وقضى أيام طفولته وصباه في حجر الأبوين الطاهرين، يتغذى بالعلم والحكمة، ويتنقل في حلقات الدرس ومجالس العلماء، يطلب المعارف، وما أن بلغ سن المراهقة حتى صار العلماء يتوسمون فيه خصال الفضل والنبل، فحصل بذلك على الاهتمام البالغ والرعاية المميزة، وحين بلغ الثامنة والعشرين من عمره توفي والده وذلك سنة (1360ه)، فلم يكن ذلك المصاب ليوهن من عزمه أوينخر في صلابة إرادته، فاستمر في بناء شخصيته ولازم مجالس العلم وخالط الفضلاء، ومازال يكترع من علوم الأكابر ويأنس كل الأنس بتصفح أوراق الدفاتر، حتى حصل أنواع العلوم، وخاض في منطوقها والمفهوم، وكان من أبرز مشائخه:
والده السيد العلامة زاهد آل محمد وعابدهم محمد بن منصور المؤيدي.
والسيد العلامة نبراس آل محمد وحافظهم الأوحد الحسن بن الحسين بن محمد الحوثي.
والسيد العلامة الحافظ المجتهد عبدالله بن الإمام الهادي الحسن القاسمي.
والسيد العلامة بدر آل محمد محمد بن إبراهيم المؤيدي الملقب بابن حوريه. وغيرهم من مشاهير أهل عصره.
ولم تمض عليه فترة وجيزة حتى صار فارسا في ميدان العلوم، وأصبح قبلة يقصد لحل المشكلات وكشف المعضلات، واستقر في صعدة يعلم الجاهل ويرشد الضال ويغيث الملهوف ويحسن إلى كل الناس.
وقد تميز بصفات خلقية كريمة فالشجاعة والحكمة والصدق والصبر والتواضع صفات مكينة فيه، يعرف ذلك من جلس بين يديه وحاوره.
Bogga 11