزِلَةً ١٧ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا فُلَيْحٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، ﷺ: " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ مَنْزِلَةً؟ رَجُلٌ آخِذٌ بِعَنَانِ فَرَسِهِ ⦗٢٣⦘ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﷿، أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ مَنْزِلَةً بَعْدَهُ؟ رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي غَنِيمَةٍ لَهُ، يُقِيمُ الصَّلاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيَعْبُدُ اللَّهَ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا " (١) . _________ (١) إسناده حسن، والحديث صحيح: أخرجه أحمد (٢/٥٢٣)، وابن أبي عاصم في " الجهاد " برقم (١٥٥)، وابن منده في " الإيمان " (٤٥٤)، والحاكم (٢/٦٧)، وشمس الدين المقدسي في: فضل الجاهد والمجاهدين " (٢)، من طريق فليح بن سليمان، به. وقال الحاكم: " هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه ". قلت: وليس كما قال ﵀ فلإسناد حسن فقط، فيه: فليح بن سليمان، قال الذهبي في " تذكرة الحفاظ " (١/٢٢٤): " وحديثه في رتبة الحسن ". وكذا قال ابن حجر في " الفتح " (٢/٤٧٢) . والحديث صحيح بما سبق. وقد توبع على سعيد بن يسار، تابعهن: ابو صالح، عن أبي هريرة، مرفواع به،: أخرده البخاري (٢٨٨٧)، وابن ماجة (٤١٣٥ - ٤١٣٦)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (٩/١٥٩)، والبغوي في " شرح النسة " (١٤/٢٦١)، وابن عساكر في " الأربعين في الحث على الجهاد " (ص١٠٩ - ١١٠) .
خَيْرُ مَعَايِشِ النَّاسِ ١٦ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلُ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَعْجَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " إِنَّ مِنْ خَيْرِ مَعَايِشِ النَّاسِ لَهُمْ: رَجُلٌ مُمْسِكٌ بِعَنَانِ فَرَسِهِ يَطِيرُ عَلَى مَتْنِهِ، كُلَّمَا سَمِعَ هَيْعَةً أَوْ فَزْعَةً، طَارَ عَلَى مَتْنِهِ يَلْتَمِسُ الْمَوْتَ وَالْقَتْلَ مَكَانَهُ، أَوْ رَجُلٌ فِي رَأْسِ شَعَفَةٍ مِنَ هَذِهِ الشَّعَفِ، أَوْ بَطْنِ وَادٍ مِنْ هَذِهِ الأَوْدِيَةِ، يُقِيمُ الصَّلاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيَعْبَدُ رَبَّهُ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْيَقِينُ، لَيْسَ مِنَ النَّاسِ إِلا فِي سَبِيلِ خَيْرٍ (١) ". _________ (١) صحيح. أخرجه مسلم (١٨٨٩/١٢٥)، والنسائي في " السنن الكبرى " (١١٧٦٧)، وابن ماجة (٣٩٧٧) وسعيد بن منصور في " سننه " (٢٧٣٦)، وأبو عوانة (٥/٥٧ - ٥٩)، وابن منده في " الإيمان " (٤٥٩)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (٩/١٥٩)، وفي " الشعب " (٩٥٩٦)، والقشيري في " الرسالة " (ص ٥٠)، من طريق أبي حازم، به. قوله: " معاش الناس ": المعاش هو: العيش، أي: الحياة. قال النووي: " وتقديره - والله أعلم ـ: من خير أحوال عيشهم رجل ممسك " قوله: " ممسك عنان فرسه ": اي: متأهب ومنتظر وواقف بنفسه على الجاهد في سبيل الله. و" طار على متنه "، أي: يسرع جدًّا على ظهره حتى كأنه يطير. و" هيعة ": الصوت عند حضور العدو. و" أو قزعة " النهوض إلى العدو. و" يلتمس الموت والقتل مكانه ": يعني: يطلبه من مواطنه التي يرجى فيها، لشدة رغبته في الشهادة.
خَيْرُ النَّاسِ مَنْزِلَةً ١٧ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا فُلَيْحٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، ﷺ: " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ مَنْزِلَةً؟ رَجُلٌ آخِذٌ بِعَنَانِ فَرَسِهِ ⦗٢٣⦘ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﷿، أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ مَنْزِلَةً بَعْدَهُ؟ رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي غَنِيمَةٍ لَهُ، يُقِيمُ الصَّلاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيَعْبُدُ اللَّهَ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا " (١) . _________ (١) إسناده حسن، والحديث صحيح: أخرجه أحمد (٢/٥٢٣)، وابن أبي عاصم في " الجهاد " برقم (١٥٥)، وابن منده في " الإيمان " (٤٥٤)، والحاكم (٢/٦٧)، وشمس الدين المقدسي في: فضل الجاهد والمجاهدين " (٢)، من طريق فليح بن سليمان، به. وقال الحاكم: " هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه ". قلت: وليس كما قال ﵀ فلإسناد حسن فقط، فيه: فليح بن سليمان، قال الذهبي في " تذكرة الحفاظ " (١/٢٢٤): " وحديثه في رتبة الحسن ". وكذا قال ابن حجر في " الفتح " (٢/٤٧٢) . والحديث صحيح بما سبق. وقد توبع على سعيد بن يسار، تابعهن: ابو صالح، عن أبي هريرة، مرفواع به،: أخرده البخاري (٢٨٨٧)، وابن ماجة (٤١٣٥ - ٤١٣٦)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (٩/١٥٩)، والبغوي في " شرح النسة " (١٤/٢٦١)، وابن عساكر في " الأربعين في الحث على الجهاد " (ص١٠٩ - ١١٠) .
1 / 22